ناصر قنديل

  • الخطاب الانتخابي لكلّ من حزب الله والمستقبل والتيار الوطني الحر

    – على مسافة أيام معدودة من الاستحقاق الانتخابي لم يعد في جعبة القوى التي تتصدر المشهد الانتخابي ما تخفيه للأيام المقبلة، وصار ممكناً تقييم الخطاب الانتخابي لهذه القوى، ورصد القيم المضافة فيه التي تستوعب ثغرات الحياة السياسية اللبنانية وتحدياتها من جهة، ونقاط الضعف التي تعبّر عن استجابة خارج السياق الديمقراطي للتنافس الانتخابي، واستثماراً على لغة غرائزية أو لعب بالعصبية واستنفاراً لما هو دون الاجتماع السياسي، وما قبل السياسة المدنية. وفي الصف الأول هنا تتقدّم ثلاثة أطراف مسرح التنافس، هي حزب الله والتيار الوطني الحر وتيار المستقبل، بينما يقف الأقوياء الآخرون عند خطابهم التقليدي، ويستوي في هذا كل من حركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية.

  • الأيام الفاصلة بين مشروعيْنِ كبيرَيْنِ

    – مهما تلوّنت الصراعات وتبدّلت وجوهها وتموضعت في ضفافها قوى ملتبسة الهوية، تبدو المنطقة في مواجهة مفتوحة منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران ورفع إمامها لشعار اليوم إيران وغداً فلسطين، فيما كانت «إسرائيل» تفوز بإخراج أكبر دولة عربية هي مصر، من خارطة الصراع عبر بوابة كامب ديفيد، لتصير هذه المواجهة منذ عام 1979 بين مشروع عنوانه مقاومة «إسرائيل» ومشروع مقابل اسمه تشريع اغتصاب «إسرائيل» لفلسطين والتطبيع معها، ومثلما تقف إيران كقاعدة استراتيجية لمشروع المقاومة الذي يضمّ إليها سورية وقوى المقاومة في لبنان وفلسطين، تقف أميركا كقاعدة استراتيجية لمشروع تشريع «إسرائيل» والتطبيع معها، ومعها عرب تتقدّمهم علناً دول الخليج وفي طليعتها السعودية، وتقف «إسرائيل» طبعاً، ومعها دول الغرب ودول إقليمية وعربية.

  • انفراج مع كوريا أم انفجار مع إيران؟

    – تبدو جولة وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو في المنطقة بالنسبة لحكام الخليج علامة التزام أميركي بالتصعيد مع إيران، لكنها تبدو في عيون الإسرائيليين التزاماً بتأدية المسؤولية الأميركية بحماية «إسرائيل» وتأكيد نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وعدم تحول إيران لامتلاك سلاح نووي، والتدقيق في كلمات بومبيو يبدو مدخلاً لفهم أكثر وضوحاً، بالالتزام بما هو دون المواجهة مع إيران عسكرياً، ودون السير بإلغاء الاتفاق النووي معها، والاكتفاء بالتزامين واضحين للحلفاء: واحد تعلن إيران سلفاً التزاماً طوعياً به، وهو عدم امتلاكها سلاحاً نووياً، والثاني لا يُعرض على الحلفاء بقوة إلا عندما يكون ثمة مشاريع لتفاهمات تشكل مصدر ريبة لهؤلاء الحلفاء، ومضمونه لن نتخلى عنكم ونتعهّد بتوفير أمنكم وحمايتكم.

  • على هامش انتخابات الاغتراب

    – لا يجوز إفساد الفرحة اللبنانية بإنجاز أول مشاركة للاغتراب اللبناني بالانتخابات النيابية بسرد الملاحظات التي يجب قولها في أي بحث هادئ يطال هذا المسار، وسيكون حاضراً بقوة في الانتخابات المقبلة، طالما أنّ نسبة التسجيل والمشاركة

  • المشروع الأوروبي الأممي حول النازحين: مطلوب رئيس حكومة قادر على التنسيق مع سورية

    – حتى تاريخ انعقاد مؤتمر بروكسل وصدور بيانه الختامي بالتعاون بين الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة كان التباين حول ملف النازحين السوريين ومعالجته لبنانياً يبدو امتداداً للتجاذب حول الخيارات الإقليمية بين الأطراف اللبنانية، وكأن ثمة فريقاً يريد مجرد التذرّع بقضية عودة النازحين ليفرض التنسيق بين الحكومتين اللبنانية والسورية، وبالمقابل فريق ينطلق من الخيار السعودي الذي يقوم على اعتبار العلاقة بالحكومة السورية من المحرمات.

  • عودة ترامب إلى الاتفاق النووي

    – بعد لفٍّ ودوران منذ انطلاق حملته الانتخابية وتسلّمه الحكم، يعود الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتسليم ببقاء الاتفاق النووي مع إيران، بعد أن وضع في مناقشاته مع الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون سقفاً هو عدم تشقق الوحدة الأوروبية الأميركية. وبالمقابل ثبات الموقف الأوروبي على التمسك بالاتفاق، بصورة صارت أقرب للاستجابة لطلب أميركي لتبرير العودة للاتفاق منها، لتحدّي موقف أميركي يريد الخروج من الاتفاق. فواشنطن لم تستطع خلال عام من المحاولات لتغيير موازين القوى الدولية والإقليمية، تعرف أنه بدونها لا يمكن السير بإلغاء الاتفاق بلا بدائل، والقفز في المجهول، وتعرف أن هذا العجز نفسه هو الذي فرض على الرئيس السابق باراك أوباما القبول بالاتفاق. وهو عجز أنكره ترامب وأصرّ على اختبار فرص تغييره بنفسه.

  • كتاب مفتوح إلى هيئة الإشراف على الانتخابات

    أتوجّه بهذا الكتاب المفتوح لكم، لأنني أحمل كل التقدير والاحترام لأشخاصكم رئيساً وأعضاء في الهيئة المنوط بها الإشراف على الانتخابات، ولأنني أراها ضرورة دستورية متقدّمة لا يجب السماح بإجهاضها، ولأنني واثق من رعب لدى الممسكين بالسلطة

  • صالح الصماد: معاني الاغتيال والتداعيات

    – رئيس اليمن الشهيد صالح الصماد شخصية تتمتع بحصانة تحميها اتفاقيات دولية تنظم حالات الحرب، وأعراف تحكم كل الحروب في السعي لتفاوض ينهي الحرب باتفاق سياسي، وهو لم يكن إلا شخصية سياسية مرموقة، مفاوض لبق، يشهد كل مَن عرفه عن قرب بأخلاقه وتواضعه، لا يضيف استهدافه لسجل قَتَلته علامة شجاعة ولا دليل قوة، بل جريمة جديدة تُضاف لسجل الجرائم التي لن يلغيها التعامي الدولي المدفوع عنها، وستبقى تلاحق مرتكبيها، وستنتقم أرواح الضحايا منهم مهما طال الزمن. فالجريمة الموصوفة في اليمن عارٌ على البشرية، والصمت عن القتلة لقاء المال لا يشرّف القتلة ولا الصامتين.

  • خطاب السيد واستراتيجيتان بعد الانتخابات

    – وضع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رأس جسر للخطاب السياسي بعد الانتخابات محاولاً إخراج الحياة السياسية من اللغة العبثية والتحريضية واللعب على العصبيات، في سعي لجعل الخلاف كما الحوار حول المشاريع والقضايا، لا الولاءات والاتهامات والعداوات، متميّزاً بنقل الخلاف إلى حيث يفيد النقاش. فالفريق المقابل لحزب الله في المعادلة السياسية اللبنانية هو تيار المستقبل، الذي تبلور خطه السياسي باتجاه مواجهة المقاومة في مرحلة ما بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وكانت حرب تموز 2006 نقيضاً في أداء المستقبل في عدوان نيسان 1996.

  • قمة ترامب بوتين وأمن «إسرائيل»

    بالتزامن مع تصاعد التوتر الغربي الروسي إلى أقصى ما يمكن بلوغه تحت سقف تفادي التصادم المباشر، عرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب مرتين، عقد قمة تجمعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فواشنطن محكومة

  • سورية مقبرة الذين سيلبّون نداء ترامب

    – أن يقدّم الرئيس الأميركي دونالد ترامب المزيد من التفاصيل لمشروع الانسحاب من سورية، بعدما أطلق الموقف بتغريدة شكّك الكثيرون في صدقيتها، وأعاد تأكيدها في تكذيب لكلام الرئيس الفرنسي المراهق إيمانويل ماكرون الذي ادّعى إقناع ترامب بالعدول عن القرار، ثم يشرح تفاصيل البدائل التي بشّر بها بكلامه عن حلفاء يتولّون المهمة، يمنح قرار الانسحاب صدقية ويجعله تعبيراً أدق من العدوان على سورية، في رسم مستقبل الدور الأميركي فيها.

  • بومبيو وكيم جونغ أون... ماذا بعد؟

    – يستقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزير خارجية كوريا الجنوبية والموضوع هو التحضير للقمة التي ستجمعه مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون. وفي اليوم نفسه يكشف عن زيارة سرية تمّت قبل أيام لمدير مخابراته الذي صار وزيراً لخارجيته مايك بومبيو إلى بيونغ يانغ لبدء التفاوض مع الزعيم الكوري الشمالي، ولا يتردّد في القول إن المباحثات كانت إيجابية تحت عنوان نزع السلاح النووي في العالم. ومعلوم أن الزعيم الكوري الشمالي الأسبق الراحل كيم إيل سونغ جد الزعيم الحالي كيم جونغ أون، كان صاحب مبادرة لنزع السلاح النووي في العالم تبدأ بتجميع هذا السلاح لدى الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، بنقل مخزون الدول النووية خارج مجلس الأمن لدى مَن يختارونه من الأعضاء الدائمين مقابل تقديم الضمانات اللازمة لهم بعدم تعرّضهم للعدوان، ومنحهم الحوافز الاقتصادية للمشاريع التنموية بدلاً من سباق السلاح.