آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
سالم بن أحمد سحاب
عن الكاتب :
أستاذ الرياضيات، جامعة الملك عبدالعزيز بجدة

وعين المظلوم لم تنم!!

 

سالم بن أحمد سحاب

بعد 11 عاماً من الإيقاف والسجن ، برأ القضاء مقيماً عربياً من تهمة دبرها له كفيله السابق الذي وصفته صحيفة (عاجل) الإلكترونية (1 مارس) بأنه شخصية نافذة . ومنذ 11 عاماً والجلسات تُعقد والمواعيد تُضرب والأدلة تُقدم. أما التهم الباطلة فكانت تزوير تأشيرة خروج نهائي واختلاس نصف مليون ريال (عكاظ 1 مارس).

وبالرغم من ثبوت براءته من قبل، إلاّ أنه لم يتم إطلاق سراحه ، والسبب هو قوة الشخصية النافذة (الظالمة). ليس بعيداً أن تكون الشخصية النافذة من المصلين الذين يقفون بين يدي (مالك يوم الدين)، وليس مستبعداً أن يقضي صاحبنا المتنفذ العشر الأواخر في رحاب بيت الله الحرام يذرف بعض الدموع ويرفع الصوت بالبكاء واليد بالتضرع! بعض هؤلاء يظن أن الناس عبيد سخرة وأنهم فوق البشر مهما فعلوا ومهما أساؤوا ومهما ظلموا.

ينسى هذا وأمثاله أن كل يوم يمضيه المظلوم في السجن هو يوم يمضي به إلى الحرية في حين هو يوم يمضيه المتنفذ في سجن في الآخرة، يوم تُوضع الموازين بالقسط فلا ينفع مال ولا جاه ولا سلطان.
كم تمنيت في لحظة شعور بالقهر والألم أن يُقبض على صاحبنا المتنفذ هذا في دولة أجنبية، ويُسجن ظلماً وعدواناً لمجرد أن شخصية متنفذة هناك، قررت ذلك مستعينة بنفوذ. أما الأجمل من ذلك، فأن يُسجن هنا في بلادنا في ذات الزنزانة التي آوت المتهم المظلوم.

إنها دعوى كيدية بامتياز وظلم فادح ليس له تبرير سوى الاستئساد على الضعيف. تعويض المال لا يكفي هنا لرد الحق المسلوب، حق الحرية والحركة والاطمئنان إلى العدل. هكذا يُردع الظلمة المتنفذون حفاظاً على سمعة هذه البلاد المباركة. وعندما تمر هذه المظالم دون رادع مانع، فإن أمثالها تتكاثر ثم نشكو من اتهامات الآخرين ونصفهم بالمنحازين ضدنا وبالحاقدين علينا.

يا ليتنا نرى ما تُسر به قلوبنا وتطمئن إليه نفوسنا ويدفعنا فعلاً إلى الفخر باسترداد حقوق كل مظلوم إلى أقصى ما يمكن، لأن العدل سيد الأحكام.

المدينة

أضيف بتاريخ :2016/03/07

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد