آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
إبراهيم شير
عن الكاتب :
صحفي وإعلامي سوري

رب غارة دمرت صاحبها.. صواريخ “إس 300” السورية صفعة لإسرائيل.. وموجهة ضد الجميع


إبراهيم شير

يقول المثل العربي “رُبّ كلمة قطعت رأس صاحبها” لكننا اليوم سنقول (رُبّ غارة دمرت صاحبها).. لم يمر 10 أيام على سقوط الطائرة الروسية إيل – 20 حتى بدأ زعيم الكرملين فلاديمير بوتين بتنفيذ تهديداته بان بلاده ستتخذ الخطوات سيلاحظها الجميع في سوريا، وكانت أولى هذه الخطوات هي إغلاق المجال الجوي والبحري لسوريا وشرق البحر المتوسط لإجراء مناورات بحسب إعلان موسكو، ومن ثم كان بيان الإدانة الرئيسي لإسرائيل في تعمد التشويش على سوريا من أجل إسقاط الطائرة الروسية، وكل ذلك كان تمهيدا لما هو أقوى إلا وهو تسليم دمشق منظومة S300 لتنشرها على أراضيها وإغلاق المجال الجوي والبحري أمام كل الأنشطة الإسرائيلية والغربية، عبر الردع الالكتروني والتشويش الكهرومغناطيسي في مناطق البحر المتوسط المحاذية لسواحل سوريا، بهدف منع عمل رادارات واتصالات الأقمار الصناعية والطائرات أثناء أي هجوم مستقبلي على سوريا.

لنقف أولا مع الغارة الإسرائيلية ماذا حققت تل أبيب فيها وما سبقها من غارت والتي تقدر بنحو 200 عملية قصف ماذا حققت؟ في السياسة والعسكر إسرائيل خسرت بهذه الغارة حيث أنها قصفت مصنعا كيميائيا فارغا في الساحل السوري، ما أدى لكارثة سياسية مع دولة عظمى مثل روسيا التي هي أساسا حليفة لأكبر عدو لإسرائيل إلا وهي سوريا رأس حربة محور المقاومة. في الغارات التي سبقت ماذا حققت إسرائيل منها؟ هل منعت تقدم الجيش السوري مثلا؟ بالعكس تماما واصل تقدمه وتحريره للأراضي حتى بات على حدود الجولان السوري المحتل. هل منعت تزويد حزب الله بالصواريخ والأسلحة الحديثة؟ أيضا لا فقد أكد الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، أن الصواريخ الذكية قد وصلت له. هل منعت تطوير الجيش السوري؟ أيضا بالعكس والدليل إعادة هيكلة الجيش وتزويده بأسلحة أكثر ذكائا وأخرها صواريخ S300.

هذه الصفقة تحديدا هي الأكبر عسكريا بين سوريا وروسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في العقد الأخير، وبحسب ما أكده لي ضباط ومسؤولين سوريين فان هذه الصفقة كانت على وشك أن تتم في عام 2007 إلا انه تم تأجيلها وقامت دمشق وقتها باستيراد دبابات ومصفحات حديث من روسيا بدلا عنها، وفي عام 2013 كانت الصفقة على وشك أن تتم وذلك باعتراف روسي، ولم تستكمل بسبب طلب إسرائيل ذلك. ووصول الـS300 إلى سوريا سيغير بالتأكيد هامش التفوق الهش للاحتلال الإسرائيلي فوق الأراضي السورية وسيجعله يفكر ألف مرة قبل أن يشن أي غارة عليها.

هناك مثل شعبي سوري يقول “اضرب المربوط ليخاف السايب” القرارات الروسية كانت ضد إسرائيل في العلن، ولكن من تحت الطاولة كانت ضد الولايات المتحدة وحلفائها، وذلك بعد التصريحات الروسية المتكررة بان الخطر على مستقبل ووحدة سوريا ليس من إدلب لأنها ستعود قريبا إلى سيطرة دمشق، بل الخطر الحقيقي هو من الشرق حيث تنتشر القوات الأميركية والفرنسية، وقرار موسكو هذا يوحي بان هناك عملية عسكرية يجري التنسيق لها بين موسكو ودمشق نحو مواقع انتشار القوات الأميركية، وهو ما سيحمل واشنطن لشن غارات على مواقع الدولة السورية، فستكون منظومة الدفاع الجوي الجديدة بانتظارها.

تغيير موازين القوى في سوريا سيكتب الفصول الأخيرة في الحياة السياسية لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي سبق وطالب برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، لينضم بذلك إلى جوقة من طالبوا برحيل الأسد ومن ثم رحلوا وبقي. واتت هذه المغامرة الإسرائيلية لتعجل أيضا بإنهاء المعاناة السورية، لان ما يحسم عسكريا سينعكس دون ادني شك على الحياة السياسية.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/09/26

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد