التقارير

تقرير خاص: تحت الطاولة.. خلاف سعودي-إماراتي تزكّيه القيادات العليا

 

محمد الفرج

"على مستوى القيادات العليا،" هكذا تم وصف الخلاف السعودي-الإماراتي الحالي فيما يتعلق بالحرب على اليمن، إذ فعلياً يمكن القول إن "التحالف العربي" بدأ يتقهقر ونذكر هنا بانسحاب المغرب أيضاً من التحالف السعودي هذا.

الخلافات الكبيرة بين الإمارات والسعودية على مستوى القيادات العليا خلف الكواليس، أكدتها صحيفة "ذي أتلانتيك" الأمريكية مرجعة سببها للحرب على اليمن واغتيال الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي، وهما السببان اللذان خلفا خلاف بين السعودية وعدة دول أخرى، من بينها تركيا.

فبعد أن كان محمد بن زايد ولي العهد في الإمارات، يقف قوياً خلف محمد بن سلمان ولي العهد في السعودي، ويسانده بكل التحركات السياسية والعسكرية والاقتصادية، بدأ هذه التحالف بالتقهقر إثر خلافات حول قضايا ساخنة في المنطقة.

ومع امتلاك كلٍ منهما شخصية نقيضة عن الآخر، ظهرت اختلافات بداية في اليمن وذلك بسبب اختلاف هدف كل منهما في الحرب اليمنية.

بالإضافة إلى الخلاف الحدودي التاريخي والخوف الإماراتي من التغول السعودي في اليمن؛ نشأت خلافات كبيرة وتضارب في المصالح في الإقليم بين السعودية والإمارات، نتيجة للتحالف بينهما لقيادة الحرب على اليمن، والسبب في ذلك هو أن الإمارات بدأت تمس المصالح السعودية تدريجياً.

فالإمارات، منذ تأسيسها وحتى عام 2010؛ كانت دولة ثريّة لا تترجم فائض ثروتها إلى نفوذ سياسي في محيطها العربي، وتكتفي بإقامة علاقات سياسية تابعة للسعودية مع تذمّر وتوجس دائميْن، يترجمان إلى منافسة إماراتيّة محمومة للسعودية في التسلح والإنفاق العسكري.

والخلاف الآخر في قضية سعد الحريري، حيث دفع رجل أبو ظبي ماكرون للتدخل لصالح رئيس الوزراء اللبناني والذهاب إلى الرياض في شهر تشرين الثاني 2017 لتحريره.

أما في قضية مقتل جمال خاشقجي، فقد تضررت دول  الخليج كاملة منها، وحاول ابن زايد التخفي من العاصفة الإعلامية التي رافقت القضية، وأظهر تضامناً شفوياً بسيطاً لإبن سلمان، الأمر الذي اعتبره ولي العهد السعودي خطوة متواضعة جداً.

في خلاصة التحليل؛ تبدو الإمارات مصممة على المضي بإستراتيجيتها ما يعطي فرصة لتوسع الخلاف مع السعودية مستقبلاً، ويعني أيضًا قدوم معركة طاحنة بين السعودية والإمارات ستدور رحاها في اليمن أولًا، وستكون معركة هامّة؛ كون الإمارات تضع كل ثقلها السياسي والمالي والعسكري لاغتنام هذه الفرصة التاريخيّة لوراثة التركة السعودية في اليمن.

أضيف بتاريخ :2019/02/12

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد