آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. محمود البازي
عن الكاتب :
دكتوراة في القانون الخاص وعضو في كرسي حقوق الإنسان

الآفاق المستقبلية لحرب اليمن بعد جريمة قتل جمال خاشقجي


د. محمود البازي

استمرّ ت حرب اليمن أربع سنوات دون انقطاع، كما شهدنا فشل ذريع للأمم المتحدة ومن خلفها المجتمع الدولي ونحن اليوم على أعتاب أزمة إنسانية لم يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية. جوع وعطش وأمراض متسرية وأوبئة تنتشر بين الأطفال اليوم دون وجود مساعٍ لحل هذه الأزمة.

اليوم وبعد أربع سنوات من سيل الدماء تتعالى أصوات المجتمع الدولي في الولايات المتحدة وأوربا بضرورة إيقاف هذه الحرب بل ويحددون لها مهلة لإنهائها على حسب قولهم أواخر هذا الشهر. لكن السؤال المثير بحق، لما كل هذه العجلة التي استدعت تدخل هذه الدول لحماية الأطفال في اليمن من القضف والصواريخ الذكية (الموجهة ضد المدنيين) كان يمكن لهذه الدول أن تصبر حتى يُقتل نصف اليمنيين أو يصاب أكبر عدد ممكن من الأطفال بالكوليرا. ما الذي دعا إلى هذا التدخل؟

يبدو أنها قضية خاشقجي التي استدعت أن يصحو ضمير دول العالم (مصالح دول العالم) للمطالبة بإيقاف الحرب على اليمن من قبل السعودية. تراهن هذه الدول على أن إيقاف الحرب على اليمن سوف يحمي ولي العهد السعودي من تداعيات قضية خاشقجي وسوف يحمي مكانته في المملكة باعتباره الشخص المحبوب الذي يحقق مصالحها في المنطقة. لم يكن مهما أبدا كل المعايير الأخلاقية التي يتشدّق بها الغرب حول حقوق الإنسان وحقوق الطفل وحماية المدنيين في أوقات الحرب ولم يعيروا أهمية أبداً لكل القرارات الدولية الصادرة من الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، كل ما كان يهمهم هو صفقات الأسلحة ولم يكن مهما أبدا كيف تُستخدم هذه الأسلحة وضد من. تعالوا معنا لنسرد عليكم أمثلة عن القرارات الدولية التي أصدرت بشأن اليمن ووضعتها السعودية تحت أقدامها:

في الدورة ال 39 لمجلس حقوق الإنسان بتاريخ 28/9/2018م وفيما يخص الحرب في اليمن وباقتراح من البلدان الأوربية وكندا ونيوزلندا تم إصدار القرارين (L21) و (L23) الخاصين باليمن ونص القرارين على إزالة جميع العوائق التي تمنع وصول المساعدات الإنسانية للشعب اليمني وتأمين وصول هذه المساعدات للمستحقين من الشعب اليمني عبر المنافذ البرية والبحرية ومن بين هذه المنافذ هو ميناء الحديدة الذي شنت السعودية حربا شعواء لاستعادته ضاربة بذلك القرارات الدولية عرض الحائط. ومن جملة ما طالب به مجلس حقوق الإنسان هو الدعوة الصريحة والواضحة لجميع الأطراف بالجلوس إلى طاولة المفاوضات ومحاولة حل الصراع الدائر في اليمن بشكل سلمي وسياسي.

إن الجريمة البشعة التي تعرض لها الصحفي جمال خاشقجي قد تسرّع بإيقاف الحرب في اليمن ليس لاعتبارات إنسانية وإنما لاعتبارات منفعية ونحن نأمل ذات يوم أن ينتقل ملف قتل المدنيين اليمنيين إلى محكمة العدل الدولية لمحاسبة المسؤول عن هذه الأعمال أيا كان سواء الأطراف اليمنية المتصارعة أو السعودية.

وأخيرا أود أن أنوه إلى أنني لست إخواني أو قطري أو شيعي أو إيراني، لأن هذه الصفقات هي التي تُطلق على كل من ينتقد تصرفات السعودية في المنطقة. أنا مجرد كاتب يطالب بإيقاف المآسي في المنطقة العربية وحماية حقوق الإنسان.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/11/19

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد