محلية

المملكة #السعودية: جدل حول تراث #ابن_تيمية بعد قتل شابان أمهما


أثارت الجريمة التي هزت الداخل السعودي، التي وقعت في 24 يونيو، باغتيال توأمين داعشيين والدتهما الطاعنة في السن، ومحاولتهما قتل والدهما وأخيهما الأصغر تتردد في الأوساط الصحفية والدعوية في المملكة، وجدلا حول تراث ابن تيمية.

وتساءل بعض رجال الفكر والمعلقين عما إذا كانت فتاوى ابن تيمية التي ترجع للقرن الثالث عشر الميلادي عن التكفير وراء إقدام شبان متشددين على قتل أفراد من أسرهم بعد أن اعتبروهم خارجين عن الدين.

ويعتنق تنظيم داعش الإرهابي مفهوم التكفير وكثيرا ما يستشهد بآراء لابن تيمية تبيح دم الكفار والخارجين عن الدين حتى لو كانت هناك صلة قرابة.

واستمد الشيخ "محمد بن عبد الوهاب" صاحب الفكر الوهابي الذي عاش في القرن الميلادي الثامن عشر أفكاره من ابن تيمية، ويعتنق حكام السعودية الفكر الوهابي الذي يلتزم ما يعتبره النهج الإسلامي الصحيح ويرفض الأفكار الحداثية.

هذه الأمور إلى جانب ممارسات مثل تنفيذ أحكام الإعدام بحد السيف دفعت بعض المعلقين الغربيين لاتهام الرياض بالتعاطف مع جماعات مثل الدولة الإسلامية.

غير أن الرياض تقول إن الشيخ ابن عبد الوهاب كان إصلاحيا، وترفض الحكومة أي حديث يربط بين رسالته ورسالة المتشددين وتعتبر الدولة الإسلامية والقاعدة جماعتين إرهابيتين حرفتا رسالة الدين.

واستدل بعض أصحاب الفكر والمعلقين  بواقعة القتل الأخيرة على احتمال تأثر المتطرفين بأفكار ابن تيمية.
وقال أحد رجال الفكر البارزين الدكتور "عبد السلام الوايل" أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك سعود كتب على تويتر "يغضب البعض إن أشير لدور ما لتراث ابن تيمية في نازلة العنف الديني التي تجتاحنا".

وأضاف "شيخ الإسلام يسترخص الروح البشرية، تراثه يوضح هذا" متحدثا عن ابن تيمية الذي نشأ في دمشق وقاوم الغزاة من التتار والمغول وأودع السجن بسبب أفكاره.

وقال إن ابن تيمية كان عالما فذا في عصره لكنه أشار إلى فتاواه التي قد تبيح لابن قتل أبيه إن كان كافرا أو خارجا عن الدين وقال إنها تتنافى مع جوهر الإسلام.

وأضاف "كتبت أن ابن تيمية أفتى باستتابة من يستحل أكل الحيات وقتله إن لم يتب ففزع أقوام مطالبين بالمصدر، معهم حق، هذا المستوى من الاستخفاف بالنفس صادم".

ومما قاله أيضا "من أمثلة استرخاص ابن تيمية للدم الآدمي فتواه باستتابة من يأكل الحيٌات وقتله إن لم يتب! لا غرابة أن يولد تراث كهذا أنفس لا تحفل بحرمة الدم".

وفي خطوة نادرة تدخل وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد "صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ" في الجدال الدائر قائلا إن فتوى ابن تيمية التي تبيح للابن قتل أبيه الكافر انتزعت من سياقها.

ونقل الشيخ "راشد الزهراني" نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الأكاديمية الإسلامية الإلكترونية عن آل الشيخ "قول شيخ الإسلام، "وإذا كان مشركا جاز للولد قَتله وفي كراهته نزاع بين العلماء" يقصد إذا تواجها في "الحرب" هذا في فئة المؤمنين والوالد في فئة الكافرين".

وأضاف الوزير في التصريحات التي نشرتها الحياة والجزيرة ووسائل إعلام سعودية أخرى "يعني أنه في هذه الحال فقط لا تنافي الآية: "وبالوالدين إحسانًا".

واجتذب السجال عددا من الكتاب وأصحاب الفكر ممن قالوا بأنه آن الأوان لحذف مثل هذه الأجزاء من النصوص الدينية التي تبيح إتيان أفعال كهذه قائلين إن ما كان مناسبا في العهود القديمة لا يكون بالضرورة مناسبا للعصر الحديث.

ودعا الكاتب محمد آل الشيخ على تويتر إلى "أن نعيد قراءتنا لتراث ابن تيمية الفقهي ونتعامل معه على أساس أنه مرتبط بزمن آخر وظروف أخرى لا علاقة لها بزمننا، وإلا فلن ينتهي الإرهاب".

وقال الكاتب محمد علي المحمود إن الخطوة الأولى صوب التصدي للفكر المتشدد تتمثل في فتح الباب أمام النقاش بشأن تراث ابن تيمية.

ونقلت رويترز عن الكاتب المحمود، قوله: "المطلوب الآن.. تجفيف المستنقع من الأصل عن طريق فتح الباب على مصراعيه لنقد التراث. بمعنى أن تؤخذ الكتب والمقولات التاريخية على أنها مقولات قابلة للمراجعة".

أضيف بتاريخ :2016/07/06

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد