التقارير

تقرير خاص: في مملكة الديسكوهات .. الحلال حرام والحرام حلال !

 

محمد الفرج..

من المهم أن تهتم البلدان بمظاهر الثقافة والأدب والفن، المجتمعات البشرية بلا قيمة ثقافية ومعرفية لا تختلف عن بقية الكائنات، ولا أحد يستطيع أن يغيّر ثقافة المجتمع بوقت قصير؛ لأنّ الثقافة الاجتماعية يتمّ توارثها من قبل الأجيال، ولو نظرنا إلى المجتمع في المملكة السعودية نجد أن الوهابية فُرِضَتْ عليهم كعبادة وسلوك وثقافة، فكيف لمجتمع عاش على كلمة الحرام في كل شؤون حياته، وبين ليلة وضحاها يصبح على كلمة ديسكو حلال ورقص حلال وأغان حلال؟

كلمة الـ «الحلال» الرائجة اليوم في السعودية تحت مسمى الانفتاح نجدها مقتصرة على الملاهي الليلية وحفلات الموسيقى والرقص لا أكثر، أما الحرية والعدالة والقيم الاجتماعية وعلاقة المجتمع بالدولة وحرية الرأي والتعبير ما زالت جميعها «حرام» وتحت طاعة ولي الأمر وإن سرق مالك وجلد ظهرك.

بأوامر أمريكية فُرض هذا الانفتاح على السعودية وليس انفتاحاً نابعاً من إرادة داخلية سعودية وشعورهم بالذنب عن خلق ورعاية ودعم الإرهاب، فإرهاب الدولة ما زال قائماً وإلا لكانت المملكة نظرت لحال المواطن اليوم وسمحت بالانفتاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي والحقوقي.

رئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ والمنحدر من أسرة دينية متحالفة مع آل سعود يعلن عن إنفاق 60 مليار دولار لفعاليات الترفيه، فتُبنى الديسكوهات «الحلال» والملاهي الليلة في مملكة بني سعود، بينما 80 % من شعب نجد والحجاز بلا سكن، مع أن السعودية لا ينقصها المال فهي تصدّر يومياً 12 مليون برميل من النفط بدخل مليار دولار يومياً، ولا ينقصها المساحة

ديسكو جديد..

لا تكاد تنتهي من فضيحة حتى تشاهد فضيحة جديدة في السعودية، ولا تكاد تقول قد بلغ تركي آل الشيخ أقصى ما يمكن أن يبلغه من نشر الفسق و الفجور في بلاد الحرمين، حتى تنصدم من كل ما هو جديد وفيه تحدي لمليار مسلم حول العالم.

فقد تم الإعلان عن افتتاح نادي ليلي جديد (حلال) بالقرب من مكة المكرمة، بالقرب من أعظم بقعة على وجه الأرض وفيها أول بيت وضع للناس على الأرض، ويحج اليه الملايين كل عام طلبا للعفو و الرحمة من الله، بينما يريد إبن سلمان أن يستغلهم للسياحة و الرقص و الشرب (الحلال).

وقد تفاخرت ونشرت فتاة سعودية عرفت عن نفسها بـ”خديجة” و صورت المكان من الخارج وتكشف عن موقعه وتقول: ”قبل أعمار اسكواير مقابل محمود سعيد هذا هو المدخل ما شاء الله تبارك الله وغدا الافتتاح ونتشرف بحضوركم”.

وقد انتشرت ظاهرة البارات (الحلال) في السعودية وتم افتتاح أكثر من بار (حلال) في أكثر من مدينة منها الرياض، ولكن هذا النادي كما قال النشطاء يعتبر الأخطر والأكثر تحديا لمشاعر المسلمين حيث إنه بالقرب من مكة المكرمة.

العرب والمسلمون والأحرار من شعوب الجزيرة العربية، لا يعنيهم أن يفتح محمد بن سلمان ملاهي ليلية وديسكو وبارات وإن وصفوها بالحلال، ما يهمهم هو أن هذه المملكة ما زالت تمارس إرهابها ضد الشعوب الأخرى ولن يستطيعوا أن يخدعوا الشعوب بهذه القناعات المزيفة تحت مسمى الانفتاح والإسلام الوسطي المعتدل.

أضيف بتاريخ :2019/11/05

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد