آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. محمد بكر
عن الكاتب :
كاتب صحفي فلسطيني مقيم في ألمانيا.

بين هيجان نتنياهو وسيطرة الأسد.. ماذا يقابل كفة برودة بوتين في الميزان الإسرائيلي


الدكتور محمد بكر

لم يحصد نتنياهو العائد من موسكو كلاماً يثلج ويرطب هيجانه من تفاقم نفوذ إيران في سورية، لجهة سدها للفراغ الذي سيتركه انهيار واندحار داعش بحسب المخاوف والتوصيفات الإسرائيلية، غليان نتنياهو وتكراره ذات المصطلح لجهة السعي الإيراني لتدمير إسرائيل ،قوبل ببرودة روسية منقطعة النظير أبداها بوتين خلال اللقاء، قيل أن بوتين لم يجد حرجاً في تظهير العنوان الاستراتيجي لتحالفه مع طهران ودمشق أمام ضيفه، ومدى تمتين العلاقات السياسية والعسكرية التي تجمع هذا الحلف، بالرغم من مخاوف نتنياهو الذي قيل أنه أيضاً فرد معروضه التصعيدي أمام بوتين لجهة أن إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي حيال تعزيز التواجد الإيراني في الجنوب، وأنها ستتخذ كافة الإجراءات بما فيها العسكرية.

الهيجان الإسرائيلي جاء بعد الفشل في الضغط على المسؤولين الأميركيين لتحقيق الرغبات الإسرائيلية في الجنوب، وهو ما كان بمثابة الدفن للسياسة الأميركية، فالمعزون كانوا الأميركان، والثكلى هي إسرائيل بحسب توصيف محلل الشؤون الأمنية الإسرائيلية يوسي ميلمان، الذي وجد في فرصة إقناع نتنياهو لبوتين لجهة الحد من النفوذ الإيراني في سورية، فرصة ضئيلة،  وهو ما تم ملاحظته من خلال البرودة الروسية في مواجهة شكوى نتنياهو، بل أكثر من ذلك فقد تحدث ميلمان نفسه أيضاً ونقلاً عن مصادر إستخباراتية بأن روسيا سمحت للحرس الثوري بدخول سورية خلال الفترة الماضية، للمشاركة في القتال شرق البلاد.

كتب ابراهام بن تسفي في صحيفة إسرائيل اليوم، بأن ماسماه مفتاح كبح إيران في سورية هو الآن في خزنة بوتين ، وأن استخدام الأخير له يتعلق بحجم وطبيعة الشراكة الروسية الإسرائيلية، وبنجاعة روافع التأثير الإسرائيلي، وأن بوتين ليس له مصلحة في الدخول بنفق مظلم كما في زمن الإتحاد السوفياتي، وأيام الحرب الباردة، ولاسيما فيما يتعلق بالعلاقة مع تل أبيب.

في اعتقادنا أن التطورات السياسية والميدانية الأخيرة في الميدان السوري،  والتي تَعمّق فيها الحضور الإيراني،  وكذلك تنامي العمليات المشتركة بين الجيش السوري وحلفائه، لدرجة قدّر فيها جهاز الأمن الإسرائيلي بحسب صحيفة إسرائيل اليوم بأن الأسد سيسيطر على معظم سورية خلال أشهر، وكذلك أيضاً الاتفاق التركي الإيراني لإنهاء الأكراد في الشمال، وهو ما عده الون بن دافيد فيما كتبه في صحيفة معاريف، بأنه الأهم والأخطر حالياً لجهة خسارة إسرائيل والغرب للقوة الوحيدة المتمثلة في الكرد كقوة أساسية تقاتل في سورية،  ولاننسى تعزيز الخطاب الإيراني بمايكرس المخاوف التي طرحها نتنياهو خلال لقائه بوتين،  لجهة السعي الإيراني لتدمير إسرائيل ، إذ أكد قائد الجيش الإيراني الجديد عبد الرحيم الموسوي، أن إسرائيل ستزول تماماً بعد ربع قرن، كل ذلك يشي بأن نتنياهو ربما يقدم على تنفيذ تهديداته بتوجيه عدوان على مواقع سورية، بهدف خلط الأوراق، والضغط على الروسي، ولاسيما بأن هناك ربما ” ثقة” إسرائيلية إن صح التعبير بمرور العدوان الإسرائيلي بسلام من دون رد روسي، وكذلك نستطيع القول أن أشياء أخرى في حوزة الإسرائيلي، أقلها تحالفات مع تيارات بعينها في الداخل اللبناني، ومع دول بعينها، لماقيل أنه منع إيران من إنشاء مصانع سلاح لحزب الله في لبنان،  وليس آخرها تفعيل استراتيجية نقل المعركة للداخل الإيراني، عبر أدوات جاهزة لتنفيذ عمليات وتفجيرات، تماماً كما حدث مؤخراً في طهران.

أميركا المنشغلة بأزماتها الداخلية، وكذلك الخارجية مع كوريا الشمالية وفنزويلا، تنفض غبار تدخلها في الملف السوري،  فيما تبقى العيون جاحظة، ترقب المرحلة القادمة، عينٌ على الفعل الروسي، وأخرى على الردود الإسرائيلية.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/09/01

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد