التقارير

#تقرير_خاص : "زلة لسان صحفية" تكشف عن مفاهيم #ابن_سلمان للإسلام

 

محمد الفرج...

"صدفة صحفية كاشفة".. بهذه العبارة، وصف الباحث المتخصص في السياسات الدولية بجامعة نانيانج التقنية في سنغافورة، "جيمس دورسي"، تزامن نشر حوارين، أحدهما لولي العهد السعودي، "محمد بن سلمان"، والآخر لـ "يحيى ستاكوف"، الرئيس المنتخب حديثا لجمعية "نهضة العلماء" الإندونيسية، مشيرا إلى أن المقارنة بين الحوارين تظهر بدقة رؤيتين متعارضتين تماماً لـ"الإسلام المعتدل".

جاء ذلك بعد نشر متزامن لحوار أجراه "بن سلمان" مع مجلة "أتلانتيك" الأمريكية، وآخر أجراه "ستاكوف" مع مجلة "كومباس" الإندونيسية، يوم الخميس الماضي.

أن الحواران أظهرا تباينا واضحاً في وقت تكافح فيه القوى الإسلامية الكبرى لتحديد مفاهيم إيمانها في القرن الحادي والعشرين، بين رؤية تقوم على بقاء الاستبداد وأخرى تحاول تقديم تصورات متواكبة مع حضارة المستقبل والنظام العالمي الجديد، الآخذ في التشكل.

التباين بين رؤيتي "بن سلمان" و"ستاكوف" شبيه بذلك التباين بين روسيا والعالم الديمقراطي، فجوهر الخلاف بين رؤيتي الجانبين يكمن حول ما إذا كان الإسلام بحاجة إلى إصلاح أم أن المسلمين بحاجة إلى العودة إلى "أصول" دينهم ليس أكثر، إضافة إلى تحديد من يملك سلطة تفسير الدين أو إعادة تفسيره، وما الذي يمثل الحكم الإسلامي السليم.

أن حوار "بن سلمان" لم يترك فيه ولي العهد السعودي أدنى شك في أن رؤيته قائمة على احتكار "سلطة تفسير الإسلام"، ما أظهر أن ولي العهد "عازم على إخضاع المؤسسة الدينية في المملكة لإرادته".

كما أن "المعيار" الذي حدده "بن سلمان" للاعتدال هو مفهوم المستبدين القائم على "الطاعة المطلقة للحاكم"، الذي هو "ولي الأمر" في الشريعة الإسلامية.

وهنا يستشهد المحلل الأمريكي بتصريح أدلى به الباحث في شؤون الشرق الأوسط "برنارد هيكل" لمجلة "أتلانتيك"، تعليقا على حوار "بن سلمان"، معتبرا أن ولي العهد السعودي يدشن عملية قطيعة تدريجية مع التقاليد السائدة في المملكة "لكنه يفعل ذلك بطريقة إسلامية".

ويستند "بن سلمان" في هكذا رؤية إلى أن القليل جدًا من الأشياء يمكن إصلاحها بشكل لا خلاف عليه في الإسلام، وهو ما يجعله صاحب الصلاحية في تقرير ما هو في مصلحة المجتمع المسلم، وإذا كان ذلك يعني فتح دور السينما، والسماح للسياح أو النساء بارتياد شواطئ البحر الأحمر.. فليكن.

لكن الحقيقة أن ابن سلمان أدخل تغييرات "اجتماعية وليست دينية" على التقاليد السائدة، التي كانت قبلية وليست دينية في الأصل، حتى لو كانت مغلفة دينياً، في إشارة إلى أن رؤية ولي العهد السعودي لا تصل إلى عمق مفهوم الإصلاح أو الاعتدال الديني، عدا عن أن رفض ابن سلمان لمصطلح "الإسلام المعتدل" علامة واضحة على رؤيته السلطوية.

ابن سلمان قد يكون أكثر درامية وجاذبية في طرحه لجهوده في تعريف "الإسلام المعتدل" والتحكم بروايته من "ستاكوف"، لكن الأخير يقدم طرحا يمثل جزءا من مسعى أوسع له تأثير أكثر أهمية على "الإصلاح الديني" في العالم الإسلامي، وليس إصلاح دولة إسلامية واحدة.

أضيف بتاريخ :2022/03/06

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد