التقارير

تقرير خاص: النساء السعوديات.. اللسان الذي يخيف إبن سلمان

 

رائد الماجد..

لا يزال القلق الدولي قائما إزاء الغموض الذي يلف ظروف اعتقال ناشطات سعوديات في سجون المملكة، خاصة مع تقارير تحدثت عن تعرضهن "للتعذيب والتحرش".

أبرز الأسماء في سجل هذه النساء، لجين الهذلول الناشطة التي دافعت عن حق المرأة السعودية في قيادة السيارة، وإيمان الفنجان، وعزيزة اليوسف، وأخريات حملن على عاتقهن الدفاع عن حقوق المرأة النساء في المملكة المحافظة، خاصة إسقاط ولاية الرجل على المرأة.

بات واضحاً أن القلق الدولي ازداد إزاء "انتهاكات حقوق الإنسان" في ظل سلطة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والذي يواجه انتقادات بشأن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول.

عندما أعلنت السعودية في سبتمبر/أيلول أنها أخيرا سترفع الحظر على قيادة النساء في 24 يونيو/حزيران 2018، ظنت النساء السعوديات أنهن سيحتفلن بإنجاز ناضلت ناشطات حقوق النساء السعوديات الشجاعات منذ ما يقرب من 3 عقود لتحقيقه، لكن بدلا من ذلك، باتت العديد من تلك الناشطات في سجون، فضلاً عن أن رافعات ورافعي لواء هذه الإصلاحات تم إسكاتهم أو سجنهم أو إجبارهم على الخروج إلى المنفى.

عام العار :

العام الماضي وفي شهر مايو ، أي في ذكرى مرور عام على اعتقال العديد من النساء البارزات المدافعات عن حقوق الإنسان، أطلقت منظمة العفو الدولية تسمية ”عام العار” المخزي على المملكة السعودية، لكن السطات السعودية واصلت اعتقالاتها للنساء بدلاً من احتفالها جنباً إلى جنب بالخطوات التي كان ينبغي أن تساعد على النهوض بحقوق المرأة في البلاد.

جهود إبن سلمان لتقديم نفسه حاكما إصلاحيا للمملكة باءت بالفشل، في ظل السمعة السيئة التي اكتسبها إثر القتل الوحشي للصحفي جمال خاشقجي والحرب في اليمن والقصص المتكررة لهروب القاصرات السعوديات.

كما أن سماح السعودية للنساء بالسفر دون الحاجة إلى إذن ولي الأمر في الوقت الذي تقبع فيه ناشطات طالبن بتلك الحقوق في السجون، يشي بانفصام في سياسة المملكة، فالنساء السعوديات تحتاج النساء إلى حل سياسي يضمن سلامتهن بدلاً من مجرد دولة تسمح لهن بحضور مباريات كرة القدم والسيركات والتردد على دور السينما.

وبالنسبة للسعوديات المعتقلات، فإذا كانت الفضيحة وحدها هي ما يمنع محمد بن سلمان من إطلاق سراح النساء السعوديات، فقد تسربت أنباء التعذيب، والتحرش الجنسي، والصعق بالكهرباء، والتهديد بالاغتصاب، إلى العالم كله، ولا يحتاج إلى الإبقاء عليهن لهذا السبب، لأن رائحة ما يفعله بهن كريهة، ولا يمكن أن تحبسها جدران السجون السرية بجدة والرياض، ولا جدران سجن ذهبان سيء السمعة.

لكن ما الذي يخيف إبن سلمان من ناشطة كانت تحلم بقيادة المرأة السعودية سيارتها داخل المملكة، أو صحفية أو أستاذة جامعة؟

والخلاصة، أن الإصلاح سيكون حقيقياً عندما تشعر النساء – وكذلك الرجال – بالأمن والأمان داخل بلدهم، وحين يتمتعون بالحرية من سوء المعاملة والتعنيف على يد أفراد العائلة أو أجهزة الدولة..

أضيف بتاريخ :2020/02/15

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد