آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
حمود أبو طالب
عن الكاتب :
كاتب وإعلامي سعودي، عضو مجلس إدارة نادي جازان الأدبي , والمشرف على المنتدى الثقافي، عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان - فرع جازان.

المشاريع كلها تشكو إليك

 

 حمود أبوطالب

أقول بصدق إنني لم أشعر برغبة للكتابة عن ما حدث في جدة يوم الثلاثاء الماضي حين غرقت في مياه الأمطار وتعطلت الحياة فيها وذلك لأن ما حدث لم يكن مفاجأة لي فقد كنت أتوقعه بل وأجزم أنه سيقع، وبالتالي لم يكن محرضا قويا للكتابة عنه في حينه، وفضلت الانتظار ومتابعة ما سيقال هذه المرة من تبريرات وما سيتخذ من إجراءات. لقد كان توقعي مبنيا على ما قرأه الجميع من خلاف بين أمانة جدة وشركة المياه أو وزارة المياه حول مسؤولية تنفيذ مشروع تصريف مياه الأمطار، فإلى وقت قريب جدا وكل جهة تدعي مسؤولية الأخرى عن المشروع رغم أنه مقر منذ فترة طويلة وبالتالي لا بد أن تكون إحدى الجهتين مسؤولة بشكل أساسي عن تنفيذه، وعندما يتكرر هذا الخلاف إلى ما قبل فترة قريبة فذلك يعني أن المشروع لم ينفذ بعد، وحتما ستغرق جدة مرة أخرى. لقد فوجئنا كثيرا بل صدمنا من ذلك الخلاف غير المنطقي وغير المتوقع أبدا، لكن الأمور استمرت على ما هي عليه إلى أن وقعت الواقعة.

ولكن كأن ذلك الخلاف لا يكفي جدة، فقد نشأ خلاف آخر عن مسؤولية غرق أنفاقها الجديدة في مطر الثلاثاء، أنفاق جديدة يفترض أنها اكتملت بأفضل المواصفات والاحتياطات تفاديا لأخطاء الماضي الفادحة، لكنها سقطت سقوطا محزنا ومخجلا في أول اختبار. ومرة أخرى الأمانة تتهم شركة الكهرباء بانقطاع التيار الكهربائي عن المضخات ما أدى إلى تجمع المياه والشركة تتهم الأمانة بعدم عمل المولدات الاحتياطية التابعة لها، وإضافة إلى ذلك تم اكتشاف انسداد بعض القنوات نتيجة خلل في الصيانة.

بالإمكان أن نعيد ما فعلناه في كوارث الغرق السابقة من بكائيات على جدة لكن ذلك لن يفيد بشيء، علينا الآن أن نسأل لماذا غرقت جدة هذه المرة بعد رصد المليارات الكثيرة من أجل ألا يتكرر غرقها، وكيف تم التساهل في مشاريعها، وكيف سيحاسب المسؤولون عن ذلك، ماذا سنفعل من الآن لتكون حادثة الثلاثاء هي الأخيرة. لقد أكد أمير المنطقة أن خادم الحرمين الشريفين طلب تقريرا سريعا عنها وذلك يؤكد الاهتمام بما حدث وكذلك الانزعاج منه، ولعلنا نتطلع إلى قرارات حاسمة سريعة تنهي هذا العبث بمدينة عاثرة الحظ. عند عودة الأمير خالد الفيصل إلى إمارة مكة المكرمة كتبت مقالا عنوانه «المشاريع كلها مشتاقة لك» بعد أن لاحظنا عليها علامات الترهل ومؤشرات التأخير، والآن سنقول «المشاريع كلها تشكو إليك»، وعشمنا كبير أن تنصف شكواها اليوم قبل الغد، وتقتص لها من كل المستهترين والمقصرين والعابثين.


عكاظ

أضيف بتاريخ :2015/11/22

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد