إبراهيم محمد باداود
 
يُعد الأكل أحد أهم الأمور التي تشغل بال العديد من الأفراد كل يوم، فمنذ أن يستيقظ تجده يُفكِّر ماذا سيفطر، وأثناء الإفطار يحمل همّ ماذا سيتغدَّى، وبعد الغداء تجده يُخطِّط للعشاء، ومع كل ذلك الاهتمام بتناول الطعام؛ إلا أننا نجد البعض لا يُفكِّر في مكوّنات ذلك الطعام، بل يحرص على تناول الطعام الذي يشتهيه دون أن يتأمُّل في محتوياته أو كميته أو أثره على جسمه، ليس فقط بالنسبة لزيادة وزنه، بل وحتى من الناحية الصحية بشكلٍ عام، فالهدف بالنسبة لهؤلاء هو قهر الجوع بتناول الطعام، بغض النظر عن نوعه وكميته.

بالأمس نشرت إحدى الصحف على صفحتها الأولى تقريرا عن نشرة عالمية أصدرتها شركة (إيبسوس) لأبحاث السوق، تفيد بأن 48% من السعوديين كشفوا أنهم لا يتناولون طعاما صحيا، فيما تصدرت اليابان وكوريا الجنوبية دول العالم في التغذية غير السليمة، وهناك العديد من الفوائد والتي يستفيد منها الجسم عند تناوله غذاء صحي، إذ يساعد الغذاء الصحي الجسم في أداء وظائفه المختلفة، كما يحمي الخلايا من الأضرار البيئية، ويُعزِّز عمل جهاز المناعة، ويقي من العديد من الأمراض المختلفة.

العديد من الناس اليوم يشتكون من زيادة الوزن أو السمنة أو وجود بعض الأمراض المختلفة كأمراض المفاصل، والقلب، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، والتي يرجع السبب الرئيسي فيها إلى طبيعة الطعام الذي نتناوله، وفي كثير من الأحيان نجد أن ذلك الطعام له مضاعفات متعددة تستلزم قيامنا إما بمراجعات طبية للعيادات والمستشفيات أو اللجوء إلى برامج للحمية وإنقاص الوزن، وقد نشرت بالأمس أيضاً إحدى الصحف على صفحتها الأولى خلاصة أحد تقارير التسويق والتي صدر في العاصمة الإيرلندية بشأن حجم سوق منتجات تخسيس الوزن في السعودية، إذ بلغت قيمة ذلك السوق حوالي مليار ريال خلال عام 2017م يتم إنفاقها بسبب أكل الطعام غير الصحي، وعدم القيام بالتمارين الرياضية، والأكل المتأخر ليلا أو الأكل عالي الدهون، ومن المتوقع أن ترتفع تلك القيمة خلال عام 2023، لتصل إلى مليار ونصف المليار ريال.

مؤخراً هناك توعية ملموسة حول أهمية تناول الطعام الصحي والقيام بالتمارين الرياضية، ولكننا نحتاج إلى تكثيف تلك الجهود ومواصلة إطلاق البرامج والمبادرات التثقيفية، وخصوصاً في إطار الأسرة وبين الأطفال للتوعية بأهمية تناول الطعام الصحي والمفيد، والبعد عن الأطعمة غير المفيدة، والتي تضر على مستوى الفرد وكذلك على مستوى الاقتصاد الوطني من خلال تكلفة العلاج الكبيرة، والتي تترتب على تناول نصف المجتمع أطعمة غير مفيدة.

صحيفة المدينة