التقارير

#تقرير_خاص : بعد فشل محاولاتها لسنوات.. #السعودية تتبع نهج جديد لتدمير #لبنان

 

رائد الماجد...

أثار "قرداحي" الاستنكار، عندما وصف الحرب اليمنية بـ"العبثية"، وقال إن "أنصار الله" كانوا يمارسون الدفاع عن النفس ضد العدوان السعودي، وهو ما ضرب وتراً حساساً لدى السعودية بشكل خاص، وبعد ساعات استدعت سفيرها لدى لبنان، وطردت السفير اللبناني في الرياض، ثم أوقفت جميع الواردات من لبنان وأغلقت استوديوهات "MBC" في بيروت.

وخلال اليومين اللاحقين، قطعت البحرين والإمارات والكويت العلاقات مع لبنان، مما قد يتطور إلى مقاطعة عربية مماثلة لتلك التي فُرضت على قطر في 2017-2019.

لكن لبنان ليست قطر ولا يمكنها تحمل أي نوع من المقاطعة، فليس لديها احتياطي غاز ضخم تعتمد عليه ودخلها الوحيد يأتي من السياحة -من دول الخليج بالأساس- ومن العمليات المصرفية العربية، والتي تعرضت لتوقف صارم في السنوات الأخيرة بسبب انهيار القطاع المالي اللبناني.

ويعاني الاقتصاد اللبناني المأزوم منذ عامين من نقص حاد في الدولارات الأمريكية وانخفاض في قيمة عملته المحلية وصل إلى 90%، مما أزّم العديد من اللبنانيين ماليًا، كما أن الدولة اللبنانية مفلسة وكانت تعتمد على المساعدات الدولية لتسيير الأمور، وكانت أحدث هذه المساعدات قرض بقيمة مليار دولار من صندوق النقد الدولي، وهذا ليس سوى جزء مما يطلبه لبنان في الأصل (ما لا يقل عن 9-10 مليارات دولار أمريكي).

ومن المقرر عقد جولة جديدة من المحادثات في نوفمبر/تشرين الثاني ولكن قد يتم تأجيلها بسبب الفيتو السعودي، أو إذا سقطت حكومة "ميقاتي" بسبب "جورج قرداحي".

ويقدر صندوق النقد الدولي بأن الاقتصاد اللبناني تقلص بنسبة 25% العام الماضي، فيما وصل التضخم إلى 85%، وآخر ما كان ينقص البلاد في هذا الوضع هو مواجهة مع المانحين المحتملين مثل السعودية والإمارات.

ليست هذه هي المرة الأولى التي تنفجر فيها الأزمة بين لبنان والخليج، ففي عام 2003، تدخل رئيس الوزراء آنذاك "رفيق الحريري" شخصيا لمنع بث برنامج تلفزيوني كان ينتقد السعودية، وفي الآونة الأخيرة (مايو/أيار 2021) اضطر وزير الخارجية "شربل وهبة" للاستقالة بسبب تصريحات تلفزيونية كانت تنتقد المملكة ومع ذلك، فإن هذه المواجهة أكثر شدة، وتستخدمها السعودية كذريعة للنأي بنفسها تماما عن لبنان.

منذ الخمسينيات من القرن الماضي، قدمت السعودية نفسها كـ"راعٍ" لمجتمع المسلمين في لبنان، وهو المركز الذي نافستها فيه إيران منذ الثمانينيات، بعد إنشاء "حزب الله".

وفي عام 1992، ذهبت رئاسة الوزراء إلى "رفيق الحريري" واستمرت حتى اغتياله في عام 2005، وكان "الحريري" رجل أعمال لبناني ثري من صنيعة السعودية، وشهد عصره زيادة هائلة في النفوذ السعودي.

وعلى مر السنين، سعت السعودية -مع القليل من الحظ- لكبح نفوذ "حزب الله" في لبنان، وفي عام 2005، حمّلت الحزب مسؤولية اغتيال "الحريري"، داعمة محكمة دولية للأمم المتحدة خاصة بلبنان.

وبعد مرور عام، دعمت المملكة قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 الذي دعا إلى احتكار الأسلحة في أيدي الحكومة اللبنانية ودفع جميع اللاعبين غير الحكومية (في إشارة إلى حزب الله) بعيدا عن الحدود مع "إسرائيل".

ثم حاولت السعودية دعم المنشقين مثل "صبحي الطفيلي" الأمين العام السابق لـ"حزب الله"، ولكن أخفق هذا أيضا في اختراق قاعدة قوة "حزب الله" في الجنوب اللبناني وفي الضاحية الجنوبية في بيروت حيث يهيمن الحزب.

رغم كل هذه المحاولات، ظل "حزب الله" قويًا مثلما كان، وذلك بفضل ترسانته الهائلة، وقد زاد بثبات من وجوده في البرلمان اللبناني (لديه الآن كتلة من 13 نائبا).

أما الآن، فالسعودية تتبع نهجا جديدا؛ وهو الانفكاك الكامل عن لبنان، على أمل أن تنهار البلاد من الداخل، وسوف تُلقى مسؤولية هذا الانهيار على "حزب الله"، بداية هذه الخطة وجدتها السعودية في تصريحات "قرداحي" التي أشاد بها حزب الله واعتبرها تعبر عن "شجاعته وصدقه".

أضيف بتاريخ :2021/11/09

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد