آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
جميل المحاري
عن الكاتب :
صحافي وكاتب رأي، خريج جامعة الصداقة بجمهورية روسيا الإتحادية ومرشح نيابي مستقل للدائرة الخامسة بالمحافظة الشمالية - مملكة #البحرين

الشحن الطائفي


جميل المحاري

بداية لابد لنا أن نعزي أحبابنا وأهلنا في الإحساء على مصابهم بفقد الشهداء الذين لقوا وجه ربهم ركعاً وسجوداً في مسجد الإمام الرضا (ع) أحد بيوت الله، وندعو لجرحى الاعتداء الآثم بالشفاء العاجل، تعازي يرفعها جميع شرفاء العالم مهما كان دينهم أو مذهبهم، وسلوانا في ذلك يقيننا بأن «شهداءنا في الجنة وقتلاهم في النار».

لأيام معدودة ستصمت الأصوات والأقلام العفنة عن ترديد عبارات التخوين والتكفير العلنية، لتعود مرة أخرى تنفث فحيحها الكريه بعد أن تمر مرحلة الصدمة وتهدأ النفوس ويعود الناس لمشاغلهم وهمومهم اليومية.

خطاب يفرق ولا يجمع، يبذر الكره والحقد بين الناس بدلاً من المحبة واحترام الآخر، يتعمد التأجيج الطائفي والمذهبي، سواء عن طريق الدين أو السياسة وأحياناً كلاهما.

أسماء معروفة ومشهورة تظهر على المحطات التلفزيونية والصحف وعلى اليوتيوب، كل حسب تخصصه، فرجل الدين ينبش في التاريخ والسير والأحاديث وحتى من آيات القرآن الكريم ما يثبت به واهماً أن الآخر كافر منافق يتخذ من التقية منهجاً لحياته ودينه، ويدعو في صلواته على إخوانه في العقيدة بأكثر مما يدعوا على الكفار والملحدين، يدعوا الله بأن «ييبس الدم في عروقهم وأن يقطع أعقابهم ويبليهم بالطاعون والسرطان وكل الأمراض الخبيثة، ويبيدهم عن آخرهم، ومع ذلك لم يحاسب أو يتهم بإثارة النعرات الطائفية وحتى لم ينتقد.

أما من يمتهن السياسة منهم فإن همه الأكبر أن يثبت أن جميع المخالفين له في المذهب عملاء خونة يتبعون دولة معادية ويأتمرون بأمرها، وكأن الجميع جواسيس لهذه الدولة، معادين لدولهم، باعوا أوطانهم وضمائرهم للأعداء، ليس لهم ولاء لأوطانهم يتربصون الفرصة للقضاء على من يخالفهم، ولا يهم إن حاولوا إثبات ذلك بوقائع أو أحداث أو أرقام مغلوطة.

الشواهد كثيرة جداً وموثقة بالأسماء والتواريخ، لا يمكن لأحد إنكارها أو التحايل في تفسيرها وتأويلها، ومع ذلك لم نجد أحداً يحاكم على ازدرائه أو تطاوله على فئة كبيرة من مجتمعاتنا الخليجية، وكأن ذلك لا يعد تحريضاً علنياً على القتل ونشر التناحر بين أبناء الوطن الواحد.

في العمليات الانتحارية والتفجيرات التي عايشناها خلال السنوات القليلة الماضية هنالك عدة أطراف لايمكن تبرئتها، سواء أشاركت بشكل مباشر في القتل والتخطيط والتمويل أو من خلال التحريض أونشر الكره والفتنة.

أحد الأصدقاء قال كلاماً مقنعاً لا يمكن تجاهله، «صحيح أن الفتنة الطائفية خلقت كدمية أو لعبة في الخارج ولكن بطارياتها التي تحركها وتبعث الروح فيها هي صناعة محلية بامتياز»... نعم يمكن أن تكون الفتنة الطائفية التي نمربها اليوم تم تدبيرها من خلال مخطط خارجي يسعى لتدمير الوطن العربي، ولكن ما هو واضح أن هنالك أياد محلية تمول وتشحن وتغذي هذا المخطط، وبسوء نية وكل همها أن تحصل على المزيد من الأموال والهبات والعطايا، حتى وإن هلك الجميع.

الوسط البحرينية

أضيف بتاريخ :2016/02/02

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد