آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الله الجميلي
عن الكاتب :
كاتب وصحفي سعودي

احترامي للمستشار الحرامي!


عبد الله منور الجميلي


مشهد واحد فقط، رصدته مجموعة مِــن الصُّـور، تضم مجهولين، يجلسون وأمامهم أوراق بيضاء خاوية على عروشها من الحِـبْـر، ذاك المشهد أُرِيْـدَ منه إثبات مناقشة رسالة دكتوراه في الإعلام!
والغريب العجيب التأكيد بأن المناقشة المزعومة تَـمّـت في (جامعة عين شمس) في مصر، بينما هناك ادِّعَــاء بأن (الرسالة) صادرة من (جامعة القاهرة)، ومِـن كلية الإعلام، التي بُـثّ بأنّ عميدتها الدكتورة جيهان يسرى، قد شَـرّفَـت المناقشة بحضورها، ولكن (العميدة) نَــفَــت الأمر جملة وتفصيلاً، وَاعِـدةً بالتحقيق في تلك الواقعة أو الجريمة!

هذا ما كشفته (صحيفة البوابة المصرية يوم الثلاثاء 1 مارس الحاضر)، مشيرة بأنه لم يكن هناك (رسالة، ولا مشرف عليها، ولا مناقشون، ولا إعلان للمناقشة)؛ فكل ما حدث أن أحد (الخليجيين) الذي يعمل نائباً لأحد مراكز الأبحاث الشهيرة هناك قَـد دفع مبلغاً مالياً ضخماً للحصول على (شهادة الدكتوراه)، بعد أن حصل على (الماجستير) مِـن إحدى الجامعات الخاصة بالطريقة ذاتها!

وهنا تلك الكارثة تأكيد بأن اللهاث وراء الألقاب العلمية الموهومة أو الكاذبة - الذي أصبح ساحةَ تنافس بين بعض رجال الأعمال والشخصيات الاعتبارية- قد تجاوز محطة سرقة الأبحاث أو شرائها إلى صناعة شهادات مِـن لا شيء!

وأن تلك الممارسات التي (هَـلَـكُـونَـا) بها قد خلقت دوائر للنصب والاحتيال تـبحث عن أموال أولئك الـوَهْمِـيـيـن حتى داخل أسوار جامعات كبيرة ومعتبرة، وهذا ما يجب أن تَـتَـنَـبّـهَ له الملحقيات الثقافية في السّـفَـارات والمؤسسات العلمية التي مهمتها المصادقة على صِــحْـة الشهادات، وسلامة خطوات وإجراءات الحصول عليها!

أما الأخطر فهو أن يحضر بيننا أولئك الكاذبون - وهم يتأبطون شهاداتهم المزورة- ليكونوا بيننا مُـحْـتَـرمِـيْــن في مناصب قيادية أو استشارية وهم مجرد (حَــراميّـة ولصوص)، ليكون دورهم سَــرقَــة الوطن والمجتمع؛ فالنَّـصْــب طبيعة ساكنة في نفوسهم، وهو الذي مَـهّـد طريقَ وصولهم؛ فمتى نستوعِـب الدرس؟!

صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2016/03/08

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد