آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
مصطفى الصراف
عن الكاتب :
كاتب كويتي

محاولة للتحكُّم بمضيق هرمز


مصطفى الصراف

في مناسبات كثيرة، صرح كبار المسؤولين الأميركيين أمثال هنري كيسنجر وزير الخارجية الأميركي الأسبق، ومنذ عدة سنوات وما زال نفس المخطط يجري العمل على تنفيذه، إلا وهو الهيمنة على جميع الدول النفطية في المنطقة، بالإضافة إلى تلك الدول التي تشرف على المضائق المائية كمضيق باب المندب ومضيق هرمز، للعمل على خنق وصول الطاقة إلى دول شرق أسيا والصين، ليتم بذلك هيمنة الصهيونية العالمية على الاقتصاد العالمي، والتحكم من خلاله بمصائر شعوب العالم، ولتحقيق هذا الحلم فقد تم وعلى مراحل من الهيمنة على معظم الدول النفطية في المنطقة من خلال تنفيذ عدة سيناريوهات بداية من الستينات، كملء الفراغ، والخطوة خطوة لتحييد مصر والسيطرة على قناة السويس، والحرب العراقية الإيرانية، والاحتواء المزدوج، والفوضى الخلاقة، والشرق الأوسط الجديد، وحتى صفقة القرن، وقد أقامت أميركا في أغلب هذه الدول قواعدها العسكرية ما عدا جمهورية إيران الإسلامية، ولذلك هي تشن الحرب عليها لاحتوائها، وكذلك اليمن، حيث دلت الأبحاث على وجود بحيرات نفطية في منطقة مأرب، بالإضافة إلى الحاجة إلى ميناء عدن ومضيق باب المندب.

ومن هذا المخطط كانت الحرب على العراق، ثم الحرب على سوريا، وها هي القوات الأميركية تزرع قواعدها في سوريا شرق الفرات، وقد أجرت صفقة مع تركيا، وهي العضو في حلف الناتو لتعطيها شرعية البقاء هناك بحجة حماية حدودها من هجمات داعش، وقوات سوريا الديموقراطية الكردية (قسد) بينما الهدف هو الهيمنة على منطقة شرق الفرات، لما تزخر به من ثروة نفطية هائلة، ولذلك فان الصهيونية العالمية تسعى بكل الوسائل اليوم لإسقاط النظام في إيران، أو رضوخه للمطالب الأميركية بدخول بيت الطاعة (ويا دار ما دخلك شر) ولذا وكوسيلة ضغط، سيهدفون إلى إقامة قواعد قريبة للتحكم في مضيق هرمز ومواجهة إيران بصورة مباشرة للتضييق عليها وابتزازها كجزء من الحرب بالضغط عليها، ولكن هل يا ترى ستبقى شعوب المنطقة راضخة لتنفيذ هذا المخطط الحلم؟! وإلى متى؟ لقد قاوم الشعب والنظام العراقي هذا المخطط، وما زال يقاوم، كما قاوم الشعب السوري هذا المخطط وما زال يقاوم، وكذلك يفعل الشعب اليمني وسيظل يقاوم.
 
جريدة القبس الكويتية

أضيف بتاريخ :2018/11/07

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد