دولية

خبير ألماني: #بن_سلمان يريد الظهور كقائد قوي في العالم العربي


قالت DW الألمانية أن المواقف والتصريحات الأميركية من الأزمة القطرية اتسمت بعدم الاتساق والتضارب. وتساءلت هل ذلك توزيع أدوار؟ وماذا عن التطورات المحتملة لمسار الأزمة بعد تولي محمد بن سلمان ولاية العرش؟ وهل يمكن أن تكون واشنطن وسيطاً نزيهاً؟

وأجرت مقابلة مع الخبير بالشؤون السعودية والخليجية، "سيباستيان زونس". وذكرت لإلقاء مزيداً من الضوء على "التخبط" أو "سياسة توزيع الأدوار" داخل الإدارة الأميركية حيال الأزمة القطرية، وتأثير صعود محمد بن سلمان على مساراتها ومآلاتها.

وقال سيباستيان زونس: يبدو أنه يسود في الإدارة الأمريكية الجديدة مشاكل في تقييم الأزمة القطرية، مما أنتج تناقضات ومشاكل في التنسيق بخصوصها، الأمر الذي يعبر عن نفسه بالتصريحات المتناقضة للرئيس والمسؤولين الآخرين.

وعن سؤال: هل ذلك مجرد فوضى أم أن ذلك معمول بشكل ممنهج للحصول على أكبر قدر من المكاسب للولايات المتحدة؟
قال: لا يمكنني الإجابة على هذا السؤال.

 غير أن ترامب وخلال زيارته للرياض دعم، وبشدة، المصالح السعودية مما شجع العائلة الحاكمة على اتخاذ إجراءات أكثر قوة ضد قطر. الآن يبدو أنه تبين للمسؤولين الأميركيين أن الأزمة زعزعت استقرار المنطقة أكثر مما هو مزعزع وأنه من مصلحة الولايات المتحدة إيجاد حل دبلوماسي للأزمة.

مُضيفا: لذا يعتمد الأمر على أن تنتهج الولايات المتحدة خطاً سياسياً موحداً وبناءً للتأثير على السعودية وباقي الأطراف للوصول لحل سياسي. غير ذلك فإن الوضع في المنطقة سيتجه لمزيد من التصعيد والتوتر.

وبين بأن قطر مهمة من الناحية الجيوستراتيجية ومن الناحية الاقتصادية للولايات المتحدة، وخصوصاً أن قاعدة العديد الجوية في قطر ذات أهمية حاسمة للوجود العسكري الأميركي في الخليج. غير أن السعودية هي الحليف الأكثر أهمية لأمريكا تاريخياً وعسكرياً واقتصادياً. وقد عبر ترامب عن ذلك بشكل جلي خلال زيارته للرياض.

واعتقد  بأن تستمر سياسة المواجهة، التي تنتهجها السياسة الخارجية السعودية منذ عامين وخصوصاً في اليمن وحيال إيران والآن حيال قطر. أظهر الملك المستقبلي، محمد بن سلمان، مراراً وتكراراً عدم تسامحه مع خصومه السياسيين، وذلك لكي يظهر نفسه بمظهر القوي ويرسم صورة له في داخل السعودية وفي العالم العربي كقائد قوي.

مُضيفا: على أي حال آمل أن يستغل موقعه لإعادة إحياء السياسة السعودية التقليدية، التي كانت تقوم على السعي للوصول لحلول دبلوماسية خلف الكواليس وأن يكون كعامل تهدئة لا تصعيد في الأزمة القطرية. ولكن أرى مؤشرات قليلة فقط على ذلك في الوقت الحاضر.

وعن سؤال هل الولايات المتحدة جزء من المشكلة أم أنها جزء من الحل؟
يُجيب الأمران معاً. فمن ناحية يمكن للولايات المتحدة أن تمارس نفوذاً بناءً على أطراف النزاع في الشرقين الأدنى والأوسط، وخاصة على السعودية. ومن ناحية أخرى، ساهمت السياسات الأميركية الهدامة في العراق وسوريا في السنوات الماضية في تصعيد الوضع في المنطقة بشكل دراماتيكي.

مُضيفا: وفي ظل إدارة ترامب تعمق الانقسام في المنطقة، وأدت مواقفه المؤيدة للسعودية إلى تزايد التوتر مع إيران، ما يجعل التقارب الحذر بين السعودية وإيران بعيد المنال.

يُشار إلى أن "سيباستيان زونس" باحث ألماني في "الجمعية الألمانية للسياسة الخارجية" في برلين. تتركز أبحاثة على السعودية، ومنها التطور الاجتماعي والسياسة الخارجية للمملكة. ويتناول كذلك في أبحاثة مواضيع الجهادية الإسلامية وقضايا العمالة المهاجرة من جنوب شرق أسيا إلى الدول الخليجية. درس زونس العلوم الإسلامية والتاريخ الحديث والعلوم السياسية في ألمانيا، وتعلم اللغة العربية في دمشق.

أضيف بتاريخ :2017/06/23

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد