آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
حسن حردان
عن الكاتب :
صحافي لبناني

مقاومة الأسير العربيد تفضح وحشية الاحتلال وتعاون السلطة ضد المقاومين

 

حسن حردان

شكلت مقاومة الأسير العربي الفلسطيني سامر العربيد، من أسرى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مثالاً على الإرادة الصلبة للأسرى في مواجهة السجان الصهيوني وفضحت وحشية المحتل وطبيعته الإرهابية… والأسير العربيد منذ اعتقل في شهر آب الماضي من قبل قوات الاحتلال الصهيوني وهو يتعرّض لعمليات تعذيب وقمع أدت الى تعريض حياته للخطير الشديد ونقله بحالة إسعاف طارئة الى احد مستشفيات القدس المحتلة..

وقد كشفت المعلومات أن الأسير العربيد واجه تعذيباً وتنكيلاً قاسياً على أيدي عناصر أجهزة الاستخبارات الصهيونية الشاباك – لانتزاع معلومات منه عن المقاومين الذين ينفذون عمليات ضد قوات العدو والمستوطنين الصهاينة، والتي كان آخرها عملية عين بوبين التي نفذتها خلية من مقاومي الجبهة الشعبية نجحوا بها في قتل مستوطنة وجرح آخر.. غير أن العدو لم يكن ليتمكّن من اعتقال أفراد الخلية لولا تعاون أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية باعتراف صحيفة معاريف الصهيونية.. الأمر الذي كشف زيف مزاعم سلطات الاحتلال من أن اعتقال الخلية المقاومة تم بناء على اعترافات الأسير العربيد تحت التعذيب.. في محاولة يائسة للتستر على فشلها في النيل من إرادة وصمود الأسير البطل والتغطية على الجريمة التي ارتكبتها بحقه نتيجة التعذيب المروع والذي أدى إلى تدهور خطير في صحته ونقله إلى المستشفى وهو الآن في حال حرجة.. كما هدفت سلطات الاحتلال من وراء كذبها التعمية وحرف الأنظار عن :

أولاً: الأثر الكبير الذي أحدثته العملية الفدائية على صعيد ضرب الأمن الصهيوني الذي أخفق في منع العملية على الرغم من كل إجراءاته الأمنية المشددة.. مما دلل على مستوى التطور في أداء المقاومة وقدرتها الأمنية.. وهو ما يثير قلق العدو وأجهزته الأمنية..

وثانياً: دور أجهزة السلطة الفلسطينية في تمكين أجهزة الأمن الصهيونية من العثور على المقاومين الذين نفذوا العملية الجريئة واعتقالهم..

وثالثاً: الصمود الأسطوري للأسير العربيد، والنموذج المقاوم الذي برهن عليه في مواجهة الإرهاب الصهيوني وكل وسائل التعذيب بحقه، لما يشكله ذلك من مثال يُحتذى من قبل الأسرى في سجون الاحتلال..

غير أن اعتراف صحيفة معاريف بتعاون أجهزة أمن السلطة فضح، ليس فقط كذب ومزاعم الاحتلال.. وإنما أيضاً كشف الدور الخطير الذي لا زالت تقوم به أجهزة الأمن الفلسطينية في التنسيق الأمني مع أجهزة أمن الاحتلال في ملاحقة المقاومين، وتمكين العدو من اعتقالهم إثر قيامهم بعملياتهم الناجحة ضد جنود الاحتلال والمستوطنين.. حيث تبين أنه لولا هذا التعاون لكان الاحتلال يعاني من أزمة حقيقية في مواجهة المقاومة، ولكانت العمليات الفدائية أكثر تواتراً واتساعاً.. ولكان مأزق الاحتلال قد تفاقم وانكشف أمن الكيان وظهر عجزه الكبير أكثر مما هو عليه.. وهذا ما يجعل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية تلعب دور المنقذ للاحتلال، حيث اعترفت معاريف بذلك بالقول: «إن اعتقال المجموعة تمّ بالتنسيق بين الطرفين، من أجل المحافظة على الحالة الأمنية المستقرة في الضفة»، مضيفةً «لولا التنسيق مع أجهزة الأمن الفلسطينية لما تمكنا من منع أي عمل «عدائي» ضد «دولة» إسرائيل».. ولفتت الصحيفة إلى أن «الأوساط الأمنيّة الإسرائيلية في حالة ارتياح كبيرة إزاء التطور الملحوظ لأجهزة السلطة في الكشف» عما أسمته أعمالاً «عدائية» ومواصلة العمل في التنسيق الأمني».

هذا الواقع يكشف من ناحية صمود الشعب العربي الفلسطيني وإصراره على مواصلة المقاومة ضد الاحتلال في داخل السجون الصهيونية، حيث يقدم الأسرى الأبطال، أمثال الأسير سامر العربيد، مثالاً لكل أحرار الأمة والعالم على إرادة المقاومة التي لا تنكسر في مواجهة بطش وإرهاب وتنكيل المحتلين الصهاينة الذين يتفننون في ابتداع أساليب التعذيب ضد الأسرى في محاولة يائسة للنيل من عزيمتهم وإرادتهم وكسر شوكتهم وتحطيم معنوياتهم.. ويكشف من ناحية ثانية حجم الخطر الذي يشكله استمرار التنسيق الأمني بين أجهزة أمن السلطة الفلسطينية وأجهزة أمن الاحتلال.. في التأثير سلباً على مسيرة النضال الوطني الفلسطيني التحرري.. ومساعدة المحتل على تحقيق مخططاته.. إنّ هذا التعاون الأمني الذي تحرص السلطة الفلسطينية على الاستمرار فيه، يتمّ على الرغم من أن اتفاق أوسلو المشؤوم، لم يبق منه شيء سوى هذا التنسيق الأمني الذي يخدم الاحتلال، بعد أن أعلنت حكومة العدو ضمّ القدس المحتلة وعزمها ضمّ مستوطنات الضفة الغربية وغور الأردن إلى كيان الاحتلال والعمل على محاولة تصفية شطب حق العودة من الضغط الأميركي الإسرائيلي لإلغاء دور وكالة الأونروا التي تُعنى باللاجئين الفلسطينيين ريثما تتم عودتهم إلى أرضهم وديارهم التي شردوا منها سنة 1948.

وهذا يعني أنه لم تعد هناك من وظيفة لاستمرار بقاء السلطة الفلسطينية من الناحية الإسرائيلية سوى مساعدة أجهزة الأمن الصهيونية على حماية أمن كيان الاحتلال من عمليات المقاومة الفلسطينية.. وعليه فإن الرموز التي تقوم بهذا الدور الأمني الخطير في خدمة الاحتلال يجب أن يشهر بهم وتكشف عمالتهم ومدى ارتباطهم مع نظرائهم من الصهاينة المحتلين والخدمات الخطيرة التي يقدمونها لهم.. مما جعل المقاومة ضد الاحتلال تواجه خطراً داخلياً الى جانب خطر المحتل الأمر الذي يفرض على المقاومة نضالاً على جبهتين

جريدة البناء اللبنانية

أضيف بتاريخ :2019/10/05

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد