التقارير

#تقرير_خاص : ماذا حصلّت #السعودية من زيارة #بايدن؟

محمد الفرج...

أرسلت زيارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" إلى السعودية رسالة مفادها أن واشنطن قررت تجاوز جريمة اغتيال الصحفي "جمال خاشقجي" وهي القضية التي هددت سابقا بتدمير العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية.

 ويبدو أن "بايدن" قرر عدم الرضوخ لأولئك الذين يعتبرون تعزيز حقوق الإنسان الهدف الوحيد للسياسة الخارجية الأمريكية، فقبل زيارة "بايدن"، كانت العلاقات الأمريكية السعودية تمر بأضعف حلقاتها خلال الخمسين عاماً الماضية، بالتأكيد واجهت هذه العلاقة صعوبات في الماضي، لكنها ظلت دائماً محفوظة بالمصالح المشتركة والثقة المتبادلة.

لكن تبدو الأشياء مختلفة تماماً اليوم، حيث لا يشاطر الجيل الشاب من القادة في الرياض آباءهم في الالتزام بالعلاقات الأمريكية السعودية، ويدرك هؤلاء أن الصين - وليس الولايات المتحدة - هي الآن أكبر شريك تجاري وأكبر عميل يشتري النفط والبتروكيماويات من السعودية.

ويرى هذا الجيل من القادة أيضاً أن التعاون مع روسيا - وليس الولايات المتحدة - أعاد تنشيط قدرة "أوبك" على تحريك أسواق الطاقة، وأصبح هؤلاد القادة متشككين في التزام أمريكا بأمن السعودية ويعتبرون أن موسكو وبكين لديهما الآن نفوذ أكبر من واشنطن لدى طهران.

ولطالما كانت العلاقات الأمريكية السعودية عرضة لانتقادات الرأي العام والسياسيين في كلا البلدين، وقد تم الحفاظ عليها من خلال العلاقات الشخصية رفيعة المستوى، وليس من خلال المؤسسات الرسمية، لكن الوضع تغير حالياً.

ولم يسبق أن أشار وعد رئيس أمريكي خلال حملة ترشحه بتحويل السعودية إلى "دولة منبوذة"، ولم يسبق للبيت الأبيض أن دعا علنا إلى "إعادة معايرة" العلاقة مع الرياض أو رفض التحدث إلى ولي العهد السعودي بشكل علني، لكن ذلك حصل في عهد "بايدن".

وسيتطلب تحسين العلاقات الأمريكية السعودية أكثر من مصافحة وابتسامة، إذ سيتطلب ذلك التزاماً ووقتاً وبناءً للثقة على كلا الجانبين، وسيرغب السعوديون في رؤية المزيد من التركيز الأمريكي على المخاوف الأمنية للرياض، لاسيما تلك المتعلقة باليمن وإيران. 

في المقابل، تتوقع واشنطن بطبيعة الحال أن ترى زيادة إنتاج النفط السعودي بشكل يسمح بانخفاض الأسعار، بالإضافة إلى وضع حد لترتيبات "أوبك+" مع روسيا.


وعلى عكس الرئيس الصيني، لا يمكن للرئيس "بايدن" توفير استثمارات أجنبية مباشرة بالأمر فقط، ومع ذلك، يمكن أن يعيد التزام الولايات المتحدة بمجموعة من الاتفاقيات التجارية الثنائية والالتزام بإرسال وفد رفيع المستوى إلى مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" القادم في الرياض.

ومن شأن ذلك أن يرسل إشارة واضحة إلى الشركات الأمريكية بأن مقاطعة السعودية لم تعد السياسة التي تنتهجها واشنطن تجاه الرياض، وتعد زيارة "بايدن" إلى الرياض هي الخطوة الأولى اللازمة في إعادة بناء العلاقة، وفي الواقع فإن الجانب الأكثر أهمية في رحلته هو حدوثها ذاته.

أضيف بتاريخ :2022/07/18

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد