د. رائد المصري

  • سورية ولبنان والحضن العربي الضعيف

    بهدوء… فالمقايضة بين قبول العداء لإيران أو السّكوت عن التطبيع العربي العلني مع الكيان الصهيوني كمشروع استعماري أميركي جديد تتمظهر صورة نظام الحكم اللّبناني وصيغته الطائفية والمذهبية المعزّزة للانقسام العمودي يوماً بعد يوم وهي تشبه كثيراً صورة العرب المأزومين والملحقين بالمستعمر الغربي والأميركي،

  • الاستراتيجية الأميركية والتحوُّلات الكبرى

    بهدوء… فهذا هو منطق الرأسمالية الليبرالية بعد أن تتراكم فوائضها المالية وتصبح بحاجة للبحث عن تدمير لرؤوس أموالها عبر الحروب وتشغيل الماكينات العسكرية والصناعات الحربية، في حروب عَبَثية تحت عناوين وشعارات غوغائية قد تطول أو تقصر لا يهمّ لأنَّ الهدف هو التخلُّص من هذا الفائض المالي

  • بضاعتكم رُدَّت اليكم ومعها سماسرة البنوك

    بهدوء… فليس باستطاعة أحد بعد اليوم الرجوع إلى الوراء في ما يُرسم عالمياً على مستوى الجَدَل القائم والنقاش الحاد لناحية السياسات الاقتصادية التي جنح نحوها النظام الرأسمالي العالمي المأزوم ببنيته بعد أن تَفلَّت لثلاثة عقود في تدمير بنى المجتمعات وطبقاتها الوسطى وقدَّم نفسه بديلاً تحريرياً في الأسواق والأنماط الثقافية والتعدُّديات السياسية المزيَّفة،

  • جريمة القرن وصفقة القرن

    بهدوء… فقد قلنا سابقاً إنَّ جريمة قتل الصحافي السعودي جمال الخاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول وتداعياتها لن تنتهي بثمن أقلَّه رأس محمد بن سلمان في السلطة. وها هو حبْل الاتهامات يلتفُّ ويضيق شيئاً فشيئاً حول رقبته بعد تقديم الأتراك جرعة زائدة من تسريبات التحقيقات الجنائية الدامغة والتي بنَتْ عليها التحقيقات الأولية لوكالة المخابرات المركزية الأميركية «السي آي إي» معطياتها لتقدِّمها للرئيس ترامب الذي لا زال يناور ويلتفُّ بغية عدم إعطاء أي موقف سياسي يُدين الرأس المدبِّر لهذه الجريمة. ونقصد به ولي العهد السعودي وهو الذي قال إنَّ مواقفه يبنيها بناء على تقارير وتحقيقات وكالة المخابرات المركزية الأميركية…

  • الكلّ يقفز من المركب السعودي

    بهدوء… هي مجموعة من الأسئلة والتكهّنات والاستنتاجات التي تدور في خلدنا وليس من باب الادّعاء بالمعرفة والاطلاع على الصفقات والتحقيقات السّرية التي تلفّ قضية مقتل الخاشقجي باعتراف رسمي أخير للسلطات السعودية، والذي لم تهتمّ الأغلبيات العربية بوعيها الجمعي وإعلامها لمعرفة الحقيقة في مسألة تقطيعه أو قتله أو تناثر أشلائه. فالمهمّ هو بقاء حالة الإبهام والغموض والتحريض وبثّ الشائعات والرّياء والتدليس لضحية اختلفنا معها بالرأي والموقف السياسي أم لا، لكن كي تبقى كلمة الحق وميزان العدل والرحمة والقيم الإنسانية فوق كلّ اعتبار ومصلحة، مهما بلغ أمر السماسرة والدجّالين والمصطادين وتجار الإعلام وتماديهم في تحوير الحقائق. فماذا أنتم فاعلون أيها النّخب العربية ورأيه العام الذي لم يكلّف خاطره بعد قول كلمة حق حول مقتلة وتقطيع الصحافي من أجل رأيه وموقفه السّياسي…؟ وتسألون عن فلسطين لماذا اغتصبت وشرّد شعبها…؟

  • الضياع الاستراتيجي للحلف الاستعماري المتصدّع

    بهدوء… فسياسة ترامب المعتمدة اليوم في التشدّد برفع الحمائية وبإعلانه الحرب التجارية على العالم، لهي بمثابة إعادة بناء كاملة لمنطق التبادل التجاري الحرّ الذي كان قائماً بين الدول، والذي رعتْه وحكمته منظّمة التجارة الدولية ضمن مبدأ تقليص سيادة الدول، وترْك الأسواق كي تنظّم بنفسها حركة السّلع والرساميل، وأيّ خلل يحصل تضبط هذه المنظمة إيقاعات التعامل به، وهذا ما يحاول حاكم البيت الأبيض التخلّص منه وتغييره، حيث إنّه وبسرعة قد حصل ميل متزايد لدى معظم دول العالم بالتخلي عن العملة الأميركيّة التي تقود العالم نحو أزمات وإفلاسات وتقوّض مشروعها الاستعماري، وبعد أن ضاقوا ذرعاً من هذه الغطرسة والحصارات ومن الإفراط في العقوبات الاقتصاديّة لترامب، ومن الانخراط في حروب هزّت استقرار العالم وأمنه واقتصاده… وإليكم آخر تفاصيل الأحداث وهذا الضياع:

  • نقل المعركة إلى الداخل الإيراني

    بهدوء… فلن نقارب الأفكار المُشوَّهة للأغلبيات العربية ووعْيها الجَمعي والتي نَأَت بنفسها عن أيِّ إدانة للعمل الإرهابي الذي ارتكبته عناصر تكفيرية تأْتَمر بأوامر من غرفة عمليات سعودية أميركية إسرائيلية بحقِّ الشعب الإيراني في منطقة الأهواز. فهذا ما قاله الجُبير منذ أشهر عدة بأنَّنا سننقل المعركة إلى الداخل الإيراني، وأثْنى عليه محمد بن سلمان – والذي تُزيِّن صورته صخرة الروشة في بيروت إكراماً له بعد تحريره لها من دنَس الصهاينة – بأنَّه سيدفِّع إيران الثمن غالياً وينقل المعركة الإرهابية للداخل، وكذلك فعلها المناضل الثوري تركي الفيصل حين قال هذا الكلام في باريس أثناء مؤتمر لجماعة رجَوي المعارضة. إنَّها مشكلة البُنى الفوقية للمجتمع اللبناني والعربي الفارغة والتي أَفْسدت وسائل الإعلام من خلالها عقول الناس الذين اسْتُدرِجوا نحو ثقافة الاستهلاك وغرِقوا في الملذَّات السَّطحية المُبتذَلة، كما تمَّ غسل عقولهم بوسائل الإعلام المتدفِّقة التي أفقدتهم هُوياتهم الطَّبقية وحاجتهم الدائمة إلى الثورة أو على الأقل إلى التغيير في السياسة والاقتصاد للبنية العامة في مجتمعاتهم، وعلى كل سنفرد لهذا الموضع بحثاً آخر… ولكن لندخل في صُلب الحدث الأخرق والذي ما زالت بعض الرجعيات في دول الخليج تراهن وتعمل على ضرب المكوِّنات والنسيج الاجتماعي لدول المنطقة بقصد التفتيت والتقسيم لتكون على شاكلة الكيان الصهيوني كمحميات إثنية ودينية وقبلية متقاتلة تتغذَّى بالنفط والمال السعودي وتتدعَّم بالسلاح الإسرائيلي لتتولّد صراعات تشبه تلك التي أتى بها مشروع داعش والقاعدة لفرض دولة دينية تنبذ غير المسلم وتتعايش في عرق ديني خالص، بما يتيح لـ»إسرائيل» التمثُّل بها وأعتقد بأنها فعلتها عبر قانون الدولة القومية اليهودية من دون أن تنتظر المشاريع المسخ التي تُتْحفنا بها مملكة الرمال في ثالوث دموي تكفيري إلغائي قاتل: منظمات التكفير والإرهاب والتي أُجْهِض مشروعها تقريباً، والكيان الوهابي في السعودية والخليج الذي لا زال يستعيد ويستحضر مجدَه الذي سطَع منذ العام 1800 وما قبل في احتلالاته لبلاد الشام والعراق لقطع الطريق على أي نهضة فكرية تحرُّرية استقلالية وتقدمية يُمكن لها أن تستفيد منها الشعوب العربية والمسلمة خلال تاريخها الطويل والمرير إبان مرحلة محمد علي باشا، ويجدِّد عنفَه الشخصي الحاقد اليوم في شعب اليمن. وثالث هذا الثالوث الدموي هو الكيان الصهيوني الذي يسلك ويستخدم نفس الدور الإرهابي والإلغائي القاتل لشعبنا في فلسطين وسورية ولبنان وكلِّ الشعوب العربية، لكون هذا الثالوث حَكَمَت نشأته وتربيته وترعْرُعِه الظروف الموضوعية ذاتها للمشروع الاستعماري الغربي، بمعنى أنَّ سياقات ظروف وأسباب تكوين وظهور هذه الكيانات الثلاثة تمَّت لأجل الأهداف المرسومة كأدوات في الدور الوظيفي الاستعماري. وفي كلِّ مرة يتقدم واحد منها على الساحة والمسرح ليقوم بالتصفيات المناسبة للفكر وللمنجز الحضاري والاقتصادي والسياسي، وأول ما بدأوا به كان المفكر والزعيم أنطون سعاده لتكُرَّ بعدها سُبحة إجرامهم وتصفياتهم لقضايا وأشخاص ومشاريع التحرُّر العربية والإقليمية…

  • عالم جديد... فأين العرب منه؟

    بهدوء… قلنا سابقاً وفي أكثر من مناسبة بأنّ وصول رئيس يحمل مواصفات، كتلك التي تنطبق على ترامب إلى البيت الأبيض ليس صدفة، وليس كما يدّعي البعض أو يجتهد بأنّه يحكمه الغرور والجنون والتعصّب والعنصرية. وهي كلّها صفات موجودة وتلازم الرئيس الأميركي بشدّة، لكن يجب التنبّه إلى أنّه أتى نتاجاً لصورة مأزومة في المجتمع الأميركي ولتصدّع في مؤسسات الدولة الأميركية العميقة، والتي سارت منذ الحرب العالمية الثانية مسار حفر وتثيبت مشاريعها الاستعمارية والسيطرة والاستحواذ على ثروات الشعوب، وكذلك الحفاظ الدائم والأبدي لتأمين وجود الكيان الصهيوني الغاصب على أرض فلسطين وديمومته…

  • ترامب وفقدانه التوازن: بين إيران والاتحاد الأوروبي

    بهدوء… بات الأميركي مسلِّماً بقوَّة روسيا وبِما أنجزَه بوتين على المسرح الدولي خلال سنوات قليلة مَضَت، خاض معه النظام الدَّولي الرأسمالي المأزوم أخطر حروبه، محاولاً إعادة تموضع جديد يُنهي تَرَف النيوليبرالية المتوحِّشة ويُعيد تنظيم الأدوار القومية للدول الكبرى بحسابات مالية واقتصادية واستثمارات وتحالفات دولية تشكَّلت. وبدأت بطرح أوراقها السياسية وبدائلها الاقتصادية خارج الرَّغبة الأميركية وإطاراتها المُفْلسة لقيادة النظام العالمي. ومنها على سبيل المثال دول الاتحاد الأوروبي والقِمم الاقتصادية المتوتِّرة التي عقدتها مع ترامب، وكذلك العلاقة مع إيران ومحاولاته اليائسة لخنقها…

  • العرب خارج صناعة التاريخ ... إلا مع سورية

    بهدوء… ومن دون الحديث والتأشير والمبالغة في ممالأة الأنظمة والقوى السياسية، ومن دون رمْي التهم الجاهزة بالتبعية والاستزلام والاصطفافات خلف دور سورية ومحورها ومعاناتها طيلة ثماني سنوات من حرب عبثية، أرادها المستعمر الأميركي وتقدّم المواجهة فيها بعض العرب والكيان الصهيوني،

  • البرنامج النووي والصاروخي والتدخل الإقليمي والقدس

    بهدوء… فهي ثلاثة عناوين كلُّ واحد يُفضي ويُزخِّم الآخر وصولاً إلى القدس، وهذه العناوين المتعلِّقة بالبرنامج النووي الصاروخي الإيراني والتدخُّل الإقليمي وصولاً الى عزل وتهويد القدس، من ضمن مشروع صفقة القرن الذي وضع أوزاره بين مصر الأردن وفلسطين والسعودية، لتجري المقايضة التاريخية المُرَّة على حساب العرب وأرضهم ومقدَّساتهم…