آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
مريم الشروقي
عن الكاتب :
كاتبة بحرينية

المعلّم وثقافة المجتمع!


مريم الشروقي

الأسبوع القادم والأسبوع الذي يليه، سيرجع أبناؤنا الطلبة إلى مقاعد الدراسة، وستبدأ حياتنا الروتينية مرّة أخرى، بعد إجازة الصيف الطويلة، وسيرجع المعلّم إلى مكانه يُدرّس ويعطي أفضل ما عنده.

المدرّس لا يعلّم فقط، بل هو يربّي ويُخرّج الأجيال، ومهنته ليست مهنة سهلة أبدا أبدا، بل من أصعب المهن وأرقاها على الإطلاق، ويعلم الجميع أهمّيته بالنسبة لأبنائنا الطلبة.

لطالما تعلّمنا في بيوتنا بأن المعلّم هو الأب والأم، فهما يوجّهان ويربيان، ونقضي معهما أطول الأوقات، فيغرس المعلّم الأخلاق والصفات الحميدة في الطالب، يشجّعه على موقف ويعترض على موقف آخر، ويُنهيه عن موقف ويؤكّد على آخر.

ولكن في السنوات الأخيرة لاحظنا تغيّرا في العلاقة بين المعلّم والطالب، فلم يُصبح المعلّم هو المربّي، وفقد الطالب الاحترام والأدب أمام المعلّم، لا نقول الجميع ولكن الأغلب، ولا ندري إن كانت العلاقة سترجع إلى ما كانت عليه أم ستتأثّر وتتعثّر أكثر فأكثر.

من أسباب تميّز اليابان في التعليم هو العلاقة بين المعلّم والطالب، فالطالب يحترم المعلم ويقدّره، والمعلم على قدر من الاحترام والعلم، فنحن إن أردنا إصلاح التعليم فلننظر إلى المعلّم.

إصلاح التعليم كما ذكره ابن خلدون في كتابه المقدّمة منذ 600 سنة كان بخطة متكاملة حول منظومة التعليم والعلاقة بين المعلّم والتلميذ، فثقافة الاحترام إن لم تكن متواجدة فنحن لن نرقى بأي علم، سواء لدينا الكوادر أو الكتب والمناهج، لأنّ الركيزة الأساسية لأي علم هو الحب والسلام والعلاقة الطيبة.

فقط لو ركّزنا على إرجاع ثقافة الاحترام واختيار المعلّم المناسب الذي تكتمل فيه الشروط، وهنا نركّز على أهمّية الاختبارات الشخصية والمقابلات قبل قبول أي معلّم، عندها سننشر ثقافة الاحترام، فليس كل معلّم معلّم، فهناك من يعلّم لاستلام راتب آخر الشهر فقط، وهناك من يُعلّم حبّا في مهنته فيعطي أفضل ما عنده.

ولا بد على أولياء الأمور الاهتمام بثقافة الاحترام وعدم تدمير العلاقة بين المعلّم والطالب، العلاقة المبنية على الاحترام والود وعدم رفع الصوت أو التطاول على المعلّم، فهو من يُغذّي العقول لمدّة 18 عاما وأكثر.

لصالح مدونة "صوت المنامة"

أضيف بتاريخ :2018/08/31

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد