التقارير

#تقرير_خاص : #اليمن تهدد بتعميق الخلاف بين #الإمارات و #السعودية

 

محمد الفرج....

تتجه الأنظار إلى الإمارات مع تزايد تدخلها في جنوب اليمن وجزيرة سقطرى بالرغم من ادعائها المتكرر بالانسحاب العسكري من البلاد، ويشكل ذلك تحدياً لحليفتها التقليدية السعودية في وقت يتسع فيه الخلاف بين البلدين.

ومرة أخرى يتراجع اليمن في قائمة أولويات المجتمع الدولي بالرغم من الحرب التي يدفع ثمنها اليمنيون، وفي الشمال، تواصل قوات الحوثي هجومها على مدينة مأرب في محاولة للاستيلاء على المحافظة وتعزيز هيمنتها على البلاد.

وفي فبراير/شباط الماضي، وعد الرئيس الأمريكي "جو بايدن" بإنهاء حرب اليمن ووقف مبيعات الأسلحة للسعودية لكن فشلت واشنطن منذ ذلك الحين في وضع حد لآلة الحرب، وبالرغم أن واشنطن ضغطت إلى حد ما على المملكة، لكن الزيارات المتكررة للمسؤولين الأمريكيين إلى الخليج فشلت في إبرام تسوية بين "أنصار الله" وحكومة "هادي"، كما أن تراجع التركيز على دور الإمارات شجعها على مواصلة سياستها في اليمن من أجل تعزيز مصالحها.

وواجهت الإمارات انتقادات بسبب انتهاكاتها الصارخة لحقوق الإنسان والتي تجلت في السجون التي تديرها وشهدت أساليب تعذيب ترجع للعصور الوسطى.

لذلك تبنت الإمارات استراتيجية مختلفة، فقد واصلت دعم "المجلس الانتقالي الجنوبي" وشكلت معه علاقة تبادل منفعة، بحيث تسيطر أبو ظبي على موانئ جنوب اليمن وموارده الطبيعية، فيما تدعم "المجلس الانتقالي الجنوبي" في إقامة دولة جنوبية مستقلة وفق حدود ما قبل التوحيد عام 1990.

تعمق الشرخ السعودي الإماراتي

يأتي تعزيز النفوذ الإماراتي في وقت تبتعد فيه الإمارات عن السعودية وتعيد توجيه سياستها الخارجية لترسيخ نفسها كقوة إقليمية مهيمنة، ويعني ذلك أن هذه التحركات تخاطر بتعميق الشقاق بين القوتين الخليجيتين بالرغم أنهما أدارتا في السابق خلافاتهما بشأن اليمن.

ويبدو أن القوات السعودية ألغت رحلة طيران إماراتية إلى سقطرى في 21 سبتمبر/أيلول، ما يشير إلى أن تنافس هادئ قد يكون له تداعيات ملموسة.

وفي السابق، استخدمت الإمارات موقف السعودية الأكثر عدوانية كستار دخان كثيف لتعزيز نفوذها الإقليمي. ومع ذلك، فإن النهج الإماراتي المتباين بشأن اليمن يشير إلى أنها كانت حريصة دائمًا على تحدي الهيمنة التقليدية للرياض بالرغم أنها اتخذت نهجًا محسوبًا أكثر بعد أن انكشفت نواياها في أغسطس/آب 2019 عندما قصفت قوات "هادي".

أما الآن بعد أن أصبحت الإمارات ترى السعودية في وضع أكثر ضعفًا - لا سيما وأن إدارة "بايدن" حاولت تقليص التدخل العسكري للمملكة في اليمن – فقد أصبح لدى الإمارات مساحة أكبر لتعزيز نفسها.

لكن حرب اليمن ليست القضية الوحيدة التي تثير الخلاف بين السعودية والإمارات. ففي يوليو/تموز، تحدت أبوظبي خطط السعودية لخفض إنتاج النفط مما أثار حالة من الفوضى داخل "أوبك +"، كما نمت المنافسة الاقتصادية بين الجانبين هذا العام. ويمكن أن تكون هذه الخلافات دافعًا وراء العمليات الإماراتية الحالية في اليمن وتحديها للسعودية.

في غضون ذلك، سعت أبوظبي إلى تقديم وجه أكثر قبولا لدى المجتمع الدولي وقد شمل ذلك التقارب مع خصميها اللدودين "تركيا وقطر" مما دفع بعض المراقبين للاعتقاد أنها تتبنى موقفًا أكثر دبلوماسية بعد سنوات من العداء الجيوسياسي.

وفضلا عن ذلك، عززت الإمارات علاقاتها مع الصين وإيران مع تراجع نفوذ واشنطن في الشرق الأوسط.

ومع ذلك، فإن التدخل الإماراتي المستمر في اليمن يشير إلى أنها لا تزال تطمح إلى تعزيز نفوذها الإقليمي، وأن إنقاذ صورتها العالمية المتدهورة كان من الأهداف الرئيسية لمصالحتها مع خصومها السابقين.

أضيف بتاريخ :2021/10/09

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد