التقارير

#تقرير_خاص : في يوم #اليمن العالمي.. هل تخرج #السعودية منه في 2021؟

 

محمد الفرج...

لا يُظهر النزاع في اليمن أي مؤشرات حقيقية على الانحسار مع دخوله عامه السادس، بل تُرتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك ما قد يصل إلى جرائم حرب، في جميع أنحاء البلاد. 

تشير التقديرات إلى أن مئات الآلاف من اليمنيين لقوا مصرعهم نتيجة القتال والأزمة الإنسانية، في غضون ذلك، اشتدت أزمة إنسانية من صنع الإنسان مع ما يقرب من 16 مليون شخص يستيقظون جوعى كل يوم.

وأمس، وتحت شعار "أوقفوا_الحرب_اليمن" الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي يطلقون صرخة تطالب التحالف السعودي بإيقاف حربها على الشعب اليمني، ويدعون إلى إيصال المساعدات في ظل انعدام الأمن الغذائي.

حيث تكالبت دول "التحالف العربي" على اليمن حتى بات يتغلغل فيه الجوع والاوبئة وفي مقدمتها وباء كوليرا، وتحالف معهم لاحقا فيروس كورونا، حتى بات نصف هذا الشعب على حافة المجاعة، بينما يعتبر معدل وفيات فيروس كورونا في اليمن ، الاسوأ في العالم، حيث يموت ۱ من ٤ اشخاص يصابون بالفيروس.

إضافةً إلى ذلك، لم يعد المواطن اليمني يثق بنجاح التسويات بعد أن اختبر الكثير منها، حتى وإن كانت برعاية أممية، وذلك بعدما أخفقت اتفاقات أخرى أُبرِمت مؤخراً في تلبية التوقعات.

لكن المشكلات الاقتصادية المتزايدة تجبر الدول الكبرى على إعادة توجيه بوصلتها نحو حل المشكلات الداخلية، وإعادة النظر في العلاقات مع الحلفاء، والمبادئ التي كانت تستند إليها التحالفات في السابق، ومنها السعودية.

إذ تحاول الولايات المتحدة الأمريكية امتصاص آخر قطرة من رحيق الحلفاء، ويمكننا بهذا الصدد العودة إلى عقود الأسلحة مع السعودية، وفي الشرق الأوسط، واجه مجلس التعاون الخليجي والمملكة العربية السعودية تحديا مماثلا فقد تمرّدت قطر علنا، في الوقت الذي تلعب فيه الإمارات دورا مستقلا على نحو متزايد، بما في ذلك في اليمن، فيما يستمر تدهور الوضع المالي في الخليج، سواء بسبب انخفاض أسعار النفط، أو بسبب الجائحة المستمرة، وفي إطار الأزمة الاقتصادية العالمية المشتركة.

أما المملكة العربية السعودية نفسها، فتعاني من عجز كبير في الموازنة، وتحتاج إلى المال، لهذا كان على الكويت والإمارات تقديم المساعدة للرياض من خلال شراء جزء من أسهم أرامكو السعودية كجزء من الاكتتاب العام للشركة، أي أن الشكوك تحوم حول آفاق نمو الإيرادات في الرياض.

في ظل هذه الظروف، كان من المفترض أن تكون قد نضجت لدى الرياض رغبة قوية في إنهاء الحرب في اليمن، لكن في قضية خروج السعودية من اليمن، تواجه الرياض صعوبات، لغياب الهدف من الحرب أساساً، ومهما كان الأمر، فقد أصبح وضع اليمن بالنسبة للسعودية بنفس كارثية الوضع الذي أصبحت به أفغانستان بالنسبة للولايات المتحدة، حيث لا يمكن المغادرة، ويستحيل البقاء.

أضيف بتاريخ :2021/01/26

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد