التقارير

#تقرير_خاص : "#مبادرة_السعودية" إقرار رسمي بالهزيمة ومحاولة استجداء منفعة أخيرة

رائد الماجد..

لا يبدو حتى الآن وجود رغبة حقيقية لوقف حرب اليمن التي تكمل هذا الأسبوع عامها السادس. فالأطراف المشاركة فيها كافة تسعى لتقوية موقفها التفاوضي بتحقيق انتصارات ميدانية جديدة فيما تحصد الحرب أرواح الأبرياء وتفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.

وكانت هناك آمال عريضة بأن يؤدي وصول جو بايدن إلى الرئاسة في الانتخابات الأخيرة لوقف إطلاق النار، ولكن بعد مرور شهرين على استلامه مقاليد الرئاسة لا يبدو الرئيس الجديد في عجلة من أمره. 

ففي ما عدا قرار بوقف تزويد السعودية بأسلحة يمكن استخدامها في الحرب، لم تكن هناك قرارات توحي بقرب انتهاء العمليات العسكرية التي لم تتوقف، وهناك الآن تسخين ميداني خطير في محيط مدينة مأرب، بينما تؤسس الأطراف المشاركة بالتحالف لما اسمتها مبادرة إنهاء الحرب على اليمن، محاولة قطع الطريق على أنصار الله ولمنع سيطرتهم على مارب.

حيث زعم وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود أن “بلاده تطرح مبادرة سلام جديدة لإنهاء حرب اليمن، تشمل وقف إطلاق النار في أنحاء البلاد تحت إشراف الأمم المتحدة، وتخفيف حصار ميناء الحديدة وإيرادات الضرائب من الميناء ستذهب إلى حساب مصرفي مشترك بالبنك المركزي، والسماح بإعادة فتح مطار صنعاء لعدد محدد من الوجهات الإقليمية والدولية المباشرة”.

وفي أول رد لهم على المبادرة السعودية لإنهاء الحرب في اليمن، أكد أنصار الله أن "فك الحصار" لا يتطلب مبادرة، مشيرين إلى أن على السعودية وقف عملياتها العسكرية لا إعادة طرح أفكار نوقشت سابقا، وأن “أي مبادرة لا تلتفت إلى الجانب الإنساني فهي غير جادة”.

لكن حقيقة الميدان اليمني تكشف أمراً آخراً ، فلولا تضييق "أنصار الله" الخناق على السعودية في مأرب لما طرحت المملكة هذه المبادرة، ومن خلال تحرير هذه المدينة ستكون قد طهرت شمال اليمن من السعوديين ومرتزقتهم ، وثانياَ أن الجنوب اليمني لا يرغب أبدا بأي تواجد لحكومة الرئيس اليمني الفار عبد ربه منصور هادي إلى درجة أنه وخلال الأسبوع الماضي أرغم رئيس ووزراء حكومة هادي على الهروب من قصر المعاشيق إثر اقتحامه من قبل الجماهير في عدن ، وثالثاً أن السعودية وخلال الفترة الأخيرة بقيت وحيدة في اليمن أكثر من أي وقت آخر ، وحتى ابن زايد الحليف الوحيد المتبقي من الاتئلاف المفكك في اليمن لم يعد له أي تواجد رسمي أو إعلامي إلى جانب ابن سلمان ، واخيرا إن خدعة ومزاعم السعودية بشان الدفاع عن حكومة هادي لم تعد تنطل على أحد.

لم يعد أمام السعودية إلى الاعتراف بالهزيمة في الحرب التي فرضتها على اليمن منذ ست سنين، فبعد الكثير من الضربات الموجعة التي تلقتها مؤخراً والتي استهدفت عصبها الاقتصادي وبات أمن المملكة مهدد، ليس أمامها إلى التهدئة والخروج من هذه الحرب بما بقي لها من ماء وجه، والكرة الآن بملعب "أنصار الله".

أضيف بتاريخ :2021/03/23

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد