التقارير

تقرير خاص - عامٌ من الحرب على #اليمن: ماذا عن سمعة المملكة #السعودية؟

 

أن تكون مليارديراً تمتلك النفط، وتهيمن على الأسواق العالمية أو تلقي بسلطتك على الكثير، يعني  أن بمقدورك أن تشتري الكثير من الأصوات المؤيدة، والكثير من الضمائر. تستطيع أن تُشعل حروباً هنا وهناك، وأن تثير النعرات الطائفية باسم الدين تارة وباسم الوطن تارة أخرى، إلا أن السمعة الحسنة ستكون ربما الأمر الوحيد الذي لن تستطيع شراءه.

 

وفي محاولة لتحسين السمعة السيئة، تقدم ولي العهد السعودي "محمد بن نايف" بطلب الحصول على وسام "جوقة الشرف"الفرنسي وأعلى وسام تمنحه فرنسا، لتعزيز صورته المملكة.

 

إلا أن محاولته سرعان ما بات بالفشل. سربت  الصحافة العالمية، خبر منح الرئيس الفرنسي "فرانسوا هولاند"  وسام جوقة الشرف لـ "بن نايف"، خلال زيارته الأخيرة إلى باريس، وهو خبر تكتمت عن إعلانه الرئاسة في بياناتها، ما أثار موجة احتجاج وسط الطبقة السياسية والمنظمات الحقوقية في باريس.

 

مجلة "كوزيت" نشرت  معلومات  تؤكد تقدم ولي العهد بطلب الحصول على "جوقة الشرف" لتعزيز حضوره الدولي، كما نشرت  إيميلات مسربة بين "بيرتران بيسنسنوت" السفير الفرنسي في الرياض و"دفيد كفاش" مسشار الرئيس الفرنسي في شؤون الشرق الأوسط. وجاء في بريد إلكتروني: "عزيزي دفيد، أبعث لك لمقترح توشيح الأمير محمد بن نايف، أعرف أن البعض سيتساءل حول أهلية منح ولي العهد الآن وساماً بعد الحملة الصحفية ضد العربية السعودية في فرنسا، أعرف أن صورة المملكة غير إيجابية في الصحافة".

 

 مسؤولة منظمة "هيومن رايتس ووتش" في باريس "بنديكت جين رود" تساءلت مستنكرة : "هل انتقد الرئيس هولاند بن نايف على الإعدامات؟ عفوا لقد منحه وسام جوقة الشرف"!

 

جوقة الشرف تحولت إلى جوقة عار

الممثلة الفرنسية الشهيرة "صوفي مارسو" رأت أن جوقة الشرف" تحولت إلى "جوقة العار"، ليس فقط لأنها مُنحت إلى من أقدم على الإعدامات داخل المملكة فحسب، إذ أن سجل المملكة مع حقوق الإنسان أسود، وزاد من سوادها المجازر التي ارتكبها التحالف الذي تقوده المملكة في اليمن.

 

حظر بيع الأسلحة للسعودية

منذ أن شنت المملكة  السعودية عدوانها على الأراضي اليمنية خلال شهر مارس من العام 2015، بدأت الأضواء تتسلط على صفقات الأسلحة التي تبرمها المملكة مع الدول الغربية.

 

تُعد المملكة ثاني أكبر مستورد للأسلحة في العالم، وهي تقود سباق تسليح غير مسبوق في منطقة الشرق الأوسط، لم تكن قضية تسلح المملكة لتُثار في العلن لو أنها لم تفتك بالخارج. هنا، قال الباحث " بيتر ويزمان" يعمل مع برنامج المعهد المتخصص بالإنفاق العسكري والأسلحة: "إن تحالفاً من الدول العربية يستخدم بشكل أساسي أسلحة متقدمة مصدرها أمريكي وأوروبي في اليمن".

 

مؤخراً أحصى اليمنيون أكثر من 316 مجزرة ارتكبها التحالف الذي  تقوده المملكة، أعداد القتلى التي تجاوزت 7 آلاف شهيد أحرجت المجتمع الدولي، فأقرت الأمم المتحدة بمقتل 6 آلاف يمني، وهو ما دفع البرلمان الأوروبي إلى إقرار غير ملزم يفرض حظر بيع أسلحة للسعودية بموافقة 449 صوتاً.ودعا البرلمان الأوروبي إلى وقف إطلاق نار ووقف العمليات التي تستهدف المدنيين وعمال الإغاثة الإنسانية والطبية، ووقف القتال على الأرض، فضلًا عن القصف في اليمن، بما يسمح بإيصال مواد الإغاثة الضرورية لإنقاذ حياة الشعب اليمني.

 

من جانب آخر، أوصى خبراء من الأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي بتشكيل لجنة تحقيق دولية حول الفظاعات التي ترتكب في اليمن. وندد الخبراء في تقرير لهم بالغارات الجوية التي يشنها الطيران السعودي ضد أهداف مدنية. وأشار التقرير إلى أن تحالف العدوان السعودي يشن غارات ضد مدنيين وبنى تحتية، منتهكة القانون الإنساني العالمي. وأورد سلسلة أهداف منها مدارس ومساجد ومخيمات للنازحين ومؤسسات طبية ومطارات، فيما أحصى الخبراء 119 غارة استهدفت 146 هدفا مدنيا، وأكد التقرير أن الهدنات الإنسانية لم تحترم كليا.

 

المملكة عند أقرب حلفائها "راعية الإرهاب"

قد تتحمل المملكة السعودية أو تتجاهل حديث المنظمات الحقوقية عنها، وصورتها السيئة في وسائل الإعلام العربية والغربية، إلا أن الضربة الموجعة التي تلقتها كانت من أقرب الحلفاء، حين اعترف الرئيس الأميركي "باراك أوباما"، في مقابلة موسّعة مع الصحفي المعروف "جيفري جولدبيرج"، نشرتها مجلة "ذي اتلانتيك" الأميركية. وصف أوبامت المملكة الراعي الأول "للتطرف والإرهاب". وأبدى الرئيس الأمريكي غضبه من العقيدة السياسية الخارجية التي تجبره على معاملة السعودية كحليف، مذكراً أن العدد الأكبر من مهاجمي 11 أيلول كانوا سعوديين.

 

ينقل "جولدبيرج" أن رئيس الوزراء الاسترالي عندما سمع هذا الكلام سأل أوباما: "أليس السعوديون أصدقاءكم؟"، فأجابه أوباما بأن "الأمر معقد". وأضاف أن أوباما غالباً ما يهاجم السعودية في الغرف المغلقة بالقول: أيّ بلد يقمع نصف شعبه، لا يمكنه أن يتصرّف بشكل جيّد في العالم المعاصر.

 

وبعد كل الذي قيل  يبدو أن سمعة "مملكة الإنسانية" باتت في الزمن الماضي، ورحلت برحيل من سُمي بـ"ملك الإنسانية"، وبمجيء الملك سلمان صُنف عامه الأول من الحكم، بأنه العام الأسوأ في تاريخ المملكة.

أضيف بتاريخ :2016/03/27

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد