آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الوهاب جمال
عن الكاتب :
كاتب وناشط كويتي

خور عبدالله و الإنفعال النيابي


عبدالوهاب جابر جمال ..

تابعت كما تابع الكثير من الكويتيين والعراقيين الفتنة المفتعلة بخصوص خور عبدالله، هذا الممر الملاحي الذي حسم أمره باتفاقٍ أقره مجلس الأمن الدولي بين الكويت والعراق والذي تم المصادقة عليه في بغداد بسنة 2013 تنفيذاً للقرار 833 الذي صدر في 1993 بالتراضي بين البلدين .

هذه الفتنة التي أشعل فتيلها بعض أصحاب الفتن في العراق والتي لا تخرج عن إطار إحدى هذه التحليلات الثلاث، إما للتكسب السياسي الداخلي وتصفية للحسابات بين الأحزاب العراقية ، أو للتغطية على الانتصارات التي يحققها العراق ميدانياً ضد داعش، أو بتوجيهٍ من جهات خارجية ستتضرر من بناء ميناء مبارك الكبير في القسم الكويتي من الخور والذي سيكون أحد أكبر موانئ الخليج بقدرته الاستيعابية.

وبالرغم من وضوح الرؤية بخصوص خور عبدالله و التصريحات الرسمية العراقية وإصرارها على التمسك بالاتفاقيات المبرمة بين الجانبين ، وتأكيدات المرجعية الدينية لاحترام الجيرة مع الكويت وعدم الدخول في مثل هذه الأمور، لفت انتباهي وبشكل مزعج الانفعال النيابي الكويتي وانجرارهم لبث بعض التصريحات والتي لا تصب إلا في خانة سكب الزيت على النار للتكسب الداخلي .

وكأن هؤلاء النواب أرادوا جنازة ليلطموا عليها ليفرغوا جام غضبهم على العراق، فوجدوا من إشعال بعض الحمقى العراقيين لهذا الأمر فرصة ليستثمروها للتغطية على بعض مواقفهم ، وفشلهم في تحقيق ما وعدوا الشعب به، وبدل أن يكونوا واسطة خير للتهدئة وإطفاء نار الفتنة أصبحوا يغذونها و يهيجوا الشارع الكويتي لتكتمل فصول الفتنة بين البلدين .

فلا أعلم متى سيعي هؤلاء النواب أنهم أكبر من أن يكونوا حطباً لنار الفتنة، وأن المطلوب منهم الكثير لحماية الكويت وتحصينها عن ما يحصل في دول الإقليم من فتن وحروب وأن يقودوا هم الشارع للخير والسلام بدل أن ينقادوا له في طريق الفتن، وأن يطبقوا ما أوصاهم به سمو الأمير مراراً بأن يبتعدوا عن القضايا الخارجية .

فالمطلوب اليوم هو أن يتصدى الحكماء والخيرين من رجالات البلدين (العراق والكويت) لإسكات أصحاب الفتن، و أن يتصدروا هم المشهد للعمل على تقوية الروابط بين الشعبين الشقيقين، وعلى النواب أن يبادروا للعمل على إنشاء لجان الصداقة البرلمانية والشعبية لما لها من دور وأثر كبير في إذابة جليد الخلافات .

وعلى الحكومتين أن تعمل على إسكات أبواق الفتن وخاصة الإعلامية والسياسية منها، كي ينعم الشعبين بعلاقة حسن الجوار والاحترام المتبادل فللحكومات الدور الكبير في إطفاء نيران الفتن .

أضيف بتاريخ :2017/02/12

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد