التقارير

تقرير خاص: هل تخضع أسلحة #السعودية للتجميد؟


رائد الماجد

على أمل إنهاء الحرب على اليمن والخروج بحل سياسي يحقن الدماء، دعت مجموعة الأزمات الدولية الولايات المتحدة إلى مساعدة السعودية على الخروج من حرب اليمن عبر تعيين مبعوث يتولى هذا الملف، وتعليق صادرات السلاح إلى المملكة لحين وقف تدخلها العسكري في اليمن.

وليست هذه المرة الأولى التي تتم فيها مطالبة الدول بتعليق تصدير الأسلحة للمملكة، فمسبقاً طالبت منظمات عدة حكومة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بوقف مبيعاتها من الأسلحة للمملكة السعودية، التي يتستخدمها في الحرب على اليمن، ودعم جهود التوصل إلى حل سياسي في هذا البلد.

كما شهدت العاصمة البريطانية لندن في العام الماضي وقفات احتجاجية أمام مقر رئاسة الوزراء لمطالبة الحكومة بوقف تسليح المملكة السعودية، شارك فيها العديد من الناشطين والحقوقيين الذين طالبوا أيضاً بالعدالة للصحافي جمال خاشقجي الذي قتل داخل مقر قنصلية بلاده في إسطنبول.

ورغم ذلك، أبدى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تردداً في إمكانية اتخاذ قرار وقف بيع الأسلحة للسعودية، على خلفية مطالب وقف تسليح الرياض إذا ثبت تورطها في اختفاء الصحافي جمال خاشقجي، ورغم أنه ثبت ذلك.

حيث واجهت المملكة السعودية، ومنذ تعيين محمد بن سلمان ولياً للعهد، خيارات صعبة في منطقة عرضة للإضطرابات، فالسعوديين، وباستثناء بعض الحالات النادرة، انتقلوا من قرار سيئ إلى آخر، بدءاً بقرار الحرب في اليمن، مروراً بمقاطعة قطر، وصولاً إلى الأزمة مع كندا.

"عملية عاصفة الحزم"، أسفرت عن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، فاستهداف طيران "التحالف"، الذي تتزعمه الرياض في ذلك البلد، منازل ومدارس ومستشفيات وبنى تحتية ومناطق سكنية بكثرة ما جعلها تكون بموضع مجرم حرب وبرقبتها دماء مئات إن لم تكن آلاف دماء الأبرياء.

القيادة السعودية، وعلى غرار واقع الحال في اليمن، افتقرت إلى مفهوم (واضح ومحدد) إزاء كيفية تنفيذ قرارتها بشكل عام، ولم تنجح في خططها ضد الشعب اليمني لولا محاباة رئيس (أمريكي) لا يكترث لحقوق الإنسان، أو للكوارث الإنسانية، والاستقرار الإقليمي، فالرياض مسرورة حيال رد فعل واشنطن الضعيف، من الأزمة، في حين لم تحظ بـ "دعم ملموس" من جانب حلفائها من الدول العربية.
أما الكونغرس، من جهة أخرى، فإنه يشهد تحولاً ضد السعودية، أسوة بالصحافة، والرأي العام داخل الولايات المتحدة، حيث بات ينظر إلى محمد بن سلمان، بصورة متزايدة، على أنه حاكم مستبد، لا يستطيع أن يتحمل وجود أي شكل من أشكال المعارضة، عوض اعتباره حداثوياً يعمل على تعزيز الانفتاح في بلاده.

والآن، وبعد مضي 5 أعوام على بدء السعودية حربها على اليمن والتي راح ضحيتها آلاف المدنيين اليمنيين وتسببها بأكثر كارثة إنسانية وصحية في العالم في ظل الحصار الخانق المفروض على اليمن، تتلخص آمال اليمنيين فقط بتجميد تراخيص تصدير الأسلحة إلى السعودية عسى ولعل تكون تلك خطوة أولى للخروج من هذه الحرب.

أضيف بتاريخ :2019/04/15

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد