التقارير

تقرير خاص: هل ستورط #السعودية نفسها بعملية "ردع رابع"؟



محمد الفرج..

لا شيء ثابت والمعادلات تتغير، والقوي اليوم ضعيف غداً والعكس صحيح، وقواعد اللعبة دائماً تتغير لصالح الأقوى، وفي مثال استهداف أرامكو الأخير، فإن العامل المُغيِّر لقواعد اللعبة في أسواق النفط العالمية هو جرأة الهجوم من قبل "أنصار الله"، وفي دقته وفي كشفه لضعف البنية التحتية النفطية السعودية. والآن بات الجميع يعرفون أنَّ بإمكان هذا أن يحدث مجدداً ومجدداً.

والمثير للريبة في هذه الاستهداف عدة أمور، أبرزها أن أرامكو لم تعقّب على إعلان استهداف منشآتها في مدينة ينبع الساحلية، وهو أمر معتاد تمارسه السعودية في إطار التعتيم على الضربات النوعيّة التي تتلقّاه، لكن حجم الضربة من جهة، وعمليات التصوير العفوية التي ينقلها السعوديون من جهة أخرى، تؤدي إلى فشل التعتيم السعودي الذي يعدّ أبرز دلالة على قوّة العمليّة.

تأتي عملية توزان الردع الثالثة هذه التي استهدفت شركة أرامكو في ينبع الساحلية، بعد توازن الردع الأولى التي استهدفت حقل ومصفاة الشيبة التابعة لشركة أرامكو شرقي السعودية، وتوازن الردع الثانيّة التي استهدفت بقيق وخريص، لتحمل معها جملة من الرسائل الاقتصاديّة والسياسيّة، وهنا نشير إلى التالي:

أولاً: لا شكّ أنّ عملية استهداف العمق السعودي تعدّ ردّاً طبيعياً ومشروعاً على استمرار العدوان والحصار، وكذلك ردّاً على المجازر التي تستهدف المدنيين، ليس آخرها المجزرة التي حصلت في محافظة الجوف اليمنية وراح ضحيتها 32 شهيداً بينهم أطفال ، فعملية استهداف عمق مملكة العدوان بقصف شركة أرامكو في ينبع تأتي في إطار الرد الطبيعي والمشروع على استمرار العدوان والحصار، واستمرار ارتكاب الجرائم .

ثانياً: يهدف التحوّل النوعي الجديد لرفع مستوى الضغط على السعودية لوقف عدوانها.العملية تضمّنت استخدام 12 طائرة مسيّرة من طراز صماد 3 أثبتت فاعليتها في الميدان ومسرح العمليات العسكرية، في حين أن الصواريخ المستخدمة عالية الدقّة قدس وذوالفقار أثبت مجدداً ما هو مؤكد، أي فشل الدرع الصاروخي والباتريوت الأمريكي في صدّها.

السعودية التي تدفع مليارات الدولار لاستيراد المنظومات الصاروخيّة تدرك جيداً عدم فاعليتها في صدّ الصواريخ اليمنية المجنّحة، وبالتالي هي اليوم أمام خيارين: إما وقف العدوان، أو تلقّي المزيد من هذه الصواريخ.

كما المرة السابقة، الضرر الذي سيلحق بأسواق الطاقة والاقتصاد العالمي سيكون أعمق ، فهذه الهجمات رفعت الستار عن ضعف السعودية وقدرتها على الدفاع عن أرامكو ومنشآتها الإنتاجية.

وبالتبعية، فإنَّ الهجمات تطعن مباشرةً في التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن حركية أسواق الطاقة العالمية وإمكانية الوصول إليها.

وقع الهجوم على السعودية، لكنَّه في الواقع هجومٌ على الولايات المتحدة والتزامها القيادي في شبه الجزيرة العربية وخارجها، واليوم يعيش النظام السعودي حالة من الخوف والهلع، لا يعلم بالقادم في حالة استمرّ في عدوانه، فهل سنكون بعد أيام أمام توازن ردع رابع؟ وبالتالي فإن العملية الرابعة في حال استمر العدوان ستكون أشدّ إيلاماً للنظام السعودية من العمليات الثلاث السابقة، فهل تضع الردع الثالثة حدّاً للعدوان على اليمن؟
 

أضيف بتاريخ :2020/02/26

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد