آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. محمد بن ابراهيم الشيباني
عن الكاتب :
رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق كاتب صحفي كويتي - جريدة القبس

حمى الحرب..!


محمد بن إبراهيم الشيباني

نحن مع الشعب، الشعب هو الكل، الشعب أولاً ونحن بعده أو خلفه أو في خدمته، الذي لا يعنى بالشعب العناية الكافية لا يستحق أن يتسيده ويؤمه، التاريخ لا يكتبه الساسة ولكن يكتبه الشعب. أقوال كثيرة لو أتيت بالمزيد منها لانتهت أسطر المقالة ولما تكتب.

إذا كانت الشعوب بهذه الميزات، فلم إذا أرادت فئة منهم تمثل فئات أو غالبية أخرست وديست، وضربت بكعوب البنادق ثم ألقيت في السجون والمعتقلات؟! وما الحروب الدائرة في منطقتنا العربية إلا بسبب اعتراض أو رأي أو احتجاج لم يسمح به، فخربت الديار بسبب ذلك وانقض البناء وأميتت الأنفس ولم تقم بعد ذلك قائمة لدابة تدب على الأرض بسبب جرأة شعب أراد أن يصحح أو يقوّ.م اعوجاجاً كان موجوداً عده الراعي تحدياً وإسقاطاً لقوله وأمره!

لم يمتشق الشعب السلاح عندما احتج أو طلب الكلمة، وإنما خرج أو أرسل مندوبه برسالة يشرح فيها ما يمر به الشعب من عذاب وظلم وعبث من بطانة السوء، وبدل أن يكافئه على أن دله على مواضع الخلل الذي يؤذي الشعب ويحرمه من حقوقه أخرست ألسنة الشعب، بل قطعت عبرة لمن أراد الاعتبار حتى لا يتجرأ بمثل هذا القول في قادم الأيام أحد.

إذاً الدعاء للحاكم أن يرزقه الله البطانة الصالحة التي تعينه على الخير وتدله عليه هو مجرد شقشقة لسان خطباء وتحصيل حاصل لا فائدة منه ولا طائل، حيث إن بعضهم سعداء بوجود هذه البطانة الخربة!

حمى الحروب الداخلية في بعض بلداننا العربية هي هذه إسكات الشعوب، وما تلبث مع مرور الأيام والأزمنة إلا وقد سقطت الدول بسبب انتشار الفساد الذي حذر منه جمع لا حصر له من الساسة والاقتصاديين والاجتماعيين والعلماء لم يسمع منهم ولم يؤخذ بنصحهم أو رأيهم أو احتجاجهم.

أحزان معظم شعوبنا العربية مما جرى لها اليوم ما زالت تحتاج إلى دراسات كثيرة ليسلط الضوء على ما لا نعلمه من هذه الأحزان التي قد قتلها ولم يصلنا خبرهم إلا القليل القليل، أو لم يصلنا بتاتاً حتى ماتت وكأنها لم تكن في يوم من الأيام موجودة، ولكنها كانت لا رأي لها، بل لا صوت، فهي إذا لا تسمع لا ترى لا تتكلم، فلما قالت رأيها استخدم فيها أنواع العقوبات الموجعة حتى وصل الأمر إلى القصف من تحت وعلو ومن كل مكان.

هذه هي الحقيقة المجربة في كل الديار في القديم والحديث، فالشعوب كما قال القائل: «لا تصنع مدفعا يخرب حصنا ولا تثير حربا تدوم سنوات ويهلك بها ملايين النفوس، ولكن حكامها هم من يصنعون ذلك». والله المستعان.

• من جميل الحكم
«من خساسة النفاق أنه يتكلم بلهجة تحاذي الصدق، ويتلون بلون الواقع المحسوس».
(مـي)

القبس الكويتية

أضيف بتاريخ :2016/01/18

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد