آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
فؤاد البطاينة
عن الكاتب :
كاتب بصحيفة رأي اليوم

حماس هي الهدف وقطر عنوان


فؤاد البطاينة

هل بقي من الشعوب العربية فردا ليس تغبيه حكامنا ، أم لم يبق من حكامنا من تَهُمه ورقة التوت ، فخلعوها، وهل هناك من شعوبنا ومن دول العالم من لم يعد متأكدا من صَفرية أوطاننا وشعوبنا وقضية فلسطين لدى حكامنا , والصفر لمعتبره يصنع الفرق بين الإيمان والكفر.

 إن إيغال السياسات في تجهيل وخداع الشعوب قد جعلنا وأوطاننا وفلسطين ضحية النهج السياسي الذي فُرض على الدول العربية فرضا منذ ولادتها الجديدة في القرن العشرين ولليوم بواسطة أشخاص أو عائلات تم أو يتم توظيفها لتنفيذ هذا النهج المؤدي لهلاك أمة، وليست الدكتاتورية واحتكار السلطة بالضرورة ما يزيل الأمم والدول بل المأجورة منها.

لقد كانت السياسة التعليمية القائمة على التلقين أشد مفردات النهج السياسي المفروض فتكاً بالأمة، فقد جعلتنا أمة مروضة لا تسمع إلا لمروضها ولا تنظر إلا باتجاه غمَّاية اللجام، ففي مجال رؤياها يبدأ وينتهي علم التاريخ والجغرافيا والعلوم والحقوق والحقيقة، وصرنا نعرف طريق الحقل وطريق العودة منه للزرائب دون حاجة لعيوننا أو عقولنا، ونحن محسوبين على البشرية.

بالمحصلة طوروا فينا شعبا لا يقرأ ولا يبحث، واقتصر البحث عنده عن ما يبحث عنه البعير والهذلة والأسد والنعجة، وإذا سأل سائل هل هناك من عرب بلا غمَّاية الحصان أقول له نعم إنهم من شاءت الصدف والظروف أن يرحلوا عن الوطن المرَوض لأوطان بلا مروض،هم من طوروا لأنفسهم عادة القراءة والبحث وعرفوا حقوق الإنسان والمواطنة وقدسية الوطن وعرفوا نهج حكامهم فمنهم من أصبح يمتهن السياسة ومنهم من ينتحر غيظا ويأسا.

مسألة قطر زوبعة أمريكية عابره، لكن زوبعة حماس ليست كذلك. يسقط تحليل الكتّاب والإعلاميين والسياسيين ونابشي المستور في داخل الوطن العربي منذ النكبة والى اليوم، لقد كان منتوجهم ملهاة للشعوب وحراثة في الماء وأضحوكة للأنظمة، وتسقط حراكاتهم المطالبة بالإصلاح بمعزل عن تغيير النهج السياسي، المثقفون العرب في دولهم هم بين مدجن ولابس لجام وصامت ولاعب أحبال ومنخرط في (السيستم) ومستسلم للواقع ولم يعد للبسطار حاجة.

ماذا يعني أن تكون الهجمة على حماس هو الرد العربي الرسمي المتزامن، على ما تعانيه الأمة وأوطانها ودولها وفلسطين والأقصى والاحتلال، وحماس هذه بقيت لتاريخه وحدها بكل ما تعنيه الكلمة مشكلة لإسرائيل، ووحدها من يجرؤ أن يرمي حجرا أو يرد بحجر على الاحتلال، وماذا يعني انصياع وانسجام حكام الدول العربية مع إسرائيل باعتبار حماس منظمة إرهابية وحماس التي ترى التقصير والاستسلام والتآمر العربي وتأبى مع ذلك مجرد الشتم أو اللوم لحاكم عربي أو رمي حجر على مزرعته أو تخوينه، ولم يُذكر اسمها يوما بأنها استخدمت السلاح خارج فلسطين. حماس التي لا اعرف شخصا منها، وحدها اليوم على صعيد الأمة العربية رسميا ومنظماتيا وشعبيا التي بقيت تمثل الشرف العربي والرفض العربي اتجاه فلسطين.

هل هجمة العرب على حماس مجرد إملاءات أمريكية صهيونية أم أن سلوك حماس اتجاه إسرائيل واحتلالها يهدد وجودهم أو سياساتهم فيما لو نجحت حماس أو نموذجها بكسر رهان إسرائيل على حكام العرب؟ أم السبب أكبر من هذا وذاك.

أن تقوم دولة عربية بمهاجمة حماس عسكريا يمكن تفسيره، وأن تتآمر عليها بالخفية وتحاصر غزة وتضيق الحياة على سكانها يمكن تفسيره، لكن أن تعتبر وتعلن لإسرائيل وللعالم أن حماس منظمة إرهابية، فإن تفسيره يثير الغثيان والاستفراغ، فذلك يمثل إعلانا رسميا لنا من حكامنا بأنهم في الواقع ليسوا من طينتنا وما كانوا يوما، وما كان كوهين المثال الوحيد، وأن لحظة الحقيقة قد دنت.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/06/11

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد