التقارير

تقرير خاص: الحكم الروسي في #السعودية .. هل تتخذ الأخيرة موقف سياسي جديد؟

 

محمد الفرج..

انتظرت بل ربما حلمت المملكة السعودية بزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، منتظرة عقد صفقات وعلاقات إثر هذه الزيارة التي جاءت في وقت بدأت فيه أمريكا تتنصل من "واجبها كحليف" أمام السعودية.

تلك الزيارة المنتظرة بعد 12 عام لزيارة سابقة، وربما من شدة الاستعداد لها بدأت بهفوة مخزية ضجت بها وسائل الإعلام ربما ستخفي ماهية الزيارة الحقيقية والهدف منها وتسرق الأضواء من العقود والاتفاقات التي أبرمت.
إذ تداولت وسائل إعلام مختلفة، مقطع فيديو يُظهر عزف النشيد الوطني الروسي بطريقة مختلفة وخاطئة من قبل الفرقة العسكرية السعودية، خلال مراسم الاستقبال الرسمي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحضور الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في قصر اليمامة في العاصمة الرياض.

وسائل إعلام مختلفة، وناشطون تداولوا الفيديو واصفين ما جرى بـ "الفضيحة"، فيما ذكر البعض أن ملامح الاستياء ظهرت على وجه الرئيس الروسي، وذلك لأن الفرقة السعودية العازفة، فشلت فشلاً "ذريعاً" في أداء النشيد الوطني الروسي وجاء مختلفاً عن النشيد الاصلي الذي ينبغي عدم تحريفه تكريماً للضيوف أثناء الاحتفالات الرسمية"، حسب تعليق الناشطين.

شراكة أم رضا سياسي؟

تلك الزيارة وصفت من قبل وسائل إعلام عربية بأنها "انطلاقة جديدة" للعلاقات الثنائية، والتعاون على الساحة الدولية، إضافة إلى الملف الاقتصادي، دون نسيان ملفات عديدة سوف يتم بحثها مع السعودية تتعلق بأمن الخليج وحرب اليمن و صفقة القرن وسورية.

وفي هذا الإطار كتب كمال خلف في صحيفة "رأي اليوم" أن "ملف الاتصالات التي ارتفعت إلى مرتبة مفاوضات في الظل بين طهران والرياض هي الخط الساخن في الوضع الراهن فمن الطبيعي ان يكون لزيارة بوتين صلة بذلك، تشعر الرياض بمرارة من السياسة الأميركية، سواء تعامل واشنطن مع الهجوم على أرامكو أو في ضعف الإدارة في مواجهة إيران في مياه الخليج، أو تركها وحيدة تعاني في حرب اليمن، ناهيك عن تصريحات ترامب المتكررة التي لا تخلو من سخرية تجاه المملكة والملك وآخرها المقطع المتداول لترامب وهو يقلد طريقة كلام الملك سلمان على الهاتف".

ولفت خلف إلى أن الملف السوري، وهو محط اهتمام موسكو الآن أكثر من ملف التوتر مع إيران، ويسعى بوتين لإقناع الرياض للانخراط في مسار ” استانه” أي بمعنى آخر الانحياز للحل الروسي للأزمة السورية، وهذا القرار السعودي الذي يبدو صعبا للغاية استدعى حضور بوتين شخصيا إلى الرياض للعمل على إقناعها بذلك.

وعلى الرغم من كل المحاولات لتحسين العلاقات السعودية الروسية في العقود الثلاثة الأخيرة، فإنها لم تصل إلى النتيجة المطلوبة، ومن أهم أسباب ذلك، قناعة فريق واسع من النخب الروسية بأن السعودية نشرت “الفكر الوهابي" وبسبب التحالف السعودي الأمريكي المتين طوال الحرب الباردة، إلا أن اليوم الأمور تغيرت ويبدو أن الرياض أدركت أن مصلحتها ليست في العداء مع روسيا خاصة وأن بوتين بات بمثابة الحكم الذي يتدخل لحل قضايا الشرق الأوسط.

أضيف بتاريخ :2019/10/15

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد