التقارير

تقرير خاص: العدوان السعودي على #اليمن.. من لم يمت بالقصف مات بغيره

 

رائد الماجد..

لعل أقسى درجات الانحدار الأخلاقي في الحروب/ هي تلك التي يتحول فيها الغذاء إلى سلاح؛ وحسب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، فإن الغذاء صار سلاحا في الحرب السعودية على اليمن. 
واليوم يقف اليمن على حافة أسوأ مجاعة وقعت في العالم خلال العقود القليلة الأخيرة، فيما وصل فيه وباء الكوليرا معدلات قياسية هي الأعلى عالميا.

يرزح اليمن منذ 2014 تحت وطأة نزاع دام يبدو ظاهريا بين فرقاء يمنيين (هم أنصار الله وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من جهة، والمقاومة اليمنية وجيش حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي من الجهة الثانية)، لكنه -في واقع الأمر- نزاع مرير بين إيران والسعودية.

وحسب أرقام الأمم المتحدة، فقد خلّف العدوان السعودي على اليمن آلاف القتلى والجرحى، وملايين النازحين، كما أدى النزاع إلى انهيار النظام الصحي وإغلاق مئات المدارس، فضلا عن تأثر ملايين اليمنيين بالمجاعة وإصابة مئات الآلاف ان لم تكن ملايين بالكوليرا .

والحرب الحالية هي الحرب الثالثة باليمن خلال الخمسة والخمسين عاما الماضية، والعامل المشترك بين اثنتين منها اصطراع قوى إقليمية بأدوات يمنية وبتدخل مباشر، وقد ظل الشعب اليمني يدفع فاتورة هذه الحروب، لكن الحرب الحالية تُعتبر الأعلى فاتورة.

وازداد تدهور الوضع الانساني في اليمن في السنوات الأخيرة وطال حتى الولادات الجديدة، إذ شهد البلد ارتفاعا في معدلات وفيات الأطفال دون الخامسة لاسيما المواليد الجدد والرضع في اليمن نتيجة تدني مستوى الخدمات الصحية بسبب العدوان والحصار، وقالت وزارة الصحة اليمنية إن خمسين الف مولود يموتون في العام الواحد نتيجة قلة الحاضنات واسرة العناية ونقص الخدمات الطبية، وسبق لمنظمة اليونيسيف أن كشفت في وقت سابق عن وفاة أم وستة مواليد كل ساعتين بسبب نقص الخدمات الصحية.

وبسبب انسداد الأفق وارتفاع حصيلة القتلى المدنيين في اليمن وعدم وجود أي بارقة أمل في خلاص قريب لهذا الشعب، طرح كثيرون سؤال مهم هو: ما الجدوى من مواصلة السعودية هذه الحرب الشعواء على اليمن ومحاصرته ، وماذا جنت منها أساساً خلال الـ5 أعوام الماضية؟ في مصلحة من يصبُّ تحويل هذا الشعب لجائع ومشرد وخزّانات لإنتاج الإرهاب وجعله يختنق بهذه الطريقة؟

أضيف بتاريخ :2020/02/22

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد