التقارير

#تقرير_خاص : "لا يعني الافتراق".. #السعودية و #الإمارات تتمردان على #واشنطن لحساب #موسكو

محمد الفرج...

أثار قرار تخفيض الإنتاج النفطي بمقدار مليوني برميل يومياً، الذي أصدرته “أوبك+”، تساؤلات عدّة، حول التوقيت الذي جاء فيه القرار، مع ارتفاع أسعار النفط العالمي، وازدياد معدلات التضخم في أمريكا وأوروبا من جهة، وعن الموقف الذي اتخذته مجموعة أوبك، وعلى رأسها السعودية، في تحدي للضغوط الأمريكية، الأمر الذي عدّه الخبراء، بأنه ولادة بيئة استراتيجية دوليّة جديدة.

إذ يرى المحلل السياسي أحمد الدرزي في مقال له عبر “الميادين نت”، أن “أهمية القرار المذكور تأتي من أهمية المتفقين، وخصوصاً أنه أتى في سياق الحرب الأوكرانية ذات الطابع العالمي، إن كان بالمشاركين فيها، على نحو مباشر أو غير مباشر، أو الطرفين الأساسيين فيه، وهما روسيا والسعودية، في انقلاب واضح للرياض على الاتفاقية الأمريكية السعودية، والتي تمت على المدمرة “كوينسي”، بين روزفلت وعبد العزيز آل سعود عام 1945”.

الأمر لا يعني الافتراق بين واشنطن والرياض، لكنه يدلل على هامش في طور التوسع، لكل الدول التي ارتبطت بالسياسات الأمريكية وخدمتها، بعد خروج بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية، من غربي آسيا وإفريقيا وغيرهما من المناطق، وحلول الولايات المتحدة مكانها.”

صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية تناولت في تحقيق مطول لها قرار أوبك، وجاء فيه: “قبل أيام من قيام أوبك وحلفائها بقيادة روسيا بخفض كبير في إنتاج النفط، ناشد المسؤولون الأمريكيون نظرائهم في المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول الخليجية من منتجي النفط الكبار إرجاء القرار شهراً آخر، وذلك وفقاً لمطلعين على المحادثات، وكان الجواب: لا.”

وذكرت الصحيفة أن “المسؤولين السعوديين رفضوا مطالب إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن التي عدوها مناورة سياسية من قِبلها لتجنب الأخبار السيئة قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي التي ستحدد من سيسيطر على الكونغرس، إذ كان ارتفاع أسعار الغاز والتضخم من القضايا المركزية في الحملة”.

وتشير صحيفة “الأخبار” اللبنانية في هذا الصدد إلى أن “حاكمي السعودية والإمارات لا يُخفيان تفضيلهما عودة الجمهوريين إلى الحُكم في واشنطن، ولا سعيهما لنصرة هؤلاء في انتخابات الكونغرس النصفية التي تجري الشهر المقبل، تمهيداً لعودة ترامب، إنْ أمكن، في انتخابات 2024”.

منذ تسلُّم بايدن الرئاسة في كانون الثاني 2020، كانت علاقاته مع قادة الخليج متوتّرة غالباً، وحين بدأ مسعاه لإصلاح تلك العلاقات بعد ارتفاع أسعار النفط وتسبُّبها بموجة تضخّم في الولايات المتحدة أثّرت على شعبيّة الرئيس والديمقراطيين، إذ لم يجد استجابة من ابن سلمان وابن زايد اللذين أفادت تقارير أميركية بأنهما رفضا حتى الردّ على اتّصالات هاتفية من الرئيس الأمريكيز

الموقف الذي تم اتخاذه من الحرب في أوكرانيا، من الرَّجُلينِ اللذين رفضا إدانة الهجوم الروسي، كان رسالة إلى بايدن، بأن الولايات المتحدة إذا أرادت منهما الاصطفاف إلى جانبها في تلك الحرب، فعليها أن تقف إلى جانبهما وتُدافع عن نظاميهما.

وعن سبب التحالف والمواءمة مع موسكو، فيبدو أن السعودية والإمارات تُسجِّلان لبوتين امتناعه عن التصويت على قرار مجلس الأمن 2216 بخصوص اليمن، وعدم استخدام “الفيتو” ضدّهما، وهو ما ساهم مساهمة حاسمة في توفير تغطية لعدوانهما على هذا البلد، وهذا عدته السعودية والإمارات سلفة من خارج سياق السياسة الروسية المعتادة في مجلس الأمن، سهّلت التحالف اللاحق في “أوبك+” وقضايا أخرى.

أضيف بتاريخ :2022/10/13

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد