آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. محمد بكر
عن الكاتب :
كاتب صحفي فلسطيني مقيم في ألمانيا.

رسائل الدوحة وأنقرة.. الأسد المنتشي والسعودية المحشورة


الدكتور محمد بكر

تتصاعد متانة الرابط والتحالف الذي يجمع الدوحة بأنقرة، وفي أول زيارة له خارج البلاد منذ بدء الأزمة الخليجية يكمل الشيخ تميم مارسمه وزير الخارجية القطري خلال الفترة الماضية من حراك مكوكي موسع، قطر التي اختارت المضي في لعبة التحدي وشق عصا الطاعة للمملكة، أثبتت قدرتها على صياغة الظهر المتين إقليمياً، وتعزيز التواجد دولياً، وبمعزل عن صورة التحدي الحاصلة، فإنه بات واضحاً حالة الاستغلال والابتزاز التي تديرها الولايات المتحدة في إبقاء التوتر الحاصل، عندما رفضت نقل قاعدتها العسكرية من قطر إلى الإمارات وهي التي انتصرت للدول المقاطعة منذ البداية، وأياً كانت صورة الحراك القطري، سواء في المضي إلى أبعد نقطة في المواجهة،  أو الاستعداد للحوار ومكافحة الإرهاب،  كما أعلن الشيخ تميم خلال لقائه المستشارة الألمانية قبل أن يتوجه إلى فرنسا، فإنه لم يعد خافياً وليس ثمة صعوبة في تلمس مفرزات الاحتدام الحاصل خليجياً، ومعالم التحول في الملف السوري، وتحديداً للاعبين الرئيسين فيه من جهة، والشكل الجديد الذي بات عليه الميدان السوري من جهة أخرى، من دير الزور آخر الإنجازات العسكرية، إلى أستنة وماشكله ضم إدلب إلى مناطق خفض التصعيد التي من المتوقع أن تكون اليد التركية هي الطولى في تصنيع الرؤى السياسية والعسكرية في جبهة إدلب، وفق غربال أستنة وبمعايير روسية – إيرانية،  ولاسيما بعد الصفقة الأهم ( منظومة الإس 400) بين أنقرة وموسكو التي ستكون المولد لسلوك تركي مختلف عن كل الماضي، يحصد الأسد” المنتشي” ثمار إتمامها سياسياً والأهم ميدانياً، وهو ما بدأ يتأتى من حالة “الانفراط” والانشقاق التي أصابت هيئة تحرير الشام، والتي لن تكون إلا مقدمة لتسريع نهايتها.

ما نقلته صحيفة الإزفيستيا عن مصدر دبلوماسي سعودي لجهة أن المملكة بدأت تتلمس الواقع الميداني السوري بمفرزاته الجديدة، وتقبل بالأسد في مرحلة انتقالية، لكنها لن تدخر جهداً للإطاحة به في أول فرصة على حد تعبيره ، إنما يشكل أول غيث ” رفع الراية البيضاء”، ونفي رئيس الدائرة الإعلامية في وزارة الخارجية السعودية ما أعلنه نائب وزير الخارجية الإيراني لجهة طلب السعودية من طهران، التوسط لدى حركة أنصار الله من أجل تسوية الوضع في اليمن، لن يستر المأزق الذي باتت فيه المملكة محشورة في الزاوية، فاليوم الإعلان أن الحرب لن تكون حلاً للأزمات، وغداً نيران ” الربيع″ على أبواب الرياض،  وبعد غد مجهول العناوين وعلى قاعدة (تُدان كما تدين) .

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/09/17

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد