رياضية

ديوكوفيتش ونادال في #السعودية، استغلال الرياضة لتبيّض الصورة!


بعد مباراة البرازيل والأرجنتين تستضيف السعودية مباراة استعراضية بين نجمي كرة المضرب نوفاك ديوكوفيتش ورافائيل نادال. فيما تثار أسئلة أخلاقية حول استخدام الرياضة في محاولة لتحسين السمعة وتبيّض الصفحة.

وقالت قناة " DW عربية" إنه من المقرر أن تقام خلال شهر كانون الأول/ديسمبر في المملكة مباراة بين أبرز لاعبي تنس في العالم  مقابل مبالغ كبيرة يتحصل عليها النجمان في مباراة تجري على أرض دولة وصفتها منظمة العفو الدولية بأن لها سجلاً مروعاً في مجال حقوق الإنسان.

ولفتت في تقرير إلى طرفا المباراة، التي حدد لها يوم الثاني والعشرين من كانون الأول/ديسمبر، هما نوفاك ديوكوفيتش ورافائيل نادال. المباراة ليس لها تأثير على ترتيب اللاعبين دولياً، لذا اعتبرها الكثيرون وسيلة السعودية لتحسين سمعتها الملوثة دولياً.

ونادال هو المصنف الأول عالمياً، في حين أن غريمة ديوكوفيتش مصنف ثالثاً على مستوى العالم.

تم الإعلان عن موعد المسابقة بعد يوم واحد من اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي. وقد أدى الإعلان عن مقتل الصحافي البارز وكذا القصف السعودي المستمر لليمن بالإضافة إلى سجل المملكة السيئ في مجال حقوق الإنسان إلى تصاعد نداءات اتسع نطاقها عالمياً تطالب نجمي اللعبة البيضاء بالانسحاب من المشاركة في المباراة، بحسب التقرير.

على إثر ذلك قال ديوكوفيتش: "لا أحب أن أقحم نفسي في أي جدالات أو مواقف سياسية"، مردفاً أنه من المؤسف أنه ونادال قد وصل إلى هذا الموقف الآن.

 أما نادال فقال: "بالطبع أنا على علم بالموقف، لكن كان لدي التزام منذ عام مضى للعب هناك. وفريقي يتحدث مع السعوديين الآن لتحليل الوضع".

يقول آدم كوغل، الباحث في قسم الشرق الأوسط في منظمة هيومن رايتس ووتش، إنه كانت هناك بعض التحركات السعودية نحو الليبرالية، إلا أنها لم تفلح. وأضاف في مقابلة له مع DW: "هناك محاولة لغسل سمعة المملكة في حين أنها في الواقع مكان قمعي بشكل لا يصدق".

وتابع كوغل: "أعتقد أن ما تحاول السعودية فعله هو محاكاة نموذج الإمارات العربية المتحدة؛ فالإمارات كذلك دولة قمعية بشكل هائل، يتم فيها اللجوء للتعذيب والإخفاء القسري، كما أنها سجنت معارضين لسنوات عديدة لمجرد اعتقاهم أفكاراً سياسية مخالفة لآراء النظام"، إلا أنها تمكنت من تحسين صورتها، ليس فقط من خلال الأحداث الرياضية، بحسب كوغل.

واستخدام الإمارات لهذه العملية، التي أصبحت تعرف باسم "الغسيل الرياضي" sportswashing هو أمر راسخ. يتضح ذلك من خلال ملكية نادي مانشستر سيتي متصدر الدوري الإنكليزي الممتاز، بجانب بطولات التنس الدولية الكبرى، ومنافسات الكريكيت، والغولف، ورياضة السيارات ومباريات الرجبي.

أما نيكولاس ماكجيان، الباحث في مجال حقوق الإنسان والمتخصص منذ فترة طويلة بالوضع الحقوقي في منطقة الخليج. يقول ماكجيان إن الغسيل الرياضي هو "حملات دعائية رخيصة" مع قدر كبير من الفوائد التي تعود على الدولة التي تقوم بها، يشمل ذلك تقوية موقعها في العلاقات الدولية وتحويلها لنقطة جذب سياحية وتجارية، هذا بالإضافة إلى أنها مجال جيد لإنفاق بعض العوائد الضخمة من أموال النفط.

وتابع: "أعتقد أن السعوديين نظروا إلى قطر وإلى الإمارات العربية المتحدة وشاهدوا حجم استفادة الدولتين من عملية غسل السمعة الدولية من خلال الرياضة، بل ومن المحتمل تماماً أنهم سيفكرون أن هذا هو ما يمكنهم فعله أيضاً".

ويقول ماكجيان "إنهم [السعوديون] قريبون جداً من الإماراتيين، ولن يفاجئني إذا كانت النصيحة المسداة إليهم أن استغلال الرياضة في غسل السمعة السياسية أمر مفيد للغاية".

على العموم، فقد كان رد فعل العالم الرياضي على الدول القمعية، التي تستخدم الرياضة كزينة براقة تصرف الانتباه عن الأهوال التي تكمن خلفها، هو التجاهل وغض الطرف.

أضيف بتاريخ :2018/11/03

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد