التقارير

#تقرير_خاص : هل يعالج الزمن العلاقات السعودية التركية؟

محمد الفرج...

وجه الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" في عام 2018 أصابع الاتهام إلى ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" - دون أن يسميه - على قتل الصحفي "جمال خاشقجي" في القنصلية السعودي بإسطنبول. ودعمت تركيا التحقيق الذي قادته الأمم المتحدة من خلال تبادل الأدلة وفتحت محاكمة ضد المتهمين، ما تسبب في قطيعة دبلوماسية بين أنقرة والرياض.

ولكن بعد 4 سنوات يبدو أن الأمور اختلفت كثيرا، فقد قام "أردوغان" بأول زيارة إلى الرياض في أبريل/نيسان الماضي، وبعدها بشهرين زار "بن سلمان" تركيا للمرة الأولى منذ أزمة "خاشقجي".

يعتبر التقارب مع السعودية جزءًا من استراتيجية تركية أوسع لتطبيع العلاقات مع دول المنطقة، خاصة بعد انتهاء الأزمة الخليجية. وبالفعل استعادت تركيا العلاقات مع الإمارات العام الماضي، ثم "إسرائيل" هذا العام، والآن السعودية، بينما تتقدم محادثات تطبيع العلاقات مع مصر.

وقد ترى الرياض أن استعادة العلاقات مع تركيا لها جانب سلبي محدود، حيث تنظر الرياض إلى التوتر في العلاقات على أنه يضر بأنقرة أكثر بكثير مما يلحق الضرر بالسعودية. 

ومن وجهة نظر "بن سلمان" فإن السعودية "فازت" في المواجهة طويلة الأمد مع تركيا، لكن التقارب سيساعد ولي العهد على استعادة صورته العالمية، خاصة مع زيارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" إلى الرياض.

ومن المؤكد أن الرياض لا تنظر إلى هذا التقارب على أنه بداية لتحالف استراتيجي جديد، ولكن مجرد استعادة للعلاقات التي تفيد كلا من كل من أنقرة والرياض.

وبالنسبة لـ"بن سلمان"، فإن إصلاح العلاقات مع تركيا يمكن أن يساعد في جهود السعودية في بناء أسطول من الطائرات بدون طيار في سياق رؤية 2030 التي تركز أيضا على التكنولوجيا من أجل النمو الاقتصادي والتنويع. وفي الآونة الأخيرة، بدأ مصنعان سعوديان في إنتاج طائرة بدون طيار تركية، ما يعكس آفاق العلاقات الاقتصادية والدفاعية.

لكن الفائدة الأهم بالنسبة للسعودية هي تخفيف المخاوف الأمنية المرتبطة بإيران، وربما تأمل الرياض أن تستغل ديناميكيات علاقتها الجديدة مع أنقرة لإقناع تركيا بأن تكون أكثر حيادية مما كانت عليه خلال الأزمة الخليجية.

وليس من قبيل المصادفة أن يحدث التقارب التركي السعودي في وقت تتزايد فيه التوترات التركية الإيرانية في كل من العراق وسوريا، ولكن يبقى السؤال مفتوح حول ما إذا كان التقارب التركي السعودي يمكن أن يستمر على المدى الطويل دون أن تحاول السعودية مجدداً طي الذراع التركية أمام العالم؟

أضيف بتاريخ :2022/07/23

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد