آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
نبيل نايلي
عن الكاتب :
باحث في الفكر الإستراتيجي الأمريكي، جامعة باريس.

الصراع الأمريكي-الصيني من أجل محطّة فضائية في الأرجنتين!

 

د. نبيل نايلي

“يمكن أن تنتهك بكين شروط اتفاقها مع الأرجنتين للقيام بأنشطة مدنية فقط، وقد تكون لديها القدرة على مراقبة الأنشطة الفضائية للولايات المتحدة والشركاء والحلفاء.” القائد الجديد للقيادة الجنوبية للولايات المتحدة الأدميرال كريغ فالر.
يتعاظم بشكل كبير قلق مسؤولي الدفاع الأمريكيين من قدرة الجيش الصيني على مراقبة واستهداف الأقمار الصناعية الأمريكية بالذات من محطتها الفضائية الجديدة الواقعة في النصف الغربي من الكرة الأرضية، أي في صحراء باتاغونيا بالأرجنتين.

تلعب هذه المحطة دورًا محوريًا في حملة الصين وسعيها المحموم نحو الريادة والنفوذ. إلاّ أنّ الطريقة التي تمّ بها التّفاوض حولها – سراً، وفي وقت كانت الأرجنتين في أمسّ الحاجة للاستثمار- زادت من مخاوف أن تعزّز الصين قدراتها في جمع المعلومات الاستخبارية في النصف الغربي من الكرة الأرضية، ما أثار جدلاً في الأرجنتين حول المخاطر والفوائد التي يمكن جنيها.

ففي شهادة أمام الكونغرس الأمريكي في السابع من فيفري، حذّر القائد الجديد للقيادة الجنوبية للولايات المتحدة الأدميرال كريغ فالر، Craig Faller، المشرّعين من تنامي نفوذ الصين المتسارع في أمريكا اللاتينية. فالر أفاد بأنّ “الصين لا تدعم فقط أنظمة فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا بل تستخدم أيضا ممارسات الإقراض، والاستثمار في البنى التحتية مثل محطة الفضاء بالأرجنتين”.

فالمسؤولون العسكريون الأمريكيون ورجال استخبارات الولايات المتحدة يراقبون بقلق متزايد تطوير هذا المرفق منذ إنشائه. إذ ارتفع على مدى السنوات القليلة الماضية الهوائي المكوّن من 16 طابقاً وبلغت مساحته 200 هكتار في مقاطعة نيوكوين، Neuquén، بالأرجنتين. هذه المحطة التي تعمل منذ أفريل 2018 يحيط بها سياج من الأسلاك الشائكة يبلغ ارتفاعه 8 أقدام هي دون مراقبة تذكر من السلطات الأرجنتينية حسب ما يقول الخبراء.
منذ تعيينه كسفير للأرجنتين في الصين في أواخر عام 2015 ، قال السيد غويلار، Guelar، إنه سيعيد التفاوض بشأن اتفاقية المحطة. “الأمر خطيراً للغاية.. يمكن أن تصبح قاعدة عسكرية في أيّ لحظة..من هذا التلسكوب ، يمكنهم رؤية الملابس الداخلية التي نرتديها”!
إلاّ أنّ الصينيين يصرّون على أنّ الهدف من المنشأة هو فقط “الاستكشاف ومراقبة الفضاء السلمييين. كالدور الحاسم الذي لعبته المحطة خلال هبوط مركبة فضائية”.

أمّا خبير السياسة والفضاء والأمن في مؤسسة “عالم محمي، Secure World، بريان ويدين، Brian Weeden، فقد أشار إلى أنّ “الولايات المتحدة تنشر هوائيات مماثلة لهوائي باتاغونيا وفي جميع أنحاء العالم”!

إلاّ أنّ الجيش الأمريكي يعرب عن قلقه من إمكانية استخدام هذه المحطة- الرادار لغرض مغاير كجمع المعلومات و مراقبة الأنشطة الفضائية الأمريكية.

لدى كلّ من الصين وروسيا طرق متعدّدة لإخراج هذه المحطات المدنية والعسكرية من الخدمة أو تعطيلها رغم ما يؤكّد أنّها توفّر خدمات كالملاحة، والاتصالات، والقيادة والتحكّم في جميع أنحاء العالم.

كما لدى الصين وحدات عسكرية بدأت بالفعل في التدريب باستخدام صواريخ مضادة للأقمار الصناعية مثل تلك المستخدمة في اختبار عام 2007 لتدمير قمر صناعي صيني للأرصاد الجوية.

المخابرات الأمريكية باتت تعتقد أنّ قدرات الصين وروسيا الفضائية تشكّل خطرا على القوات الأمريكية، رغم سعي الدولتين إلى إبرام اتفاقات دولية بشأن عدم تسليح الفضاء.

فهل يمكن فصل هذا “القلق” عن بيان وزارة الدفاع الصينية التي حذّرت على حسابها في موقع Wechat قائلة: “نحن نصرّ على أن يكفّ الجانب الأمريكي عن هذه الاستفزازات” أو محاولة عودة الولايات المتحدة إلى حدائقها الخلفية من باب الأرجنتين ففنزويلا؟؟
الصراع الأمريكي-الصيني يطال كلّ المجالات، فأين نحن منه؟.. 


صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2019/02/14

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد