د. محمد بكر

  • وفّروا الكهرباء حتى لو انسلخت جلودكم

    مع اشتداد حرارة الصيف وارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، وما صاحبها من ارتفاع في درجة حرارة الناس أنفسهم جراء تضاعف قيمة استهلاك الكهرباء ووصولها لمستويات قياسية، عدت لمقال كتبته في نهاية عام 2012، أي قبل ستة أعوام، حول ما تمّ تسريبه آنذاك من تلميحات استنتجت منها زيادة تعريفة الكهرباء. وقد تمنيتُ ألا تنقلب استنتاجاتي تلك لحقائق، لكن ما باليد حيلة.

  • عندما يصب ولايتي الزيت على النار ويصفع نتنياهو مرتين

    زيارةٌ من العيار الثقيل في مضمونها وتوقيتها ورسائلها قام بها مستشار المرشد الإيراني الدكتور علي ولايتي إلى موسكو تزامنت مع زيارة نتنياهو ولقائه الرئيس بوتين، كلام ولايتي حول تزامن الزيارتين وتوصيفه لنتنياهو بالمتنقل بين الدول وإثارة الكلام غير الصحيح، وأن وجوده من عدمه سيان، هو صفعة وازنة في ميزان الكباش الحاصل بين طهران وإسرائيل، الصفعة الثانية كانت أشد إيلاماً وأدهى، لناحية التصريحات التي أدلى بها ولايتي خلال الزيارة ومفاعيلها سياسياً واقتصادياً، سياسياً : كون الزيارة ظهّرت أكثر إلى الواجهة السياسية متانة الحلف الاستراتيجي الحاصل بين طهران وموسكو، لجهة ماقاله ولايتي ومن موسكو بأن الضغط على موسكو لإخراج إيران من سورية، هو ضرب للعلاقة الاستثنائية بين البلدين وهو مالا تقبل به موسكو على الإطلاق، لأن الأخيرة تدرك الحضور الوازن لطهران في المنطقة على المستوى الإقليمي، ودورها الفاعل والنشط والمحوري في يوميات الميدان السوري، وكيف عززت من صمود الدولة السورية وتالياً التأسيس الفعلي للحضور الدولي لروسيا من البوابة السورية، اقتصادياً : كانت الصفعة الإيرانية أيضاً حاضرة، فالبرغم من محاولات الرئيس الأميركي وجهده المتواصل للضغط على دول الخليج فيما يتعلق بإنتاج النفط ومحاولات التضييق على طهران لشل قدرتها على تصدير نفطها، يأتي إعلان ولايتي أن موسكو ستستثمر 50 مليار دولار في النفط الإيراني رداً صريحاً على محاولات الخصوم المستمرة لإطباق حصار اقتصادي على طهران.

  • ملف الجنوب السوري.. أميركا التي لم تُسلّم والمعارضة التي لم تتعلم

    في عمان تكاثر الحراك السياسي المكوكي بين الأطراف التي دعمت حالة العسكرة والتمرد المسلح على مدى سبع سنوات من الحرب السورية، فرص التوصل لاتفاق، أو تجديد خفض التصعيد في الجنوب باتت في حدودها الدنيا، في حين يحشد الجيش السوري وحلفائه باتجاه درعا وحوران والقنيطرة استعداداً للخيار العسكري وفرض لغة المواجهة، بعد أن فشلت الطروحات الأميركية خلال جولات غير فاعلة على مدى الفترة الماضية، لم تلق الرؤية الأميركية كما نقلت مصادر لصحيفة الأخبار اللبنانية قبولاً لدى دمشق كونها تشكل تعدياً صارخاً على السيادة السورية بحسب التوصيف السوري الرسمي، لجهة تحرك قوات من الدرك الأردني من معبر نصيب جابر باتجاه منطقة النعيمة، وتالياً الدفع باتجاه اسقاط كل الحلول التي حاولت موسكو تسويقها بعد موافقتها وعملها الجاد لجهة ماقيل عن خفض أي تواجد عسكري إيراني أو لحزب الله في المنطقة مقابل انتشار عناصر من الشرطة الروسية.

  • هذا ما يعنيه حديث الأسد.. وهكذا بتنا في الخواتيم

    المشهد السوري اليوم بات يشي بالكثير, كثيرٌ تنامى خلال الفترة الماضية ولاسيما بعد حسم معركة دمشق وتأمينها بالكامل، في سوتشي رُسمت معالم المرحلة القادمة ذات الطابع السياسي بامتياز، وباتت تُجهز كل مقومات العملية السياسية ومستلزماتها، والمشكلة التي كان الأسد قد عدها الوحيدة في ملف الحرب السورية المتعلقة بالكرد تشق طريقها نحو النهاية وعلى أساس توافقي ومن دون شروط مسبقة كما نقلت العديد من المصادر، ظهور الرئيس السوري مرتين في حديث لوسائل الإعلام خلال أقل من اثني عشر يوماً وكلامه عن خواتيم الحرب في لقاء مع قناة روسيا اليوم، وعن الترشح للرئاسة المتعلق بالإرادات الشعبية والشخصية كما قال لصحيفة ميل اون صنداي البريطانية، هو بمنزلة تأكيد كل التحليلات والتوصيفات التي تُغلّب الحلحلة في تلافيف المشهد السوري.

  • معروض الأسد في السوق الأميركية.. واحدة بواحدة؟

    لم يكن حديث الرئيس السوري بشار الأسد لقناة روسيا اليوم عن خيارين أمام قوات سورية الديمقراطية، إما تلقف التفاوض والحوار وبالطبع تحت ” جناح” الدولة السورية، أو الخيار العسكري واستعداد دمشق للجوء للقوة، وكذلك حديثه عن أنهم لن يسمحوا لمنطقة في سورية خارج السيطرة إلا بعودتها للصورة الطبيعية أي سيطرة الجيش السوري عليها، لم يكن ذلك منطلقه وقاعدته فقط التحول الكبير في مجريات الحرب عسكرياً واستعادة الجيش السوري وحلفائه لمساحات مهمة واستراتيجية حسمت تماماً الوضع الميداني بالمعنى العسكري، وإنما مابعث به برسائل سياسية أيضاً وطروحات يمكن قراءة دلالاتها مابين السطور، تأكيد الأسد على أن قوات سورية الديمقراطية هي المشكلة (الوحيدة) المتبقية بالنسبة للدولة السورية، يعني بالضرورة أن مسألة تواجد القوات الأميركية في الشمال الشرقي، والتواجد التركي على الأراضي السورية، وتعقيدات مسألة تواجد إيران في الجنوب السوري، لم تعد مشكلة ويجري التفاوض وتبادل الطروحات والمباحثات لإنهائها وتتصدر موسكو تلك المهمة بجدارة، ماقيل ونقلاً عن مصادر سورية بأن درعا ومنطقة الجنوب السوري لم تعد أولوية عسكرية بالنسبة للدولة السورية، يؤكد وبرغم كل الصعوبات الحاصلة للتوصل لاتفاق، والجهود التي تبذلها لقاءات عمان الثلاثية بين الأردن وروسيا وأميركا، أنها ستنتهي ربما بالتوصل لصيغة توافقية، أساسها انسحاب أي قوات إيرانية أو أخرى تابعة لحزب الله من مناطق الجنوب وتسليمها للشرطة الروسية، مقابل حصاد كبير وغلة من العيار الثقيل في الشمال السوري، من هنا نقرأ ونفهم ماقاله الأسد لجهة أن الأميركيين سينسحبون بطريقة أو بأخرى، وكذلك ماقاله رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم بان ما سيطبق غرب الفرات من انسحاب للكرد من منطقة منبج سيطبق على شرقه، وأن نتائج الاتفاق التركي الأميركي بهذا الشأن ستعلن قريباً، وفي ذات السياق تأتي زيارة المبعوث الروسي إلى سورية ولقائه الرئيس التركي في أنقرة للخروج بصيغة توافقية.

  • ماذا أراد بوتين من الأسد.. العملية السياسية ورسائل قمة سوتشي

    استقبل الرئيس الروسي نظيره الأسد في سوتشي بحضور وزيري الخارجية والدفاع الروسيين، اللقاء جاء في مرحلة خاصة ومفصلية من مجريات الحرب في سورية، ترسم فيها المعركة مع المجاميع المسلحة في الداخل خواتيمها وتؤشر للسيطرة على المزيد من الجغرافية لصالح الجيش السوري وحلفائه، فيما تبقى المعركة مع الأطراف الإقليمية والدولية والرسائل السياسية التي تبعث بها حاضرة ،لم تسلم فيها تلك الأطراف نهائياً بمفرزات وواقع الميدان السوري ،

  • غربال نكبة فلسطين والفرز الطبيعي للحاصل في المنطقة

    ليس ثمة يوم تتباهى فيه الكرامة العربية بأنها حاضرة ومتجذرة في نفوس المدافعين عنها أكثر من اليوم الذي دكت فيه الصواريخ السورية مواقع عسكرية إسرائيلية في الجولان السوري المحتل، وفي وقتٍ تعالت فيه أصوات الفلسطينيين في مسيرات العودة، ليس مهماً من الذي قصف سواء الجيش السوري أم إيران، لطالما كانت وجهة الصواريخ في جبهتها الصحيحة، والمستَهدف هو الكيان الصهيوني، تحضر نكبة فلسطين في ذكراها السبعين وبرغم كل الجراح التي عمقت انحراف السلوك القومي، إلا أن الأمل يُولد من جديد لإنهاء الغطرسة الإسرائيلية ووضع حد لعنجهية الكيان الصهيوني، لذا كان لزاماً على فصائل المقاومة الفلسطينية أن تبارك القصف السوري لطالما أعاد البوصلة لمسارها الذي يجب أن تكون فيه.

  • موسكو لن تقول لحلفاء واشنطن: اذهبوا فأنتم الطلقاء

    سقطت كل مفاعيل استخدام الورقة الكيميائية في الضغط على موسكو وحلفائها، وكذلك سقطت كل الخطوط الحمراء التي وضعتها واشنطن في يوميات الميدان السوري، تزايدت الجغرافية التي سيطر عليها الجيش السوري وحلفائه، وينجحون في إكمال تأمين العاصمة دمشق، فيما مضت موسكو في التمسك وتعزيز تحالفها الاستراتيجي مع طهران ودمشق سواء في الموقف من الاتفاق النووي والتهديد الأميركي بالانسحاب منه، أو حتى تزويد الجيش السوري بمنظومات دفاع جوي متطورة، من هنا يأتي الجديد الأميركي لجهة ماقيل عن مفاوضات تجري بين قوات التحالف الأميركي ودول خليجية من جهة، والأول وتركيا من جهة أخرى، لناحية تسليم منطقة شرق الفرات لجيش الإسلام، وانسحاب العشائر من قوات قسد للانضمام للحلف الأميركي الخليجي، يأتي لتوجيه الرسائل السياسية لموسكو، لجهة القدرة الأميركية على تغيير خارطة التحالفات وضم الجانب التركي للمخطط الأميركي.

  • إيران تدرس خيارات الرد وإسرائيل تلعب بالنار.. من يحرق من؟

    ليس فقط إيران من تدرس خيارات الرد على القصف الإسرائيلي على التيفور الذي أدى لقتل ضباط عسكريين إيرانيين، وأن تهديدات الأعداء اختلفت بحسب ماقال رئيس هيئة الأركان الإيرانية حسين باقري، بل إسرائيل أيضاً وعلى لسان المحلل العسكري روي بن يشاي تعيد حساباتها للتحول الروسي ومحاولة التشويش على منظومات S300 المزمع تزويدها للجيش السوري بعد التصعيدين العسكريين الأميركي والإسرائيلي.

  • هدد ترامب وقصفت إسرائيل.. تمخض الجبل الأميركي فماذا سيلد؟

    شهران على إسقاط دفاعات الجيش السوري لطائرة F16, قصفت إسرائيل مجدداً ومن الأجواء اللبنانية مطار التيفور العسكري، يتجاوز التصعيد العسكري الصهيوني مسألة الرد على إسقاط طائرته كون التوقيت يتزامن مع حسم ملف الغوطة بالكامل وتزايد الجغرافية التي باتت تسيطر عليها دمشق وحلفاؤها، وتالياً كل الغضب الأميركي والتوجه لمجلس الأمن والخطاب عالي السقف لترامب، وأنه بصدد اتخاذ قرارات خلال اليومين القادمين، من غير أن يستبعد الخيار العسكري، يأتي للتشويش على ما توقلبه موسكو من حل سياسي للأزمة السورية، ولتوجيه رسائل لمنتقديه ولخصومه على خلفية إعلانه الانسحاب القريب لقواته من سورية لجهة أن الولايات المتحدة حاضرة ولم تترك الملف السوري بعد.

  • أصاب الأسد عندما تحدث عن تغيير الخارطة السياسية للعالم.. هل سلم ترامب وبن سلمان بالواقع؟

    حديث الرئيس الأميركي عن سحب قواته العسكرية من سورية وانه سيترك هذا الملف ليهتم به الآخرون، وإن جمّله بالحديث عن هزيمة تنظيم داعش وأنهم أنهوا دولة الخلافة، ينسف عملياً ماقيل مؤخراً على لسان تيلرسون والبنتاغون بأنهم باقون في سورية، وكذلك ينسف كل التحليلات التي قيلت عن تداعيات تعيين طاقم صقوري أميركي بعد التعديلات الأخيرة التي أجراها ترامب بتعيين بومبيو وجون بولتون، لجهة أن المنطقة تسير نحو مزيد من التأزيم والتصعيد، في ذات السياق يأتي تصريح ولي العهد السعودي لمجلة التايم الأميركية بأن الأسد باقٍ في السلطة ولن يترك منصبه قريباً، لينسف هو الآخر أية تأويلات تقول بأن السعودية ستكون في صدارة الآخرين الذين سيديرون الملف السوري مستقبلاً.

  • حماس تغازل دمشق… القسام تنضم لنظرية نصر الله

    كان لافتاً ظهور الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أبو عبيدة وحديثه عن استعداد الكتائب لتقديم العون والمساعدة لمن سماهم الشرفاء والمخلصين من أبناء الأمتين العربية والإسلامية وفي كل الجبهات الواقعة تحت تهديد الكيان الصهيوني، تصريح أبو عبيدة يأتي بطبيعة الحال تماشياً واستكمالاً لنظرية توحد الجبهات التي تحدث عنها سابقاً الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وتفعيلاً لوحدة السلاح والمصير في مرحلة حساسة ومفصلية تكمن أهميتها بالنسبة لحركة حماس في نقطتين رئيسين :