قصة وحدث

قصة وحدث: سيرة #الشهيد_النمر في ذكراه الثالثة


وردة علي..

"منذ ولادتي إلى يومي هذا ما شعرت بأمن ولا أمان في هذا البلد"، "ما هو هذا الوطن؟ النظام الذي يظلمني؟ النظام الذي يسلب مالي ويسفك دمي وينتهك عرضي؟"..

على كل الأرض هناك ما يستحق الحياة، وفي المُقابل هناك ما يستحق أن تموت لأجله على الأرض أيضا، فالكرامة أولا ودونها يُصبح الموت طريق الأحرار حتى وإن كان تحت الأرض التي تستحق الحياة من أجلها.

يُصادف اليوم الثاني من يناير الذكرى الثالثة لاستشهاد الشيخ "نمر باقر النمر"، الذي أعدمته السلطات السعودية مطلع عام 2016م، بسبب مطالبه الإصلاحية التي طالب بها سلطات المملكة السعودية، والتي اعتبرتها منظمات حقوقية عالمية بأنها تصب في حرية التعبير عن الرأي.

حيث شهد يوم الثاني من يناير عام 1216م، جريمة بشعة نفذتها السلطات السعودية بحق الشيخ الشهيد "نمر باقر النمر"، وثلاثة آخرين من أصحاب الرأي، مع مجموعة من الإرهابيين وغيرهم من أصحاب السوابق، لتخفي جريمتها بحق أصحاب الرأي.

ليعطي الشيخ النمر ومن معه من أصحاب الرأي دروسا سيشهد التاريخ بعظمتها في مسيرة شعب ناضل من أجل الحرية والكرامة فكان القتل والسجن المصير.

مولده..

ولد الشيخ الشهيد "نمر باقر النمر" عام 1379 هـ / 21 يونيو 1959 في العوامية بمنطقة القطيف شرق السعودية.

نشأته وتربيته..

نشأ الشهيد النمر في بيت عُرف عنه بالتدين، حيث ينحدر من عائلتين عُرف عنها النضال والتدين.
 
ألتحق بالمدرسة في مسقط رأسه العوامية، ثم هاجر بعد ذلك إلى إيران عام 1980 حيث التحق بالحوزة العلمية، وبقي هناك ما يقارب عشر سنوات قبل أن يتجه إلى سوريا لإكمال دراسته.

نشاطه السياسي..

اشتهر الشيخ الشهيد بقوة كلمته الرافضة لسياسية السلطات السعودية، سواء في الداخل تجاه الشعب، أو في الخارج.

ففي مارس 2009 وجّه انتقادات عنيفة للحكومة بسبب أحداث البقيع، وأعتقل بسبب هذه التصريحات و أفرج عنه لاحقا، ويُطالب الشيخ النمر مع بقية المُشاركين في أحداث ما يُسمى بالربيع العربي، برفع التمييز الطائفي، وإطلاق صراح أصحاب الرأي، وتمكين الشعب من التعبير عن حرية الرأي، ومساواة المواطنين.

و تعرض الشيخ الشهيد للاعتقال عدة مرات، فقد احتجزته السلطات لفترة قصيرة في مايو 2006 فور دخوله الأراضي السعودية قادما إليها من البحرين حيث شارك في ملتقى دولي عن القرآن الكريم.

واعتقل مجددا في 23 أغسطس 2008 بالقطيف على خلفية انتقادات وجهت للحكومة السعودية من سعد الفقيه بعدم قدرتها على اعتقاله لأنه محمي من إيران على حد وصف الفقيه.

وفي خطبة ألقاها بتاريخ 16 يونيو 2012 عبّر عن ارتياحه لرحيل ولي العهد السابق وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز، حيث أثارت أفعاله وخطاباته التي انتقد فيها أسرة آل سعود الحاكمة جدلًا واسعًا.

 اعتقاله الأخير كان يوم 15 أكتوبر 2014، حكمت عليه المحكمة الجزائية في السعودية بالإعدام زعمت إنه مرتبط بالإرهاب، و تم تنفيذ الحكم بالإعدام في صباح يوم 2 يناير 2016.

صباح يوم السبت الثاني من يناير 2016، الموافق 21ربيع الأول 1437هـ، أذاعت وسائل الإعلام الرسمية السعودية خبر تنفيذ حكم الإعدام، حيث شكل الخبر صدمة للأهالي لاسيما في المنطقة الشرقية.

مُظاهرات في مختلف دول العالم..

كان لإعدام الشيخ الشهيد الأثر الكبير في كل العالم، خرجت المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية تنديداً بإعدامه في مختلف دول العالم، و أقيمت المآتم له في مختلف الدول، وأغلقت في القطيف بعض المحالّ  التجارية حداداً عليه. كما نددت بجريمة قتله منظمات حقوقية وشخصيات سياسية عالمية.

هكذا يرحل قادة النضال وطلاب الحرية، يقول الشهيد عمر المختار "نحن لا نستسلم.. ننتصر أو نموت.. وهذه ليست النهاية.. بل سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والأجيال التي تليه.. أمَّا أنا، فإن عمري سيكون أطول من عمر شانقي".

وهكذا سيكون عمر الشيخ الشهيد "نمر باقر النمر" أطول من عمر قاتليه، فالسماء تنتصر للحق ولو بعد حين..

أضيف بتاريخ :2019/01/02