عامر محسن

  • تحديث الممالك

    حين صدر القرار السّعودي بـ«السماح» للنساء بقيادة السيارات، وبدأت ردود الفعل عليه في بلادنا تتوارد، لاحظ أسعد أبو خليل الأسلوب الذي تعتمده النّخب الإعلاميّة في لبنان، حين تحاول الترويج لسياسات معيّنة أو خدمة مموّليها، في «خلق الإجماع» وطرح «موقفٍ صحيح»، كلّ من يختلف معه لأيّ سببٍ هو متخلّفٌ ومجرمٌ وبلا أخلاق، وتكراره بحرفيته على نطاقٍ واسع وبنبرةٍ عدائية فارضة حتّى يتكرّس.

  • عن الجذريّة والعدوّ

    «أنتم، أيها الرفاق، قد بنيتم برجوازية. إيّاكم أن تنسوا: البرجوازية لا ترغب بالاشتراكية، بل هي دوماً تريد الرأسمالية»

  • الرأسمالية والعولمة، من كاتالونيا إلى بلاد العرب

    يذكر سمير أمين في كتابه الأخير عن روسيا («روسيا والانتقال الطويل من الرأسمالية إلى الاشتراكية»، 2016؛ وهو عبارة عن مجموعة دراسات ومقالات كتبها أمين على مراحل متباعدة بين 1990 و2015) أنّه كان قد أصدر مع أندريه غوندر فرانك، في أواخر السبعينيات، نصّاً يوصّف خصائص المرحلة النيوليبرالية التي كانت بوادرها تحلّ في الغرب.

  • الاستحقاق: وحدة العراق

    يوجد فارقٌ أساسيّ بين الحركات القومية ومفهوم الهوية الوطنية في دول الجنوب وبينها في الغرب. الهويّة القوميّة بالنسبة إلى شعبٍ خارجٍ من الاستعمار ليست هويّة «انتصارية» أو «توسعيّة» أو، حتّى، «مكتملة»؛ بل هي هويّة شعبٍ خارجٍ من تجربة احتلالٍ وهزائمٍ وإذلالٍ، وتمييزٍ عنصريٍّ ضدّه يجري على أرضه، وحاكم أجنبي لقّنه على مدة عقودٍ ــــ أو قرونٍ ــــ بأنّه دونيٌّ وأن ثقافته وتراثه بلا قيمة. لهذا السّبب، يكتب فرانز فانون، لا يمكن لك أن تتوقّع من شعوب العالم الثّالث، وهي بالكاد حازت استقلالا وبلداً، أن تطرح هويّتها وتراثها وتاريخها جانباً وأن تذوب، مباشرة، في مشروعٍ أممي إنسانيّ.

  • دفاعاً عن البداوة

    «قامت القرى الأولى في الشرق الأدنى بتدجين النباتات والحيوانات. أمّا المؤسسات الحضريّة في أوروك، فقد دجّنت البشر»

  • دروس روسيّة: أين تذهب الثروة؟

    في إطار مشروعه لإعداد بيانات إحصائية تاريخية ــــ قابلة للمقارنة ــــ عن توزيع الدّخل في أكثر دول العالم، نشر الاقتصادي الفرنسي توماس بيكيتي (مع زميليه فيليب نوفوكميت وغابرييل زوكمان) الدراسة الخاصّة بروسيا، وهي تغطّي المرحلة الممتدّة من سبعينيات القرن التاسع عشر وصولاً إلى عام 2015، لتشمل بذلك مراحل الحكم القيصري والشيوعيّة و، أخيراً، الانفتاح والسّوق الحرّ بعد سقوط الاتحاد السوفياتي.

  • من كوريا إلى الصهيونية: عن موقفك كمرآة

    في وسعك أن تُقارب مسألة بعيدةً عنك ولا يوجد بينك وبينها ارتباطٌ مباشر، أو أن «تخلقها في وعيك»، بأكثر من شكل. فلنأخذ كوريا مثالاً. من الممكن أن تنظر إلى كوريا الشمالية على أنّها أساساً بلدٌ وشعبٌ، وناسٌ مثلك؛ تتماهى معهم لأسباب إنسانية أو لأنّهم يعانون ويُقاسون أو لأنك تراهم مهددين ومضطهدين (ومن ير الموضوع من هذه الزاوية، يُجمع عادةً على رفض العقوبات والحصار ضدّ البلد، ولو كان يُعادي النظام الكوري ويطالب بتغييره).

  • منطق القويّ

    «إن كان الآلاف سيموتون، فهم سيقضون هناك (في شبه الجزيرة الكورية). هم لن يموتوا هنا. لقد أخبرني ترامب ذلك وجهاً لوجه»

  • «دريدنوت»: رهان الامبراطورية الأخير

    «... في النّهاية تمّ التوصّل إلى حلٍّ غريبٍ، ولكنّه مألوفٌ في مثل هذه الحالات. طالبت الأدميرالية بست سفن، فيما مديرو الاقتصاد عرضوا أربعة فقط، فتوصّلنا أخيراً إلى مساومة: ثماني سفن»

  • في مديح القوّة

    يوجد فارقٌ كبير بين أن تكون ضعيفاً متمرّداً، أو أن تتماهى مع الضعيف وتحاول تمكينه، وبين تحويل الضعف إلى قيمةٍ، أو إلى حالةٍ مستحبّة ورومانسيّة. بل إنّ واجب القوّة وامتلاكها يقع على الضّعيف بشكلٍ أقسى، وأكثر إلحاحاً، من غيره. في خطابات قادة المقاومة في لبنان، على مدى عقود، تجد لازمةً تتكرّر عن ضرورة أن يتسلّح الضّعيف بالقوّة، وأنّك لن تحرّر أرضاً ولن تغيّر شيئاً في عالمٍ ظالم إلّا عبر القوّة، وأن أحداً لن يستمع إليك أو يلقي إليك بالاً حتّى تثبت نفسك في ميدان الصراع والمهابة.

  • الراديكالية الزائفة

    من بيروت إلى كاراكاس، الأمثولة الأهم للاصطفافات التي نراها حولنا هي أنّ مصالح القوة وحساباتها تحكم المواقف التي يتوزّع عليها النّاس أكثر بكثير من «النظرية» أو الكلام السياسي (بمعنى rhetoric) أو تحليلك للتاريخ والسياق. السؤال الدائم في بيروت هو عن ما يجمع أوساط الإعلام الخليجي مع جمهور المنظّمات الغربية مع اليسار «الجديد»، وكلٌّ منهم يعتمد على مرجعيات سياسية و«فلسفية» مختلفة إلى حدّ التّناقض والتّصادم، حتّى يقفوا جبهةً واحدة في أكثر الأسئلة الأساسيّة، وصولاً إلى موضوع «جبهة النصرة» و«المفاضلة» بينها وبين المقاومة.

  • عن موقعك في العالم

    يتساءل الاقتصادي علي القادري: لماذا شهدنا نمطين مختلفين تماماً من «إعادة الإعمار» تحت الإشراف الأميركي؟ في كوريا الجنوبية، مثلاً، جرت في الخمسينيات عمليّة إعادة إعمارٍ «امبرياليّة»، ولكنّها تتقصّد تحويل البلد إلى دولةٍ متماسكة ومركز إنتاج.