آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. محمد بكر
عن الكاتب :
كاتب صحفي فلسطيني مقيم في ألمانيا.

الأهم من تظهير القدرات.. مالذي أراد حسن نصر الله إيصاله من لقائه مع الميادين؟

 

د. محمد بكر

كان بدهياً أن يكشف الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في مقابلة مع الميادين عن قدرات الحزب العسكرية وتضاعف أعداد الصواريخ التي في حوزته مقارنة بالعام الماضي، ولاسيما في توقيت يُسخّن فيه نتنياهو الأجواء لاستفزاز إيران وجرها نحو مواجهة عسكرية قبيل وصول بايدن ،كما ذكرت صحيفة هآرتس نقلاً عن مصادر أمنية رفيعة ، وللرد على ماذكره عاموس هارئيل الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية لذات الصحيفة ، وهو المقرب كثيراً من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، لجهة أن حزب الله ينشر بصورة واضحة أنه خارج لعبة الثأر الإيرانية فيما يتعلق باغتيال قاسم سليماني والعالم محسن فخري زادة، وعند هذه النقاط يظهر اعلان الأمين العام في إطار تظهير القدرات، وأنه حاضر في أية مواجهة وليس مردوعاً كما تروج وسائل الإعلام الإسرائيلية.
اللافت في لقاء الأمين العام وهو الأهم ، وبعيداً من منطق الردود على النظريات والسلوكيات الإسرائيلية هو كشفه عن دور اللواء قاسم سليماني والرئيس الأسد في إيصال صواريخ الكورنيت إلى غزة ،وتحديداً لحركتي حماس والجهاد ، وأن حماس أخفت هذه الحقائق عن قواعدها السنية والحركات المنخرطة في تنظيم الإخوان المسلمين التي كان لها دور مساند للثورة السورية ضد الأسد ، وإعلانه عن دور فصائل المقاومة العراقية الشيعية في مقاومة الاحتلال الأميركي جنباً إلى جنب مع نظيراتها السنية ، وتوجيه رسائل الحب لفلسطينيي 48 وأنهم أكثر رغبة بتحرير فلسطين، هو يأت في إطار مايمكن تسميته” بخطاب التعويض ” عن مرحلة انحرفت فيه البوصلة كثيراً وتحول الصراع مع الكيان الإسرائيلي من مركزي مبدئي إلى فرعي محلي، مع تنظيمات وفصائل مسلحة وتحديدا في الداخل السوري واللبناني ، وفي توقيت تتكاثر فيه الاعتداءات الاسرائيلية على سورية من دون رد رادع للأسد والجيش السوري ، وصمت غير مبرر لإيران على جملة الاغتيالات بحق قادتها وعلمائها، كل ذلك يجعل إيضاح وتظهير مناقب لشخصيات بعينها في زمن مر عليه سنوات عديدة ،هو من الأهمية بمكان ولاسيما إذا ماصحت المعلومات أن قرار ضرب إيران قد اتخذ ، من هنا يأت إعلان نصر الله في إطار التحشيد ووضع الاقتتال الطائفي جانباً والاستعداد للمواجهة وتعويض القاعدة الشعبية ومرحلة بعينها كان شخص السيد حسن نصر الله والرئيس الأسد الأكثر شعبية ولاسيما في الداخل الفلسطيني المحتل وتحديداً أراضي 48 وقد غيرت الحرب السورية وهزت إلى حد بعيد تلك الصورة الراسخة.
الاعتقاد الأكثر حضورا هو أن محور المقاومة يكتفي بإرسال الرسائل ولن يقدم على رد على الإهانات الأميركية والإسرائيلية المتكررة، إلا إذا بدأ الطرف الٱخر بالمواجهة فعندها يغدو الرد على قاعدة مجبرٌ أخاك لا بطل وتالياً يبدو كل ما قاله نصر الله ضرورياً ومُلحّاً .

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2020/12/30

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد