التقارير

تقرير خاص: #السعودية و"#إسرائيل".. عندما تشتعل "الأجواء" حباً!

 

محمد الفرج..

يزداد الحب بين الرياض وتل أبيب حرارة ويتأجج في كل يوم، كما لو أنه بين عاشقيْن اكتشفا أنهما يحبان بعضهما منذ زمن طويل، ولكن اللقاء تأخر، ولذا يعملان على ملء الوقت الضائع بكل ما من شأنه أن يرتقي بالعلاقة.

وبشكل واضح، أصبح ما كان في السابق، محرّما ويجري في السر مباحاً، ويتم في صورة علنية، ومن دون أن يثير رد فعل من أحد، بعد أن قام بن سلمان بحملة اعتقالات واسعة شملت غالبية الشخصيات المعروفة بتأثيرها في الرأي العام. 

وباتت سياسة الأبواب المفتوحة من السعودية على "إسرائيل" مفاجئة لكل التقديرات، وخالفت كل الحسابات، حيث صارت تتقدم بوتيرة سريعة، لتتجاوز العتبات التي بقيت ممنوعةً منذ تأسيس المملكة. 

تتحدث آخر الأخبار عن فتح الأجواء السعودية أمام الطيران المدني الإسرائيلي، الذي بات قادرا على التحليق في الأجواء السعودية في صورة عادية، وقد سبق ذلك الإعلان الإسرائيلي عن سماح السعودية للهند بحرية تحليق الطيران المدني الهندي، وهو في طريقه بين الهند و"إسرائيل".

حيث أعلن رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، أن “الإسرائيليين” سيحلقون اليوم فوق السعودية، وتوقع أن تصل الأمور بسرعة إلى مرحلة تشغيل رحلات مباشرة من الكيان الإسرائيلي إلى السعودية.

هذا التطبيع بلا حدود هو من ثمار صفقة القرن التي وضعتها إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالاتفاق مع إبن سلمان من أجل تصفية القضية الفلسطينية، والتي تريد تل أبيب أن تلعب السعودية فيها دورا أساسيا في الضغط على الفلسطينيين من أجل الرضوخ والقبول بالإملاءات الأمريكية، وأولها نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ومن ثم القبول بهيكل دويلة مسخ تابعة لـ"إسرائيل".

يتم فتح المجال الجوي السعودي أمام "إسرائيل"، في حين أنه لا يزال مغلقا أمام الطيران المدني القطري، منذ تم فرض الحصار على قطر في يونيو/حزيران الماضي.

فتح أجواء السعودية أمام "إسرائيل" هو بمثابة فتح صفحة جديدة في سجل إبن سلمان المخزي، وهو موقف يصلح مقياسا لأسلوب الرجل الذي يحكم المملكة السعودية، وما يعد به منطقة الخليج.

أضيف بتاريخ :2020/02/23

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد