التقارير

#تقرير_خاص : #السعودية و #الإمارات تستعدان لتقسيم #اليمن

 

رائد الماجد...

في الأول من أبريل/نيسان الجاري، أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن "هانز جروندبرج" عن وقف لإطلاق النار لمدة شهرين في اليمن، وبالرغم من بعض التقارير عن استمرار القتال، يبدو أن هناك تراجعا ملحوظًا في حدة الاشتباكات بين الجانبين، ما يشير إلى رغبة الأطراف المتحاربة في وقف التصعيد مؤقتًا على الأقل.

وبحسب الاتفاق، سيتم تخفيف الحصار البري والبحري والجوي المفروض على الحوثيين منذ أكثر من 6 سنوات للسماح بدخول 18 شحنة وقود إلى ميناء الحديدة، كما سيتم استئناف الرحلات الجوية بين صنعاء وكل من القاهرة وعمان.

في غضون ذلك، سلّم الرئيس "عبدربه منصور هادي" السلطة إلى مجلس رئاسي مكون من 8 أشخاص، من بينهم زعيم الانفصاليين الجنوبيين "عيدروس الزبيدي" والقائد العسكري اليمني "طارق صالح".

وبالنسبة لـ"أنصار الله"، لا يمكن أن تكون هناك محادثات جادة دون تأمين مأرب، وبدون هذه المحافظة المهمة سيجدون أنفسهم معتمدين على منافسيهم من أجل تلبية احتياجات السكان في مناطق سيطرتهم.

الهدنة في حد ذاتها ليست مهمة بالنسبة للإمارات بقدر أهمية العملية التي ترافقت معها، بما في ذلك تشكيل مجلس رئاسي والإطاحة بنائب الرئيس اليمني السابق "علي محسن الأحمر" وأعضاء آخرين في حزب الإصلاح. وكانت هناك تكهنات بالفعل حول إبرام الإمارات هدنة خاصة بها مع "أنصار الله"، الذين توقفوا فجأة عن استهداف أبوظبي عسكريا أو من خلال خطاب تهديدي أو تحريضي، فيما تركزت تهديدات الحوثيين الآن حصريًا على السعودية.

وكانت الإمارات على خلاف شديد مع "هادي" وحكومته منذ سنوات، لدرجة أن أبوظبي رفضت السماح لهذه الحكومة بالإقامة في العاصمة الجنوبية عدن، وبدلاً من ذلك دعمت الانفصاليين الجنوبيين، وفي عام 2019 عندما سعت حكومة "هادي" لتأكيد سلطتها في عدن والاستيلاء على المدينة من الانفصاليين، أرسلت الإمارات طائرات لقصف القوات الحكومية واستعادة سيطرة الانفصاليين الجنوبيين. ثم ساعدت الإمارات في التوسط في "اتفاق الرياض" الذي أضفى الشرعية على الانفصاليين الجنوبيين داخل الحكومة المعترف بها دوليًا.

وغالبًا ما يوصف استياء الإمارات من حكومة "هادي" على أنه نابع من كرهها لتأثير حزب الإصلاح على الحكومة ويعتبر حزب الإصلاح امتدادا لجماعة "الإخوان المسلمين" الذين تربطهم خلافات أيديولوجية عميقة مع الإمارات في جميع أنحاء المنطقة. ومن خلال إنشاء مجلس رئاسي، تمكنت الإمارات من نقل صلاحيات "هادي" إلى هيئة تضم بعض حلفائها الأكثر تفانيًا فيما تخلصت في نفس الوقت عن "الأحمر"، أحد أبرز أعضاء حزب الإصلاح وأكثرهم نفوذاً.

وكما هو مذكور أعلاه، من بين أعضاء المجلس الرئاسي زعيم الانفصاليين الجنوبيين "عيدروس الزبيدي"، حليف الإمارات الثابت، و"طارق صالح"، ابن شقيق الرئيس "علي عبدالله صالح" الذي أطاحت به احتجاجات الربيع العربي وتحالف مع الحوثيين لعرقلة التحول الديمقراطي. و"صالح" أيضًا حليف وثيق للإمارات ولعب دورًا رئيسيًا في "ألوية العمالقة" التي أحبطت هجوم الحوثيين على مأرب في وقت سابق من هذا العام.

وينصب تركيز الإمارات على "الإخوان المسلمين" أكثر من الحوثيين، لذلك فإن اهتمام أبوظبي بالهدنة أقل من اهتمامها بتشكيل المجلس الرئاسي الذي يعيد معايرة ديناميكيات القوة في المنطقة من خلال المفاوضات المتوقع أن تشمل "أنصار الله"في نهاية المطاف، وستكون السعودية والإمارات على استعداد للانخراط في هذه المحادثات حتى لو أدت إلى منح "أنصار الله"استقلالًا ذاتيًا في المناطق التي يسيطرون عليها حاليًا.

وإذا حصل الانفصاليون على حكم ذاتي في جنوب اليمن، ستحظى الإمارات والسعودية بنفوذ خاص في تلك المنطقة نظرًا لأنهما سهلتا صعود الانفصاليين الجنوبيين إلى السلطة وكذلك مقاومة الحكومة المعترف بها دوليًا. وإذا تم اعتماد نظام المحاصصة في الحكومة ضمن إطار فيدرالي فضفاض، فمن المرجح أن يتم إضعاف سلطة "أنصار الله" من خلال "صالح".

علاوة على ذلك، لا تزال واشنطن غير راغبة في الضغط على الحوثيين بينما يواصل الرئيس "جو بايدن" والمسؤولون الأمريكيون الضغط من أجل اتفاق نووي مع إيران، فيما تستمر العلاقات في التدهور بين الولايات المتحدة وحلفائها الخليجيين.

وبالنسبة ل"أنصار الله"، فإن الضغط الأمريكي على السعودية والتركيز الإعلامي على السياسة السعودية في اليمن هو مؤشر على أن البيئة لا تزال مواتية لمواصلة محاولتهم السابعة والأكثر نجاحًا للاستيلاء على اليمن بالكامل وحتى إذا أعاد "أنصار الله"شن هجومهم العسكري بعد الهدنة، فإنهم يتوقعون ضغط واشنطن على الرياض واعتبارها "الطرف الرئيسي الذي يعرقل أي قرار".

أضيف بتاريخ :2022/04/24

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد