التقارير

#تقرير_خاص: 3 أمور عكرت صفو العلاقة السعودية الأمريكية.. هل يتنازل الطرفان لإعادتها كما كانت؟


محمد الفرج...

طفت مجدداً إلى السطح قضية اغتيال الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي، وطفت معها العلاقات الأميركية السعودية وكيف وصلت إلى مرحلة الانهيار.

حيث سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الضوء على العلاقات الأميركية السعودية متحدثة عن خلافات وتباينات عدة، بدءاً من قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، مروراً بأسعار الوقود وملف اليمن، وصولاً أخيراً إلى الحرب الأوكرانية.

حيث يبدو أن العلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ عقود، حيث قال الرئيس الأميركي جو بايدن في عام 2019، إنه يجب معاملة المملكة كدولة منبوذة بشأن قضايا حقوق الإنسان، مثل مقتل خاشقجي.

وأكد مسؤولون سعوديون وأميركيون كبار أن التصدعات السياسية تعمقت منذ الحرب الأوكرانية؛ إذ أراد البيت الأبيض من السعوديين ضخ المزيد من النفط الخام، سواء لضبط أسعار النفط أو تقويض تمويل موسكو للحرب، إلا أن السعودية لم تفعل شيئاً، وهذا يتماشى مع المصالح الروسية، وفق الصحيفة الأمريكية.

العلاقة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والسعودية لم تكن يوماً متعثرة كما هي الآن، حيث أن ابن سلمان لا يستسيغ معاملة إدارة بايدن له، بعد أن نشرت تقارير حول دوره المزعوم في مقتل خاشقجي، وتقطيع جثته داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.

ابن سلمان يريد وضع مقتل خاشقجي وراءه، فهو يواجه دعاوى مدنية بشأن القتل، وتأمين الحصانة القانونية في الولايات المتحدة، ويمكن لبايدن تسهيل ذلك من خلال توجيه وزارة الخارجية للاعتراف ببن سلمان زعيماً لدولته.

وتحدثت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن لقاء جمع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع مستشار الأمن القومي لبايدن، جيك سوليفان، في سبتمبر الماضي، لافتة إلى أن بن سلمان ظهر وهو يرتدي "الشورت" في قصره البحري، للحصول على نبرة مريحة في اجتماعه الأول، إلا أن الأمر انتهى به بالصياح على سوليفان. وقال بن سلمان لسوليفان، وفق الصحيفة الأميركية، إنه لا يريد مناقشة الأمر مرة أخرى أبداً، بحسب أقوال أشخاص مطلعين على اللقاء. وتابع قوله مخاطباً سوليفان: "ويمكن للولايات المتحدة أن تنسى طلبها بزيادة إنتاج النفط".

إضافة لذلك، فإن أحد أسباب توتر العلاقات الأميركية السعودية، يعود إلى النهج الأميركي المعتمد تجاه اليمن، خاصة بعد رفع البيت الأبيض "أنصار الله" من قائمة الإرهاب، وإعلانه أنه سيخفض الدعم للحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن، وسيجمّد بيع الصواريخ الدقيقة.

في سياق آخر، أعرب السعوديون عن استيائهم من الانسحاب الأميركي من أفغانستان، فضلاً عن الجهود المستمرة لإدارة بايدن لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، كما بدأوا في التشكيك في الالتزام العسكري الأميركي تجاه الشرق الأوسط، وباتوا يبدون غضباً حين يُشار إلى أن المملكة تسير على الإيقاع الذي تفرضه واشنطن.

بنيت الشراكة الأميركية السعودية على فرضية أن الجيش الأميركي سيدافع عن المملكة من القوى المعادية لضمان تدفق النفط من دون انقطاع إلى الأسواق العالمية، وفي المقابل، حافظ الملوك السعوديون المتعاقبون على إمدادات ثابتة من النفط الخام بأسعار معقولة، شابها بعض الاضطرابات العرضية لكن الأساس الاقتصادي للعلاقة قد تغير، لم يعد السعوديون يبيعون كميات نفط كبيرة للولايات المتحدة، لأنهم أصبحوا أكبر مورد للصين، ما يعني إعادة تشكيل لمصالح الرياض التجارية والسياسية.

إن ما يريده بن سلمان في المقام الأول، الاعتراف به حاكماً فعلياً، وملكاً مستقبلياً في السعودية، خصوصاً أن بايدن لم يلتقِ بعد أو يتحدث مباشرة معه، ومطالبة بن سلمان باعتراف بايدن بوراثة العرش صارت أكثر تعقيداً.

أضيف بتاريخ :2022/04/21

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد