آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. محمد صادق الحسيني
عن الكاتب :
كاتب وباحث إيراني

ما هو السلاح السريّ الإيرانيّ الذي لجم ترامب..!؟

 

محمد صادق الحسيني

يتساءل كثيرون عن ماهية السلاح السري الإيراني الذي هدّد به الحرس الثوري الإيراني لِلَجْم الوحش الأميركي وخلع أنيابه وإخراجه من الميدان، رغم إمكانياته العسكرية الهائلة، والتي من ضمنها حشوده البحرية والجوية في محيط إيران؟

والجواب لدى الإيرانيين إنه نوعان… نوع خاص سيبقى سرياً إلى حين اندلاع الحرب الكبرى، ونوع معروف لدى الدول الكبرى وكلا السلاحين توصلت إيران لاقتنائهما بجهد وطني محض…!

وأما السلاح الذي تعرفه الدول الكبرى ولا تدري أنّ إيران توصلت إليه فهو:

سلاح AD وسلاح A2. أي سلاح سياسة ايريا دينايال Area denial أو المنطقة المحظورة. و A 2 الذي يعني : ممنوع الدخول أنتي أَكسِسْ Anti Access ، أي منطقة يُمنع دخولها…!

وبكلمات أكثر بساطة وأسهل فإن هذا السلاح يعتمد على مجموعة منظومات حرب إلكترونية، لا تعمل على التشويش الإلكتروني فقط وإنما قادرة على التدمير الإلكتروني الكامل لأهداف العدو، وهي أسلحة لها اسماء مختلفة، في الدول الصناعية المتقدمة، والتي من بينها إيران، الدولة الأكثر تقدماً في العالم في مجال مكافحة الهجمات الإلكترونية تقييم أميركي وليس دعاية سياسية …

وترتكز هذه المنظومات، المختلفة التسميات بين دولة واُخرى، على تقنية الكهرومغناطيسيات Electro Magnetic Technology وتقنية مغناطيسية الجاذبية Magnetical – Gravitional ، أي نظرية المغنطة والتي تعني تصادم الأقطاب ودفعها بالاتجاه المعاكس لبعضها البعض. أو أنها ترتكز إلى نظرية الجاذبية والتي تعني تلاقي الأقطاب المتصاعد لبعضها البعض.

ومن أكبر الأدلة، على فاعلية هذه المنظومات:

هي الحادثة الأولى، التي أسفرت عن سيطرة الحرس الثوري الإيراني على طائرة الاستطلاع الأميركية، الأحدث والأكثر تعقيداً وتقدماً تقنياً في تلك الفترة، وهي من طراز RQ-170، وإنزالها سالمة إلى الأرض في داخل إيران وذلك بتاريخ 5/12/2011، أي قبل ثماني سنوات من الآن.

أما الحادثة الثانية، التي تمّ تنفيذها بتكنولوجيا شبيهة، فهي حادثة قيام قاذفة القنابل الروسية، غير المسلحة بالصواريخ خلال تلك المهمة، بتوجيه أسلحتها الالكترونية إلى البارجة الأميركية DONALD – Cook بتاريخ 12/4/2014 في البحر الأسود، وذلك خلال قيام هذه البارجة بتحركات استفزازية تجاه البحرية الروسية. وقد أدى قصف هذه البارجة الأميركية، بالأسلحة الالكترونية، إلى إصابة أجهزة الإنذار المبكر وأجهزة تنسيق النيران الموجودة على البارجة الأميركية، وهي مدمجة في نظام أميركي يسمّى: نظام آيجِسْ Aegis، أدى ذلك القصف إلى تدمير تلك الأنظمة بالكامل وإخراجها من الخدمة ما أدى إلى طلب بحارة تلك البارجة، البالغ عددهم 27 بحاراً، إعفاءهم من الخدمة فوراً، بسبب ما أصابهم من ذهول وهلوسة بعد تحوّل بارجتهم كتلة من الحديد العائم.

أما الحادثة الثالثة فهي تلك التي حصلت في أجواء ولاية ألاسكا الأميركية، عندما قام تشكيل جوي من قاذفات القنابل الروسية، بالتحرّش الالكتروني بالدفاعات الجوية الأميركية، عن بعد طبعاً، المكلفة مهمة الدفاع عن مقر قيادة الدفاع الجوفضائي الأميركي المسماة: نوراد NORAD وهي مختصر كلمات: North American Aerospace Command. وقد نصّت أوامر الطيّارين الروس على منع أي طائرة أميركية من الإقلاع، في حالة محاولة سلاح الجو الأميركي إرسال مقاتلاته لاعتراض القاذفات الروسية. وهذا ما حصل بالضبط. إذ قامت القاذفات الروسية بإطلاق أسلحتها باتجاه الأهداف مما أدى إلى عدم تمكن أية مقاتلة أميركية من التحرك من مهجعها. وإثر ذلك وبتاريخ 20/4/2017، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها معاقبة الأميركيين بهذه الطريقة.

إذن فإن السلاح السري الإيراني، الذي يقول الخبراء العسكريون الأميركيون إنه شبيه بالأسلحة الروسية، هو الذي جعل ترامب يعود إلى رشده ويتراجع عن كل عنتريّاته، ضارباً عرض الحائط كل ما يعرضه عليه أعضاء الفريق باء B لتشجيعه على محاربة إيران، وذلك لأن:

أركان الدولة العميقة، الذين يملكون المعلومات والتقديرات الدقيقة نسبياً حول امكانيات إيران القتالية، قد أبلغوا الرئيس ترامب بأن أي تحرش، وحتى دون أو قبل حصول عدوان، أي تحرّش بإيران سيجعلها تستخدم كافة قدراتها في مجال الحرب الإلكترونية لضرب الأساطيل البحرية والجوية الأميركية في كل دول الخليج وبحر عمان وغرب المحيط الهندي، ما يجعلها خارج الخدمة تماماً، حيث سيتم تعطيل كافة منظومات الاتصالات والقيادة والسيطرة، إضافة إلى حرق… نعم حرق… كافة أجهزة الرادار والملاحة البحرية والجوية، الموجودة على متن جميع هذه الوسائل القتالية الأميركية. وهو ما سيحولها الى كتل ضخمة من الحديد غير صالحة لا للاستعمال ولا للإصلاح.

إن أي ردّ عسكري أميركي، مهما كان حجمه، لن يكون له أي تأثير على إيران لكون المنشآت الإيرانية الاستراتيجية، العسكرية منها والمدنية، محميّة بقبب كهرومغناطيسية عملاقة، يمكن للمهندسين العسكريين توسيع قطرها حسب حاجة الميدان، والتي تجعل الأهداف أو المنشآت والمعدات، العسكرية أو المدنية، الموجودة تحتها غير مرئية، وذلك لعدم وجود أية أجهزة في العالم قادرة على اختراق هذه القبب وتحديد ما هو موجود تحتها.

وهذا يعني أن الدخول في حرب عسكرية ضد إيران سيفضي إلى خسائر أميركية هائلة مع انتفاء مقدرة الولايات المتحدة على الحاق أي أذى بإيران.

هذه هي الأسباب الحقيقية لسحب حاملة الطائرات الأكبر في العالم، إبراهام لينكولن، ومجموعتها القتالية، إلى جانب كافة القطع البحرية الأكبر التابعة للأسطول الخامس الأميركي، ومقرّه البحرين، إلى مسافة تزيد عن 700 كيلومتر جنوب شرق إيران.

وهذا ما جعل ترامب يجنح للسلم ويبحث عن وسطاء يقنعون إيران بالتفاوض للخروج من الأزمة بأقل الخسائر وحفظاً لماء الوجه. ولكن الجانب الإيراني، الذي يملك كل أوراق القوة المذكورة أعلاه، لا يمكن أن يدخل في مسار مفاوضات مع الإدارة الأميركية كيف ما تأتّى وإنما سينتظر اللحظة المناسبة لإخضاع الإدارة الأميركية لشروط إيران الخاصة في التفاوض…!

اللحظة التي لن تأتي على ما يبدو قبل أن تطيح بالأضلاع الثلاثة لصفقة القرن…

لاعب الشطرنج الإيراني أخرج نتن ياهو أولاً..

والضلعين الآخرين على جدول التصفيات…!

بعدنا طيّبين، قولوا الله.

جريدة البناء اللبنانية

أضيف بتاريخ :2019/06/01

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد