آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
سامي بخوش
عن الكاتب :
كاتب جزائري

هل تصدق نبوءة الصهاينة: حرب شاملة… وإسرائيل الخاسر الأكبر

 

سامي بخوش

عندما تقرأ تقريرا حربيا، يدرج في صفحاته حروبا و فوضى إقليمية زاحفة إلى الشرق الأوسط فأهلا بك في بلد الصهاينة .

التقرير الذي نشره الكيان الصهيوني من ّمعهد أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ التابع لجامعة تل أبيب ّ للعام الجديد 2019، يعد الأخطر والأهم في هذه المرحلة ككل، نظرا لما يحمله من معطيات و تأويلات وإحتمالات قد تتحقق في أي لحظة من هذا العام الجاري .

ربما لا نبالغ إن قلنا أن هذا التقرير المتواجد الآن بمكتب رئيس الكيان العبريّ، رؤوفين ريفلين، في مقرّه بالقدس المُحتلّة، يعكس الوضع المتأزم داخل الكيان الصهيوني الهش ، إذ أنه سلط الضوء على التحديات التي تقف في وجه اسرائيل في قادم الأيام ، سواءا كان ذلك داخل فلسطين المحتلة  من حماس و الضفة الغربية أو تحديات خارجية من حزب الله و سوريا رفقة إيران .

فبعدما قدم بالأمس اللواء جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني وعدا بأن تتحول إسرائيل إلى كومة رماد ، برجمها بآلاف الصواريخ ، جاء هذا التقدير السنويّ لمركز أبحاث الأمن القوميّ ، حيث توقع احتمالٌ كبيرٌ لاندلاع مُواجهةٍ عسكريّةٍ واسعةٍ وشاملةٍ خلال العام 2019
وهذا بعدما أوضح تقدير المعهد، الذي شارك في إعداده العديد من الجنرالات والوزراء والضباط الإسرائيليين، أوضح أنّ معظم الجبهات المحيطة بإسرائيل باتت شبه متفجرة، بانتظار الصاعق الذي قد يشعلها: سوريّة، لبنان وقطاع غزة، ورغم وجود حالة من الردع المتبادل بينها وبين إسرائيل، فإنّ هناك احتمالاً كبيرًا لاندلاع مُواجهةٍ عسكريّةٍ واسعةٍ وشاملةٍ، وفق التقدير.

ربما يقودنا هذا إلى سؤال مهم ،وهو:  ما علاقة الانسحاب الأمريكي من شرق سورية بالحرب التي توقعتها إسرائيل ؟

إن كنا على صواب فإن هناك  جوابا” واحدا عن هذا السؤال وهو أن ترمب أراد أن يفر بجلد جنوده قبل أن يتحولوا الى فريسة سهلة كما حدث لجنوده الخمسة في منبج قبل يومين  .

،فلماذا يقاتل ترمب بجنوده ما دام هناك حلفا عربيا مزعوم يتبلور في الافق ، من اولئك الطامحين للمحافظة على عروشهم ، دون أن ننسى  الباحثين  عن الرز لاسكات البطون ، و نعتقد أن هذا لا يحتاج إلى شرح أو تفسير .

سوريا التي أرادو لها الدمار تتحول بسرعة إلى أكبر تحدي إقليمي في وجه إسرائيل ، التي تستعد إلى حرب شاملة في هذا العام وفق ما اعلن عنه معهد الأمن القومي الذي أعلن أن المواجهةٍ العسكريّةٍ ستكون شاملةٍ، و لن تكون على جبهةٍ واحدةٍ انفراديّةٍ، فقد تجد إسرائيل نفسها أمام “حرب الكل”، بحيث تُواجِه: إيران، سوريّة وحزب الله في الشمال، والمنظمات الفلسطينية في قطاع غزة جنوبًا، بالإضافة الىىانتفاضة مسلحة في الضفة الغريية ، الأمر الذي يتطلّب منها أنْ تكون مستعدّةً لها حسب التقرير دائما الذي نشرته عدة مواقع مقربة من بيت العنكبوت .

الهلع المتزايد في أوساط الصهاينة من حصار ناري قد يؤدي إلى نسفها من على وجه البسيطة ، هو حقيقة بات يشعر بها أغلبية الإسرائليين أن لم يكن كلهم ، خصوصا إذا كان المعهد الذي أصدر هذا التقرير
يديره الكثير من  الباحثين من جنرالات الجيش السابقين وباقي الأذرع الأمنيّة، علمًا أنّ رئيسه هو الجنرال احتياط، عاموس يدلين، قائِد شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) سابِقًا.

تعرضنا للكثير من الانتقادات عندما كتبنا في عدة مناسبات أن الكيان بات يعاني من أزمات و اخفاقات عديدة قد تعجل بزواله ، وأن الخوف يتغلغل في قلوبهم ، بعودة سوريا و ازدياد قوة محور المقاومة ، وها قد شهدوا على أنفسهم اليوم بأن الحرب القادمة هي الأخيرة في المنطقة  .

و بما لا يدع مجالا للشك فيما قلناه ، ما قاله مُفوّض مظالم الجنود في جيش الاحتلال، الجنرال في الاحتياط، يتسحاق بريك، الذي شدّدّ في تقريره الأخير على عدم جاهزية واستعداد الجيش الإسرائيليّ للحرب القادِمة، وأكّد على أنّ جيش المُشاة يُعاني من قصوراتٍ كبيرةٍ وخطيرةٍ جدًا، ستؤدّي إلى مقتل ألآلاف في المُواجهة القادِمة، كما قال في مقابلةٍ مع شركة الأخبار الإسرائيليّة.

ولولا خشيتنا من الاطالة لشرحنا اكثر كيف ستتم المواجهة القادمة ، وماهي الاطراف الدولية الكبرى التي ستنخرط في الحرب ؟

إسرائيل اليوم هي أضعف حلقة في الشرق الأوسط ، رغم الدعم الامريكي ، والحلف الذي ستقوده رفقة الأعراب ، فالمصير الذي ستواجهه حاصل لا محالة طال حدوث ذلك ام قصر فلا أمريكا و لا عربان المطبعين يمكنها انتشال الكيان السرطاني من مستنقع أزماته .

دائما نؤكد أننا لا نقرأ طالع النجوم و لكن إيماننا القوي بقضايانا العربية و الإسلامية يجعلنا نتطلع خيرا لما هو قادم في مقتبل الأيام ، ذلك أن امتنا مازال فيها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، أما من قضى نحبه لله دره و ٱما من ينتظر فإننا معه منتظرون ، وستنتصر جيوشنا الشريفة على كل نكبات زمانها ..

والأيام بيننا .


صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2019/01/19

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد