آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. جمال المنشاوي
عن الكاتب :
كاتب مصري في رأي اليوم

عهد التميمي.. رمز لجيل.. لن ينكسر.. وسينتصر


دكتور جمال المنشاوي

يالها من قوة وعزة وكرامه وإباء وشمم, يالها من طاقة جبارة وثبات نفسي وثقة بالنفس مستمدة من قوة الشعور والإحساس أنها علي حق وصاحبة حق !, يالها من رسالة موجهه لمن انهزموا داخلياً  فانبطحوا خارجياً أمام عدو لا يرقب في مؤمنٍ إلاً ولا ذمة ,يالها من  طفلة تستحق  الإكبار والتقدير والتبجيل  لشجاعتها وإبائها!.

إنها الطفلة عهد التميمي التي وقفت في وجه الجنود الصهاينة المحتلين الذين أرادوا انتهاك حرمة بيتها بعد أن انتهكوا حرمة وطنها, دافعت عن بيتها أرضها الذي هو بمثابة عرضها فالأرض عرض ومن فرط في أرضه فرط في عرضه!,وقفت تنهرهم وتأمرهم وتنهاهم وهي كالأسد الهصور الذي يدافع عن عرينه ,وهم بخزي الظلم والتعدي  أذلاء أمامها وهي الطفلة العزلاء إلا من ألإيمان بعدالة قضيتها .

عهد التميمي وأطفال فلسطين العزل الذين يتمسكون بأرضهم ويضربون في كل يوم أروع الأمثلة في الشجاعه والبذل والتضحية مسبوقاً بوعي تام بحقيقة الصراع بينهم وبين الصهاينة هم من يبعثون الأمل في هذه الأمة المسكينة والمستكينة والتي ابتليت بمن يتولون أمورها فصاروا مطيه للصهاينة وحماتهم الأمريكان!

عهد التميمي وأطفال فلسطين الذين نراهم علي الشاشات يقفون عزلاً ,مكشوفي الصدور ,عراة الأبدان,يحملون حجارتهم التي هي أقوي من كل المدافع والصواريخ والترسانات المحفوظة في مخازن الأنظمة والتي تنطلق وتخرج فقط لقمع الشعوب والانتفاضات والمظاهرات حتى ولو كانت تأييداً للقدس ,هم الأبطال الحقيقيون الذين يتحملون شظف العيش ,وقلة الإمكانيات ,ومآسي الحصار المفروض عليهم من عدوٍ يتخذهم حقل تجارب لعدوانه وجبروته وإجرامه دون اعتبار لقوانين دوليه أو مشاعر أنسانيه , أو مواثيق أمميه ,عدو يجيد البلطجة ولا يهمه سوى تكريس سلطته بمساعدة قوة غاشمة كبرى تقوم بدور البلطجي الأكبر الذي يفرض سطوته وجبايته للأموال من دول آلت على نفسها إلا أن تكون في خدمته وتحت حذائه لينعم حكامها بالحماية من الشعوب وانتفاضاتها ظانين أنه سيكون طوق النجاة لهم عندما تفيق الشعوب وتقوم لتسترد حقوقها المنهوبة والمسلوبة ,ولا يعلم المساكين أن المتغطي بهذا البلطجي عريان وليسألوا شاه إيران ومبارك والقذافي وبن علي وأورتيجا في بنما ,فهم يستخدمون هؤلاء لفترة ثم يخلعونهم من أرجلهم عندما ترتفع موجة تمرد الشعوب ويعلو صوتها وزئيرها للمطالبة بحقها.!

عهد التميمي وأطفال فلسطين رمز للصمود والمقاومة ورسالة موجهه لمن يثقون وينسقون أمنيا مع هذا الكيان الغاصب من العرب أو الفلسطينيين أنهم علي خطأ ,فلا تنسيق ولا تعاون مع محتلٍ غاصب,أو منتهك غادر ,أو لئيم قاتل,وهي صفات جمعها كلها هذا الكيان الذي يغتصب ألأرض وينتهك العرض ولا يقيم وزناً لصاحب الحق ومالك ألأرض .

إن عهد التميمي ابنة قرية نبي الله صالح تمثل رمزاً تاريخياً كناقة صالح عليه السلام التي عقرها قومه فكانت إيذاناً ببداية النصر على هؤلاء المعادين للحق ..وقام الصهاينة بنفس الأمر عندما قاموا باعتقالها ووالدتها عندما ذهبت تسأل عنها ومن قبل أصابوا والدها بعاهة مستديمة أقعدته عن الحركة علاوة على عمتها التي أصابها الاحتلال أيضاً,فهي سليلة بيت اتخذ المقاومة وسيلة وطريق للتمسك بحقوقهم ,باعثين ألأمل في هذه الأمة بالبعث الجديد المقاوم للظلم والاحتلال.

إن صفعة عهد التميمي على وجه الجندي الإسرائيلي صفعة على ما يسمي صفقة القرن المطروحة الآن ومن قبلها على ماسبقها من حلول استسلاميه متمثله في كامب ديفيد واتفاقية أوسلو وغيرها من تفاهمات مع المحتل من خضوعٍ لبرنامجه الاستسلامي للشعوب العربية وعلى رأسها الشعب الفلسطيني البطل.

لن يُهزم شعب فيه عهد التميمي وحتماً سينقشع هذا الظلام ,وسيزول هذا الاحتلال طالما وُجِد جيل بصلابة وإباء وشمم عهد التميمي!

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/12/24

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد