آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
حميدي العبدالله
عن الكاتب :
كاتب ومحلل سياسي

روسيا تسلّم سورية صواريخ «إس 300»


حميدي العبدالله

أعلنت روسيا على لسان رئيسها فلاديمير بوتين ووزير دفاعها سيرغي شويغو أنها ستسلّم سورية صواريخ «إس 300»، وحسب تقارير متقاطعة فإنّ سورية سعت للحصول على هذا النوع من وسائل الدفاع الجوي الروسية منذ عام 2008. وأشارت هذه التقارير إلى أنّ الدولة السورية كانت مستعدّة لتقديم ثمن الصفقة كاملاً، ولكن حسابات روسية عديدة حالت دون ذلك، لا سيما أنّ روسيا كانت لديها قناعة في ذلك الوقت أنها غير مستعدة بعد لمواجهة أيّ ضغوط غربية عليها، وخطوة من مثل بيع سورية صواريخ «إس 300» ستجرّ على روسيا غضب «إسرائيل» وبالتالي كلّ الحكومات الغربية.

وحتى عندما شنّت الحرب الإرهابية على سورية ابتداءاً من عام 2011 تردّدت روسيا كثيراً في بيع سورية أسلحة متطوّرة، سواء كانت هذه الأسلحة طائرات حربية أو وسائل دفاع جوي خشية ردود فعل تل أبيب وحلفائها الغربيين، وقرّرت روسيا إرسال قوّتها الجوفضائية إلى سورية لمساندة الجيش السوري في معاركه مع الإرهاب وعرقلة عربدة الغرب في الاعتداء المباشر على سورية دعماً للتنظيمات الإرهابية، لأنها رأت في هذا التدبير، على الرغم مما يترتب عليه من أكلاف مالية وبشرية، أنه يحول دون إغضاب الكيان الصهيوني والغرب، ويحصر المساندة الروسية بمكافحة الإرهاب بضمانات روسية لا يمكن التشكيك بها.

لكن روسيا التي ليس هناك أيّ مانع قانوني يحول دون بيعها أسلحة متطوّرة إلى سورية، لوّحت أكثر من مرة، ولا سيما في مواجهة «إسرائيل» أنها قد تعيد النظر في موقفها هذا الطوعي إذا تمادت الاعتداءات «الإسرائيلية» التي تخرق السيادة السورية.

لكن في ظلّ التفاهمات الروسية «الإسرائيلية» ظلّت موسكو تفضّل تأخير تسليم صواريخ «إس 300» إلى سورية.

الآن وبعد إسقاط الطائرة الروسية، وسقوط هذا العدد الكبير من الضحايا من الضباط والجنود الروس باتت روسيا في حلّ من التزامها السياسي، ولكن غير القانوني لجهة تسليم سورية صواريخ «إس 300»، ولذلك أعلن وزير الدفاع الروسي هذه المرة بشكل جازم أنّ وسائل الدفاع الجوي من طراز «إس 300» في نسختها المتطوّرة سوف تسلّم إلى سورية في غضون أسبوعين، واتصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرئيس بشار الأسد ليبلغه قرار القيادة الروسية، وهذا يعني أنّ التسليم هذه المرة سوف يتمّ وفي الأجل الذي حدّده وزير الدفاع الروسي على أبعد احتمال.

جريدة البناء اللبنانية

أضيف بتاريخ :2018/09/26

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد