آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
محمد النوباني
عن الكاتب :
كاتب سعودي

في أبعاد القرار الأمريكي بخصوص الأونروا: نفقات السعودية على حرب اليمن في يومين تكفي لسد العجز في موازنة الأونروا!؟

 

محمد النوباني

علني لا أضيف جديدا أن قلت بأن قرار إدارة ترامب بوقف المساهمة الأمريكية في موازنة الأنروا يندرج في إطار مؤامرة صهيو- أمريكية لشطب حق العودة لأكثر من خمسة ملايين وأربعمائة ألف فلسطيني بموجب القرار الأممي الذي يحمل الرقم 194 .

فهذا القرار الأمريكي يستهدف اللاجئين الفلسطينيين على اعتبار أن قضيتهم العادلة هي أساس وجوهر القضية الفلسطينية يأتي استكمالا لقرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة أبدية للدولة العبرية ونقل السفارة الأمريكية إليها ولقانون يهودية الدولة (قانون القومية ) الذي أقره الكنيست الصهيوني مؤخرا في تأكيد للطابع الاجلاىي الاحلالي للمشروع الصهيوني الذي أقره الكنيست الإسرائيلي مؤخرا في تأكيد للطابع العنصري الاجلاىي الاحلالي للمشروع الصهيوني قبل أن يتحول إلى دولة في ١٥ أيار ١٩٤٨ حيث عبر عن ذلك آنذاك دافيد بن غوريون أحد أبرز مؤسسي الكيان حينما قال نريد دولة يهودية خالصة تكون يهودية بقدر ما هي انجلترا انجليزية. أن استكمال ثالوث القدس عاصمة لإسرائيل وقانون ما يسمى بالقومية والبدء بتصفية الأونروا كمقدمة لشطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين تعني شطب ثلاثة محاور تشكل القضية الفلسطينية وهي العودة والدولة وتقرير المصير وبالتالي شطب فلسطين كقضية تحرر وطني وإخراجها من التداول ونفي وجود الشعب الفلسطيني كما قالت جولدامائير ذات يوم أين هو الشعب الفلسطيني ؟ عود على بدء فأنني كفلسطيني ومثلي كثيرون لا نريد أية مساعدات أمريكية ونعتبرها مغمسة بدماء مئات آلاف الشهداء والجرحى الذين سقطوا جراء دعم وتواطؤ أمريكا مع إسرائيل ولكننا نرثي لحالة الهوان العربي والفلسطيني التي حولتنا إلى عبيد ومتسولين نستجدي لقمة العيش من دول مانحة متآمرة ومتواطئة مع عدونا لتصفية قضيتنا وإخراجها من التداول بعد أن كنا ننتزعها انتزاعا أيام كنا ثوارا لا تجارا متسولين.

ولكن ما شد انتباهي ولفت نظري وأنا أحضر لكتابة هذه المقالة أن حجم المساهمة المالية التي تقدمها واشنطن لموازنة الأونروا لا تزيد عن ٣٦٤ مليون دولار إلا قليلا وهي لا تكفي كمصروف شخصي لبعض المسؤولين العرب سيما في الخليج كان يمكن توفير مبلغ أكبر منه بكثير للشعب الفلسطيني لو أن تلك الدول لم تتنصل من التزاماتها القومية المفترضة وتحالفت مع إسرائيل في السر والعلن لكي ترضى عنها واشنطن وتوفر لها الحماية التي تستطيع بدونها البقاء أسبوعا واحدا في الحكم.

ولكي نتحدث بالأرقام فأن مساهمة واشنطن المالية في موازنة الأونروا وصلت العام الماضي ٢٠١٧ مبلغا وقدره ٣٦٤مليوناو ٢٦٥الفا و٥٨٥ دولارا من أصل حجم الموازنة البالغة لنفس العام ٨٧٤ مليونا وو١٧٧ الفاو٩٦٥ دولار… ورغم أن هذه المساهمة هي الأكبر في موازنة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين إلا أنه يمكن تعويضها من الأموال العربية وتحديدا.السعودية والخليجية لو لم يكن قرارها المالي والسياسي مرهونا بقرار أمريكي. فهذا المبلغ يمكن تأمينه لو خلصت النوايا من توفير نفقات يومين فقط من نفقات الحرب السعودية على اليمن حيث أكد تقرير صادر عن جامعة هارفارد الأمريكية أن السعودية تنفق يوميا زهاء ٢٠٠ مليون دولار لدفع نفقات تلك الحرب العدوانية.وغني عن القول بأن ما اقتطعته إدارة ترامب من موازنة الوكالة سوف تدفعه السعودية التي بلغ حجم أسهامها في موازنة الأونروا للعام الماضي مبلغا وقدره ٥٩ مليونا و ٢٧٥ ألفا و٥٥٥دولارا . حيث ذكرت مصادر أمريكية أن ترامب سوف يجبر حكام الخليج على دفع نفس مبلغ المساهمة الأمريكية مضافا إليه شرطا أخر نظير ذلك وهو السعي لإلغاء التفويض الذي منحته الجمعية العامة للأونروا بموجب قرارها ٣٠٢ الصادر العام ١٩٤٨لشطب حق العودة للشعب الفلسطيني إلى أرضه نهائيا كما يريد نتنياهو. ولكن الشيء المؤكد والذي لا يعرفه لا نتنياهو ولا ترامب أن الشعب الفلسطيني بات حق العودة بالنسبة له من الثوابت المقدسة التي لا يمكن التنازل عنها أو مقايضتها بكسرة خبز هنا وهناك. . من هذا المنطلق فأن المؤامرة الأمريكية الجديدة على حق الأونروا وبالتالي على حق العودة سوف تفشل أولا لأن الشعب الفلسطيني لن يقبل المساومة على حقوقه المشروعة وثانيا لأن قرار تفويض الأونروا صدر بقرار من ألجمعية العامة للأمم المتحدة وإلغائه بحاجة لقرار من الجهة التي أصدرته والأغلبية هناك مؤيدة للشعب الفلسطيني وليس لأمريكا وإسرائيل وبالتالي فأن أي قرار من هذا النوع لن يمر وثالثا لأن تفاقم حالة البؤس والشقاء في أوساط اللاجئين الفلسطينيين سوف تدفعهم دفعا نحو العمل المقاوم كرد على الظلم والإذلال والحرمان من أبسط مقومات الحياة الإنسانية الكريمة وهذا ما التقطته بعض الأصوات في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عندما حذرت حكومة نتنياهو من تداعيات خطيرة على الأوضاع الأمنية جرائه. على ضوء كل ما تقدم يمكننا القول أن إدارة ترامب هي أكثر صهيونية وتطرفا من حكومة نتنياهو وإذا لم تشعر بقلق على مصالحها في المنطقة فأنها ستوغل أكثر في عدائها لكل ماهو فلسطيني وعربي ومسلم.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/09/04

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد