إقليمية

#تركيا تهدد باستخدام سلاح #النفط بعد تأييد الأكراد للاستقلال


هددت تركيا بفرض قيود على تجارة النفط مع اقليم كردستان، أمس الخميس، بعد تأييدهم للاستقلال عن العراق في استفتاء أزعجها في وقت تواجه فيه نضالا مسلحا من قبل حزب العمال الكردستاني .

 وقال بكر بوزداغ نائب رئيس وزراء تركيا اليوم 28 أيلول 2017 إن القوات المسلحة التركية ستتوقف عن تدريب قوات البيشمركة الكردية العراقية.

وأيد الكرد الاستقلال في الاستفتاء الذي جرى يوم الاثنين وأغضب تركيا وحكومة العراق وقوى إقليمية ودولية أخرى تخشى من أن يتسبب التصويت في خلق صراع جديد بالمنطقة.

وقال مكتب رئيس الوزراء العراقي "حيدر العبادي" الخميس إن نظيره التركي بن علي يلدريم أبلغه في اتصال هاتفي أن أنقرة لن تتعامل إلا مع الحكومة العراقية فيما يتعلق بشراء النفط من العراق.

ويأتي أغلب النفط الذي يتدفق عبر خط أنابيب من العراق إلى تركيا من اقليم كردستان وسيتسبب وقف الصادرات في ضرر بالغ لحكومة الإقليم التي تعتمد على مبيعات النفط الخام في كل عائداتها من العملة الصعبة تقريبا.

وحتى الآن لا يزال خط الأنابيب يعمل بصورة طبيعية رغم التهديدات التركية بفرض عقوبات اقتصادية على إقليم كردستان المتمتع بالحكم الذاتي، لكن المسؤولين الأتراك كثفوا الضغط على الكرد أمس الخميس.

وقال رئيس الوزراء اتركي بن علي يلدريم إن تركيا سترد بقوة على أي تهديد لأمنها القومي عند الحدود لكنه ليس خيارها الأول.

وأضاف أنه اتفق مع العبادي على تنسيق العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الحكومة المركزية في بغداد، وذكر أيضا أن تركيا وإيران والعراق قد تعقد اجتماعا ثلاثيا لمناقشة الاستفتاء.

وتخشى تركيا التي تعيش بها أكبر أقلية كردية في المنطقة وتواجه تمردا منذ ثلاثة عقود في جنوب شرق البلاد ذي الأغلبية الكردية من أن يشعل الاستفتاء توترات انفصالية داخل أراضيها.

يقول مسؤولون كرد إن بإمكانهم تحمل أي حصار اقتصادي لأن لديهم اكتفاء ذاتي فيما يتعلق بتوليد الكهرباء وإمدادات الوقود، ولديهم أيضا أراض زراعية خصبة.

ويقولون أيضا إن ثلاثة أرباع الشاحنات التي تعبر الحدود التركية تتجه إلى أراض تابعة لحكومة بغداد وليس لإقليم كردستان لذا فإن الاقتصادين التركي والعراق سيتضرران من الحصار.

لكن سيصح السفر إلى الإقليم أكثر صعوبة إذا أُغلق مطارا أربيل والسليمانية أمام الرحلات الدولية.

وازدهر إقليم كردستان في وقت كان يعاني فيه العراق من حرب أهلية لكن قد يجد صعوبة في الحفاظ على الاستثمارات إذا تعرض لحصار اقتصادي.

ويقول مسؤولون كرد إن رد فعل العبادي الشديد على الاستفتاء يبرر قرار مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان بإجراء الاستفتاء لأنهم يعتقدون أن بغداد لن تتعاون في كل الأحوال.
ويعتقد المسؤولون أنه إذا اصطفت بغداد وتركيا وإيران والولايات المتحدة والعالم ضدهم وإذا لم يصل الكرد إلى نهاية لمعاناتهم فأن برزاني قد يتعرض لضغوط في الداخل لإعلان الاستقلال.

وذكر مسؤولون أميركيون سابقون وخبراء إن حملة دبلوماسية لمنع إجراء الاستفتاء فشلت في إقناع الزعماء الكرد وهم من أقرب حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

وكانت هناك توقعات بأن تستغل الولايات المتحدة علاقاتها بالكرد لإقناع بارزاني بإلغاء الاستفتاء مقابل توفير ضمانة للمحادثات مع بغداد، وقالت واشنطن إنها لن تعترف بالاستفتاء.

وقال خبراء إن مساعي الولايات المتحدة لمنع إجراء الاستفتاء فشلت وأحد أسباب ذلك هو رغبة بارزاني المسن في تخليد نفسه في سجلات التاريخ بتلبية طموحات إقامة دولة كردية مستقلة.

وزادت بغداد الضغوط على الكرد وطالبتهم بإلغاء الاستفتاء، وطالب البرلمان الحكومة العراقية بإرسال قوات لاستعادة حقول النفط التي تخضع لسيطرة القوات الكردية.

وطالبت بغداد أيضا الحكومات الأجنبية بإغلاق بعثاتها الدبلوماسية في أربيل عاصمة إقليم كردستان.

وبدأت شركات الطيران الأجنبية في إلغاء رحلاتها الجوية إلى مطاري أربيل والسليمانية بعدما قال العراق إن الرحلات الدولية إلى المطارين ستتوقف بدءا من يوم غد الجمعة، وحثت تركيا مواطنيها على مغادرة اقليم كردستان قبل بدء تطبيق الحظر.

ورفضت السلطات الكردية مطالب الحكومة العراقية بضرورة إلغاء الاستفتاء وتسليم السيطرة على المطارين الدوليين وعرضت بدلا من ذلك إجراء حوار مع بغداد في محاولة لنزع فتيل أزمة المطارات.

ومن المقرر أن يلتقي الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في أنقرة اليوم الخميس، وشدد الزعيمان من قبل على أهمية عدم المساس بالحدود العراقية.

والاهتمام الروسي بالمنطقة آخذ في التزايد، وتزيد شركة النفط الروسية العملاقة روسنفت استثماراتها في إقليم كردستان ويبني الكرد علاقات قوية مع موسكو.

ويعتبر الكرد استفتاء يوم الاثنين خطوة تاريخية لتحقيق حلم الدولة المستقلة الذي راود أجيالا عديدة، وفي المقابل يعتبره العراق إجراء غير دستوري.

وعارضت الولايات المتحدة ودول أوروبية كبيرة وتركيا وإيران الاستفتاء ووصفته بأنه مقوض للاستقرار في وقت لا تزال تكافح فيه كل الأطراف تنظيم داعش.

وكان بارزاني قال إن الاستفتاء غير ملزم لكن الهدف منه هو الحصول على تفويض للتفاوض مع بغداد والدول المجاورة على انفصال الإقليم سلميا، ورفض العراق إجراء محادثات.

وتُرك الكرد بلا دولة بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية قبل نحو مئة عام، ويتوزع نحو 30 مليون كردي على شمال العراق وجنوب شرق تركيا ومناطق في سوريا وإيران.

ويقول الكرد إن الاستفتاء يقر بمساهمتهم في مواجهة تنظيم داعش بعد أن هزم التنظيم المتشدد الجيش العراقي، بحسب رويترز.

أضيف بتاريخ :2017/09/29

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد